كشف حوار خاص أجرته هيئة الإذاعة الكندية “CBC” مع طالب سعودي في كندا، عن المأساة الكارثية التي يعيشها هؤلاء الطلاب نتيجة نجرسية “ابن سلمان” الساعي لإرضاء غروره على حساب أي شيء ولو كان الأمر يتعلق حتى بتدمير مستقبل 8 آلاف طالب سعودي.
وقالت CBC إن الطالب، الذي لم تكشف عن هويته حفاظا على سلامته، قرر أن يروي قصته ليخبر العالم بما يعانيه أكثر من ثمانية آلاف طالب سعودي سيعودون من كندا.
لقد صدمت.. ما الذي يجري؟
وقال الطالب إنه في يوم الخامس من أغسطس، الذي صدر فيه قرار نقل الطلاب السعوديين من كندا، كان على بعد أيام من مناقشة أطروحة الدكتوراه التي يعمل عليها منذ خمس سنوات، حيث قام بنشر عدة مقالات حول أطروحته، وقدّم أوراقا بحثية كثيرة لأستاذه المشرف، قبل أن يصدمه قرار النقل من كندا.
قضى الطالب في كندا حتى الآن عشر سنوات أكمل خلالها تعليمه العالي بتمويل من الحكومة السعودية مستفيدا من التنوع والتعددية في المجتمع الكندي.
أمر العودة إلى السعودية
يقول الطالب إنه “في يوم الخامس من آب في حوالي الساعة 4:20 مساءً، تلقيت صورة البلاغ على تويتر من أحد زملائي. وكانت الحكومة السعودية قد استدعت سفيرها في كندا، ومنحت السفير الكندي في الرياض 24 ساعة لمغادرة البلاد.
لقد صدمت! لقد كانت بين البلدين علاقات جيدة جدا لعقود من الزمن! ما الذي يجري؟ أدركنا بعد لحظات قليلة أن السبب كان تغريدة من السلطات الكندية (تطالب) الحكومة السعودية بإطلاق سراح نشطاء حقوق الإنسان المسجونين في المملكة العربية السعودية. فكرت، حسنا، هذا ليس من شأني. الصراعات الدبلوماسية تحدث طوال الوقت، وسوف يتم حلها في غضون أيام قليلة”.
ويتابع “بعد ذلك بساعتين، أرسل لي العديد من أصدقائي لقطة شاشة لتغريدة تويتر أخرى من المكتب الثقافي السعودي (SACB) في كندا، الذي تم تعيينه من قبل السفارة لتقديم النصح وتعقب الطلاب. جاء في التغريدة: “يطلب من جميع الطلاب إنهاء جميع العلاقات في كندا والعودة إلى المملكة خلال شهر واحد”.
ليست هناك طريقة لإيقاف كل علاقاتي في شهر واحد
وقال الطالب متابعا روايته لما حصل معه: “ماذا؟ لقد عشت في كندا لسنوات، وليست هناك طريقة لإيقاف كل علاقاتي في شهر واحد. وهذا يشمل بيع أثاث منزل من أربع غرف نوم، والعثور على شخص ما لاستلام عقد الإيجار، وبيع سيارتي، وإخطار مدرسة طفلي، وإخطار وظيفتي، والحسابات المصرفية، والاستثمارات، وما إلى ذلك. هناك الكثير الذي يجب القيام به في شهر واحد. بالإضافة إلى ذلك، انتهيت تقريباً من الحصول على درجة الدكتوراه الخاصة بي، ولا توجد طريقة لترك عملي والبدء مجددا بمكان آخر. لذا فكرت: لن يلاحظ أحد إذا بقيت. على أي حال، إنها مجرد تغريدة، وربما هي للعلاقات العامة”.
الوضع أخطر من المتوقع
وأضاف الطالب: “في السادس من أغسطس بدأت الأمور تصبح خطيرة. تلقينا بريدًا مفصلًا بالبريد الإلكتروني من المكتب الثقافي السعودي يفيد بأنه (تم اتخاذ ترتيبات مع مكاتب ثقافية سعودية أخرى حول العالم لإجراء انتقال سلس لجميع الطلاب داخل كندا إلى بلد آخر)، وأن (هذه هي أرقام الهواتف ورسائل البريد الإلكتروني التي يمكنك الوصول إليها في حال كان لديك أي أسئلة). ماذا؟ إذن نحن الآن بضائع تحتاج للشحن الدولي؟”.
اتصل الطالب السعودي بأصدقائه بعدها. “كان الجميع في حالة من الذعر. انفجرت الأخبار فجأة. كان الجميع يتحدثون عن السعودية وما تفعله بطلابها. هؤلاء هم 15000 شخص لديهم حياة في جميع أنحاء البلاد! المتدربون، الخريجون، الأطباء، العائلات – جميعهم يؤمرون بترك كل شيء وراءهم. بسبب ماذا؟ تغريدة من شأنها أن تؤذي غرور ولي العهد البالغ من العمر 32 عاماً؟”، يقول الطالب.
أنا لست عبداً… وهم لا يمتلكونني!
عبر الطالب السعودي عن غضبه بالقول “كيف يتم طردنا بدون وجه حق؟ أنا لست عبدا! هم لا يمتلكونني! ما علاقة هذا بالسياسة؟ كيف تتم معاقبة كندا من خلالنا نحن السعوديين الذين يعيشون هنا، هم الذين يعاقبون! ماذا عن مرضى المستشفى؟
وتابع أن سحب ما يقرب من 1000 سعودي من المستشفيات سيخرب العمليات الجراحية المجدولة وبرنامج رعاية المرضى، وسيتعين على الأطباء الكنديين العمل لساعات إضافية لتلافي العواقب”.
في النهاية كان لدى الطلاب ثلاثة خيارات: الأول هو الاستماع إلى الأوامر “الملكية” والعودة إلى المنزل، وهذا يعني فقدان الدكتوراه، أو على الأقل تعقيد العملية من خلال التفاوض على مناقشة الرسالة عبر الإنترنت مع لجنة الدكتوراه والجامعة.
أما الخيار الثاني، فهو الذهاب إلى السعودية وقضاء بضعة أسابيع، ومن ثم العودة على متن رحلة غير مباشرة على أمل ألا يلاحظ أحد من الحكومة السعودية. لكن لا شيء مضمونا عندما تنمو الصراعات السياسية.
الخيار الثالث هو ببساطة البقاء في كندا، على أن يكون هذا البقاء بناء على تصاريح الدراسة بداية، ثم التقدم بطلب للحصول على تصريح عمل لمدة ثلاث سنوات عندما ينتهي تصريح الدراسة، أو التقدم للحصول على إقامة دائمة أو لجوء سياسي.
بدأ السعوديون بمشاركة التفاصيل حول شركات الشحن والرحلات الجوية، ربما يكون هذا الشهر هو الشهر الأخير الذي سيتمكن فيه السعوديون في كندا من التواصل ضمن المجتمع الذي شكلوه عبر السنين والذي سينتهي من الوجود بسبب غرور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، كما تقول الشبكة الكندية.
باختصار ومن الاخر
في نظر ووزن وميزان ونظام طواغيت بني سلول
مواطن سعودي = مايخرج من السبيلين !