في واقعة تثبت رفض النشأ السعودي الواعي لسياسات النظام الحالي والهرولة السعودية تجاه إسرائيل، تداول ناشطون بمواقع التواصل مقطعا مصورا لطالب سعودي رفض التطبيع بالابتعاد عن طالب إسرائيلي في محفل دولي.
وعلى خلاف سياسة ولي العهد الجديدة تجاه إسرائيل التي لخصها بجملته (على الفلسطينيين أن يقبلوا بالأمر الواقع أو يخرسوا)، وبعيدا عن الإعلام السعودي المطبل لهذه السياسة، اصطف الطالب السعودي بدر الملحم إلى جانب طلبة من دول مختلفة، ليأتي طالب إسرائيلي بجانبه، وكل منهم يحمل علم بلاده، ليسارع الملحم بالابتعاد عنه.
https://twitter.com/hureyaksa/status/1023519978425929730
وحدث ذلك خلال تكريم الطالب السعودي مع الفائزين في الأولمبياد الدولي للكيمياء المقام في سلوفاكيا والتشيك.
وكان الطلبة السعوديون حققوا نتائج إيجابية في الأولمبياد، المقام في الفترة بين 19 إلى 29 يوليو الحالي، إذ نال بدر الملحم ميدالية فضية، وحقق الطلاب عبدالرحمن آل إدريس وأسامة العلي وعلي الأسمري ثلاث ميداليات برونزية.
ولقي تصرف الطالب السعودي إشادة واسعة من قبل مواطنيه ومغردين عرب عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال الخبير القانوني ورئيس المعهد الأوروبي للقانون الدولي محمود رفعت،مشيدا بهذا الطالب السعودي:”الف تحية لهذا الطالب السعودي الذي رفض أن يقف ويوقف علم #السعودية بجوار مستوطن يحمل علم #إسرائيل خلال تجمع طلابي في دولة ألتشيك”
وتابع في تغريدته التي رصدتها (وطن):”باعثا رسالة للعالم أجمع أن جرائم #إسرائيل تمنعها من أن تندمج وتطبع مع الاخرين.”
https://twitter.com/DrMahmoudRefaat/status/1023568689424228353
https://twitter.com/dryasseralsaleh/status/1023383596416020480
https://twitter.com/jhelles/status/1023529584871067648
وتعد المملكة العربية السعودية حاليا وفي ظل حكم “ابن سلمان” الحليف الأقوى لإسرائيل بالمنطقة بعد الإمارات، وظهر ذلك جليا في قرارات “ابن سلمان” وتصريحاته الأخيرة.
ومنذ صعود نجم ولي العهد محمد بن سلمان -في يونيو 2017- بدأ الحديث المباشر والعلني عن التطبيع، ونحا بعض المثقفين المحسوبين على السلطة إلى تفكيك المقاربات السابقة للتطبيع، وإحالة أسباب الصراع العربي الإسرائيلي إلى “العقدة النفسية”.
وإضافة إلى مدير الاستخبارات السابق تركي الفيصل، وأنور عشقي الكاتب والضابط السابق والمحلل الإستراتيجي، فقد انبرت أقلام سعودية عديدة للتنظير لللعلاقات “الإيجابية” مع إسرائيل، وزادت جرعة الترويج للتطبيع ومساحته الإعلامية متزامنة مع تقارير إسرائيلية وغربية عن خطوات رسمية في شكل زيارات واجتماعات ومشاريع مشتركة، وتدور كلها حول شخص ولي العهد محمد بن سلمان.
واشتهرت تدوينات وتغريدات لإعلاميين كتاب من أمثال أحمد الفراج، ومحمد آل شيخ، وعبد الرحمن الراشد الذي دعا لإعادة النظر في مفهوم علاقات المملكة مع فلسطين وإسرائيل”.
ومنذ تولي محمد بن سلمان ولاية العهد أصبح التطبيع يستند على خطط سياسية وإعلامية مدروسة، ويقوم أساسا على تهيئة الرأي العام السعودي لتوجه علني مقبل نحو علاقات رسمية مع إسرائيل، واعتماد خطط إعلامية متدرجة وممنهجة لإحلال مفهوم التطبيع، ونزع صفة الممنوع عنه ليصبح متداولا وعاديا.
ويجري التركيز إعلاميا على تأثيم كل من تصدى لإسرائيل كالأنظمة القومية العربية و”اليسار الغوغائي” وحركات المقاومة الإسلامية والتركيز على أن العدو الحقيقي هو إيران وعلى فكرة أن “الفلسطينيين أنفسهم طبعوا فلماذا نمتنع نحن” وأن “لا فائدة من المعارك والنزاعات”.