في محاولة منه للتقليل من الوساطة العمانية بين واشنطن وطهران للحيلولة دون اندلاع حرب في المنطقة، زعم الكاتب الصحفي السعودي والمدير السابق لقناة “العربية” عبد الرحمن الراشد بأن الوساطة العمانية في الغالب لن تنجح، مشبها إياها بالوساطة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جيمس بيكر والتي فشلت في إقناع نظام صدام حسين عام 1991 بالانسحاب من الكويت بعد الغزو الذي تحل ذكراه الـ28 الخميس.
وقال “الراشد” في تدوينة له عبر حسابه بموقع التدوين المصغر “تويتر” مرفقا بها صورة لاجتماع وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي مع وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس قبل أيام، وصورة أخرى لوزير الخارجية الأمريكي الأسبق جيمس بيكر مع وزير الخارجية العراقي الأسبق طارق عزيز في جنيف قبيل شن التحالف الدولي حرب تحرير الكويت:” وساطات الساعة الأخيرة غالباً لا تنجح العقوبات على ايران تبدأ هذا الاسبوع”.
وساطات الساعة الأخيرة غالباً لا تنجح
العقوبات على ايران تبدأ هذا الاسبوع pic.twitter.com/12glFWsiPr— عبدالرحمن الراشد (@aalrashed) ١ أغسطس ٢٠١٨
وكانت مجلة “انتيليجنس أونلاين” الاستخباراتية الفرنسية قد كشفت قبل أيام عن قيام سلطنة عمان بوساطة سرية بين إيران والولايات المتحدة بعد تصاعد حدة التهديدات في أعقاب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.
وقالت المجلة في تقرير لها، إن لقاءات جرت في مسقط، مؤخرا، بين وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، ونظيره العماني يوسف بن علوي، ومدير جهاز المخابرات الداخلية العمانية الجنرال سلطان بن محمد النعماني.
وأوضحت المجلة أن اللقاءات تأتي -على ما يبدو- في إطار بحث مهام عمانية جديدة ضمن الوساطة المتعلقة بالأزمة المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران.
وقالت إن هناك تحفظا في مسقط بشأن الكشف عن محادثات سرية مع الولايات المتحدة في ظل الظروف الراهنة.
من جانبه، علق وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي، على أنباء وساطة مسقط بين واشنطن وطهران.
وكشف ” ابن علوي”، في تصريحات لقناة الجزيرة، أن سلطنة عمان مستعدة لبذل الجهود والمساعدة في وقف الصراع بين الولايات المتحدة وإيران.
وقال: “أولا، ليس لدينا رسالة من أحد، سواء من الإيرانيين أو من الإدارة الأمريكية، في اعتقادي من الممكن أن يبدأ حوار، وأعتقد أن الطرفين بحاجة وسط خضم هذه الانشغالات إلى أن يجدوا الفرصة في ألا يدخلوا في صراع غير مفيد لهم أو للمنطقة”.
وكان الكاتب الصحفي المصري محمد حسنين هيكل قد تطرق في كتابه “حرب الخليج- أوهام القوة والنصر” إلى تفاصيل وكواليس الاجتماع الذي دار بين “بيكر” و”عزيز” في الاجتماع الذي عقد في سويسرا في محاولة أخيرة لاقناع النظام العراقي بالانسحاب من العراق.
وكان العالم بأسره يترقب هذا اللقاء، ربما يوقف عزم أمريكا وتحالفها الدولى شن الحرب على العراق بعد غزوها الكويت يوم 2 أغسطس 1990، وحسب هيكل، فإنه فيما خشيت عواصم عربية من احتمالات نجاح مفاوضات الوزيرين، أرسلت الإدارة الأمريكية تطمينات بأن الاجتماع لن يستغرق نصف ساعة، غير أن اللقاء امتد إلى ست ساعات ونصف الساعة.
ووفقا لما ذكره “هيكل” في كتابه، فقد توجه طبيكر” إلى “عزيز” في الاجتماع قائلا:”أمامكم تحالف دولى وعربى هائل، وهذا التحالف مكلف بتنفيذ قرارات مجلس الأمن، فإذا لم تنسحبوا قبل تاريخ 15 يناير، فإن هذا التحالف سيجد نفسه مسؤولاً عن تنفيذ هذه القرارات وبالقوة المسلحة، ثم توقف بيكر لحظة ليقول بعده”ا: دعنى أعطك صورة دقيقة عن قوة التحالف الموجودة أمامكم”، وراح يشرح طبيعة القوات البرية والبحرية والجوية، ورد عزيز: “الصورة التى رسمتها الآن ليست جديدة علينا، وأخشى أن أقول لكم إن أصدقاءكم فى العالم العربى ممن تعاونوا معكم ضد العراق لا مستقبل لهم، فشعوبهم ستتصدى لهم، إن سياستكم أدت دائما إلى كوارث بالنسبة لأصدقائكم”. ليقاطعه بيكر متسائلاً: “ألم يكونوا أصدقاءكم قبل أن يكونوا أصدقاءنا؟، رد عزيز: “نعم كانوا”.