في أدلة جديدة تؤكد انهيار الاقتصاد السعودي بخطوات متسارعة وبصورة غير مسبوقة في تاريخ المملكة بسبب سياسات ولي العهد المتهور الطامح لاعتلاء العرش بأي ثمن، كشفت مؤشرات رسمية صادرة عن وزارة العدل السعودية، خسارة سوق العقارات 212 مليار ريال بنهاية شهر أغسطس الماضي.
وأظهرت المؤشرات، أن السوق العقارية المحلية بالسعودية أنهت أدائها خلال الثمانية أشهرٍ الأولى من العام الجاري، على انخفاضٍ سنوي في إجمالي قيمة الصفقات بلغت نسبته 35.8%، بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.
وأوضحت المؤشرات أن إجمالي قيمة الصفقات العقارية بنهاية الفترة السابقة استقرت عند مستوى 87.9 مليار ريال، مقارنةً بمستواه المسجل خلال نفس الفترة من العام الماضي عند مستوى 137.0 مليار ريال. (حوالي 49 مليار دولار).
وجاء الانخفاض بنسبة أكبر على حساب قيمة صفقات القطاع التجاري، التي سجلت انخفاضاً سنوياً وصلت نسبته إلى 46.0%، لتستقر بنهاية الفترة عند مستوى 25.4 مليار ريال، مقارنةً بنحو 47.0 مليار ريال المسجلة بنهاية نفس الفترة من العام الماضي.
فيما سجلت قيمة صفقات القطاع السكني انخفاضاً سنوياً بلغت بنسبة 30.5%، واستقرت بنهاية الفترة عند مستوى 62.6 مليار ريال، مقارنةً بنحو 90.1 مليار ريال المسجلة بنهاية نفس الفترة من العام الماضي.
وأظهرت مقارنة أداء السوق العقارية المحلية خلال الثمانية أشهرٍ الأولى من العام الجاري مع الفترة ذاتها من عام الذروة العقارية 2014، انخفاضاً قياسياً في إجمالي قيمة الصفقات العقارية وصلت نسبته إلى 70.6%.
وكان إجمالي قيمة الصفقات العقارية خلال الفترة ذاتها من 2014 قد وصل إلى نحو 299.4 مليار ريال، وبذلك تسجل قيمة صفقات السوق العقارية المحلية بأدائها الراهن خسائر فادحة للعام الرابع على التوالي، وصلت إلى أعلى من 211.5 مليار ريال.
انها تباشير زوال آل سعـــــــــــــــــــــــــــــــود…اللهم عجل..عجل
حكم آل تعوس إلى زوال
ضاع صوت الحُكَماء… في ضجيج الخُطبَاء
سبعة قرون خلت، ولا تزال كتابات عبد الرحمن بن خلدون، تقرأ الواقع بين ظهراني الناس، تقرأ طبائع الناس، وسلوكهم، وتقرأ سياسات الأنظمة والدول وتشخّص حالها ومآلها، وهو يرسم لنا في كل جملة من حروف مقدّمته لوحة نحن أبطالها، وليتنا لم نكن….
كتب في مقدّمته الشهيرة في القرن الرابع عشر الميلادي.يقول فيها:
عندما تنهار الدول يكثر المنجّمون والمتسوّلون… والمنافقون والمدّعون…. والكتبة والقوّالون….. والمغنّون النشاز والشعراء النظّامون.. والمتصعلكون وضاربو المندل.. وقارعو الطبول والمتفيقهون… وقارئو الكفّ والطالع والنازل… والمتسيّسون والمدّاحون والهجّائون وعابرو السبيل والانتهازيون.
تتكشف الأقنعة ويختلط ما لا يختلط.. ويضيع التقدير ويسوء التدبير…..
وتختلط المعاني والكلام… ويختلط الصدق بالكذب والجهاد بالقتل…
ويضيف إبن خلدون: عندما تنهار الدول…. يسود الرعب ويلوذ الناس بالطوائف.. وتظهر العجائب وتعم الإشاعة….. ويتحول الصديق الى عدو والعدو إلى صديق…… ويعلو صوت الباطل… ويُخفِق صوت الحق… وتظهر على السطح وجوه مريبة.. وتختفي وجوه مؤنسة… وتشح الأحلام ويموت الأمل… وتزداد غربة العاقل وتضيع ملامح الوجوه…
أيضا… وأيضاً عندما تنهار الدول يصبح الإنتماء الى القبيلة أشد التصاقاً… وإلى الأوطان ضرباً من ضروب الهذيان.. ويضيع صوت الحكماء في ضجيج الخطباء.. والمزايدات على الإنتماء.. ومفهوم القومية والوطنية والعقيدة وأصول الدين… ويتقاذف أهل البيت الواحد التهم بالعمالة والخيانة… وتسري الإشاعات عن هروب كبير… وتحاك الدسائس والمؤامرات… وتكثر النصائح من القاصي والداني…
وتطرح المبادرات من القريب والبعيد.. ويتدبر المقتدر أمر رحيله والغني أمر ثروته… ويصبح الكل في حالة تأهّب وانتظار.. ويتحوّل الوضع إلى مشروعات مهاجرين….. ويتحول الوطن إلى محطة سفر… والمراتع التي نعيش فيها إلى حقائب… والبيوت إلى ذكريات والذكريات إلى حكايات…
رحم الله إبن خلدون. وضع الإصبع على الجرح. لم يغادر سافلة من سفالات الانهيار والتقهقر إلا أحصاها، لقد أتقن الوصف، وأبدع في الإيجاز، فهل مَنْ يقرأ ويتدبّر أم على قلوب أقفالها؟!…