قالت مصادر أمنية وطبية عراقية في البصرة, الخميس, إن عراقيا قتل وأصيب 14 أخرين على الاقل في تجدد للاحتجاجات العنيفة بمدينة البصرة النفطية.
وأعلنت قيادة عمليات البصرة إعادة فرض حظر التجول حتى إشعار آخر على أن يسري ذلك على الفور.
واحتشد مئات المتظاهرين العراقيين مجددا أمام مبنى مقر محافظة البصرة، الذي شهد مقتل سبعة متظاهرين منذ الثلاثاء الماضي.
وقد تعرض المبنى الحكومي لاحتراق جزئي، انتشرت إثره قوات الشرطة بكثافة حول المتظاهرين.
وكانت الحكومة العراقية في بغداد قد أعلنت حظرا للتجول، ألغته السلطات في البصرة قبل بضع دقائق من دخوله حيز التنفيذ. وفق تقرير نشرته “بي بي سي”.
وقتل ما لا يقل عن 22 شخصا منذ بداية التظاهرات في البصرة، قبل أن تمتد إلى مدن جنوب العراق في الثامن من يوليو/ تموز الماضي.
وطالب زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر مجلس النواب العراقي بالانعقاد قبل يوم الأحد المقبل، في جلسة متلفزة لبحث الأزمة في البصرة.
وقال الصدر إنه “لم يعد قادرا أن يقف متفرجا على ما يحدث في البصرة وقد نفد صبره”.
وكان العمل في ميناء أم قصر الرئيسي توقف عقب اندلاع اشتباكات عنيفة بين محتجين وقوات الأمن في مدينة البصرة.
ويعد ميناء أم قصر شريان حياة للقمح والسلع الأخرى المستوردة التي تغذي البلاد.
تجددت المظاهرات صباح الخميس أمام مبنى الحكومة المحلية في قضاء الزبير، جنوب غرب البصرة، التي علقت أعمالها نتيجة ذلك، وأحرق المتظاهرون النار في إطارات السيارات، بحسب ما قالته مصادر لبي بي سي، مضيفة أن ثلاثة متظاهرين أصيبوا بحروق متفاوتة عند إضرام النار في الإطارات.
وكان جنوب العراق، الذي تقطنة أغلبية شيعية، قد نشبت فيه اضطرابات في الأسابيع الأخيرة، حينما عبر محتجون عن غضبهم من انهيار البنية التحتية وانقطاع الكهرباء وتلوث المياه، والفساد، وطالبوا بمحاسبة المسؤولين في محافظة البصرة عما آلت إليه الأمور.
وسد المحتجون أيضا الطريق السريع بين البصرة وبغداد، وأشعلوا النيران في مبنى المحافظة الرئيسي في المدينة، حيث كانوا يتظاهرون على مدى ثلاث ليال متوالية.
وزاد الغضب الشعبي في الوقت الذي يكافح فيه سياسيون من أجل تشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات برلمانية غير حاسمة في مايو/أيار الماضي.
ومازال سكان الجنوب يشتكون منذ عقود من إغفال منطقة الجنوب التي تنتج معظم ثروات العراق النفطية.
واستخدمت قوات الأمن الأربعاء، وفي اليوم الثالث للاحتجاجات، القنابل المسيلة للدموع، وأطلقت النيران في الهواء من أجل تفريق المتظاهرين.
ويقول سكان مدينة البصرة، الذين يبلغ تعدادهم أكثر من مليوني نسمة، إن إمدادات المياه أصبحت ملوثة بالملح، مما جعلهم عرضة للأمراض، ويشعرون باليأس في شهور الصيف الحارة. ونقل مئات الأشخاص إلى المستشفيات بعد شربهم من هذه المياه.