سلط موقع “دويتشه فيله” في تقرير له الضوء على فشل النظام السعودي بقيادة “ابن سلمان” في جميع مخططاته، بداية من التدخل في سوريا ومرورا بحصار قطر حتى الانتهاء بأن أوحل بجيشه في المستنقع اليمني وأهدر مقدرات السعوديين وثرواتهم.
وأكد التقرير أن التكاليف العالية التي تتكبدها السعودية يوميا في مغامرة اليمن وتقدر بستين مليون دولار، وهي بحسب الكاتب الألماني كلفت مقتل أكثر من عشرة آلاف مواطن يمني حتى الآن وأجبرت الملايين منهم على الفرار من بلدهم.
وتابع التقرير أن الرياض واجهت الفشل الذريع في اليمن، فبعد ثلاثة أعوام على الحرب لم تحقق أيا من أهدافها، وترى الآن أن تدخلها العسكري في اليمن أسفر عن نتائج معاكسة تماما، الأمر الذي يضع علامات استفهام حول السياسة الخارجية السعودية.
إن السعودية لم تفشل حتى اليوم في اليمن فقط، فقد أثبتت سياستها تجاه قطر فشلها، وفي سوريا، ما قد ينعكس سلبا على الأحداث داخل السعودية، بحسب الكاتب.
وقال التقرير إن خطط السعودية في اليمن لا يهددها الصراع الدائر بين حليفيها في عدن فقط، بل تُهدد أيضا من قبل دولة الإمارات، التي تعمل بسياسة مناهضة لخطط الرياض ولها أهداف مختلفة تماما عن أهداف الرياض المتحالفة معها في حرب اليمن.
وأضاف «دويتشه فيله»، أن «أبوظبي» زادت من حدة التوتر عندما قدمت مؤخرا مساعدات مالية وعسكرية كبيرة إلى جماعة «الزبيدي»، الأمر الذي نبه الرياض إلى المسارعة باحتواء الصراع بين حليفيها وقامت سرا بإرسال مبعوث إلى عدن الذي سعى وراء الكواليس إلى وقف الصدامات العسكرية بين الطرفين.
وأشار الكاتب إلى أن الرياض تمكنت مؤقتا من وقف خطر تعرض مصالحها في اليمن، ولو استمر القتال بين حليفيها هناك لاضطرت لإرسال المزيد من الأسلحة والمال للجانبين، ما يؤدي إلى فشل ذريع لحربها الدائرة ضد الحوثيين الذين تتهم الرياض إيران بتمويلهم.
ورأى أنه تبين للرياض في الفترة الأخيرة أن مصالحها في حرب اليمن تختلف عن مصالح أبوظبي المفروض أن تكون حليفها في هذه الحرب، علما بأن ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد»، هو الذي حرض ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» حاليا على الدخول في مغامرة اليمن.
ولفت الكاتب، إلى أن أبوظبي تسعى من جهة لتحقيق الأمن والاستقرار في مضيق «باب المندب» الذي يصل البحر الأحمر ببحر العرب، ومن جهة أخرى لاحتواء نفوذ «الإخوان المسلمون» الذي عقد اتصالات قوية مع حزب الإصلاح المقرب منهم.
ورغم أن هذين الهدفين يخدمان أيضا مصالح السعودية، غير أن أبوظبي توليهما اهتماما أكبر، وخلافا للرياض فإن أبوظبي حريصة أكثر من المملكة على تحقيق الأمن والاستقرار في خليج عدن لأسباب استراتيجية، إذ يهدد انفجار الوضع الأمني هناك بتوقف حركة نقل النفط والغاز من الإمارات إلى أوروبا والتي لا يمكن أن تتم إلا عبر مضيق «باب المندب».
أما السعودية فإنها لا تعتمد كثيرا على تصدير نفطها إلى الخارج عبر هذا المضيق، كما أن أبوظبي تكافح «الإخوان المسلمون» بشكل أكثر من السعودية.
وبعدما دعمت أبوظبي «الإخوان» بقوة في حقبة السبعينات ووظفت الكثير منهم كمعلمين في مدارسها، غيرت أبوظبي موقفها تجاههم في عقد الثمانينات، لأنها تخشى تهديد أيديولوجية نظام الدولة.
وفي هذا السياق، يقود «محمد بن زايد» حملة عشوائية ضد «الإخوان المسلمون» ومؤيديهم منذ عام 2004، لأنه يعتقد أنهم يشكلون تهديدا سياسيا لبلاده.
ولا يختلف الموقف السعودي تجاه «الإخوان»، وتدعم الرياض حزب الإصلاح ليكون قوة مناهضة للجماعات الإسلامية المسلحة مثل «القاعدة» و«تنظيم داعش» و«جماعة الحوثي»، لمنع انتشار نفوذ هذه الجماعات داخل الأراضي السعودية.