خانه مسؤول ديوان الزكاة وهرب بأموال التنظيم .. قيادي داعشي بارز يكشف مفاجآت مثيرة عن “البغدادي” زعيم الصدفة
في تصريحات مثيرة للجدل، كشف قيادي بارز بتنظيم “داعش” الإرهابي، ألقي القبض عليه مؤخرا في العراق، مفاجآت مثيرة عن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، والفترة التي قضاها بين قيادات التنظيم كواحد منهم.
اعترافات “إسماعيل علوان سلمان العيثاوي” ولقبه “أبو زيد العراقي” نشرها، اليوم الاثنين، موقع “السومرية نيوز”، والذي أشار إلى أنه أهم مسؤول في “داعش” ألقي القبض عليه في العراق، ولعب دورا بارزا في تشكيل إيديولوجية التنظيم، وسبق أن حصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الإسلامية، بجامعة صدام السابقة عام 2003، وعمل فيها لسنوات كمدرس.
وأكد القيادي المحتجز للموقع في حوار حصري، أن علاقته بالجماعات المسلحة بدأت عقب سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين في عام 2003، في جنوب بغداد، حيث عمل على “التوجيه الشرعي والفتاوى” في ما يسمى “كتيبة فتحي الجبوري” المجابهة لقوات الأمن العراقية والقوات الأمريكية، كما تولى منصب إمام جامع الغفران، وكان يحث المواطنين على الانضمام إلى الجماعة المسلحة.
وبتغلغل عناصر من جنسيات مختلفة في نفوذ “الكتيبة” مطلع عام 2006، اتفقت الفصائل المسلحة في المنطقة على توحيد صفوفها تحت تسمية واحدة، وهي “تنظيم القاعدة” وبعدها “تنظيم دولة العراق الإسلامية” المرتبط بتنظيم أوسع.
وفي عام 2008 اعتقل العيثاوي بأيدي القوات الأمريكية، وهو في طريقه إلى صلاح الدين، وقضى خمس سنوات في السجن.
لكن في عام 2013، أفرج عنه وتوجه إلى محافظة نينوى العراقية، حيث انخرط بالعمل داخل “داعش”، وانتقل إلى الأنبار، ومنها إلى سوريا وتحديدا إلى مدينة الرقة.
وفي هذه المدينة، شاهد العيثاوي لأول مرة زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، الذي وصل “عاصمة الخلافة” لإلقاء كلمة أمام عناصر “داعش”.
وفي هذه السنوات، كان العيثاوي المختص بالعمل الدعائي وكتابة “المناهج الدراسية” للمدن الخاضعة لسيطرة التنظيم يتسلق هرم التنظيم، ليصبح عضوا فيما يسمى “اللجنة المفوضة”، وهي أعلى تشكيل في التنظيم يتكون من قيادات عدة مرتبطة بالبغدادي مباشرة.
لكن في هذه اللجنة واجه العيثاوي مشاكل ملموسة، بسبب خلافاته مع قياديين بارزين آخرين والبغدادي نفسه.
وأوضح القيادي المعتقل: “اكتشفت عندما أصبحت ضمن اللجنة المفوضة، أن التنظيم يفتقر إلى فكر منظم وواضح، وكان كل من القياديين يتبنى توجها مغايرا عن الآخر، فعملت على طرح تصورات محددة من أجل الاتفاق عليها، بعد عرضها على زعيم التنظيم”.
وأشار العيثاوي إلى أن البغدادي نفسه لم يملك القدرة العلمية المطلوبة لـ”تصنيف الأفكار والحكم أيها أصوب”.
وقال العيثاوي إنه أدرك أن البغدادي يشعر بخيبة أمل ممن حوله، وخاصة بعد هروب “مسؤول ديوان الزكاة” للتنظيم بنحو 350 ألف دولار، وطالب زعيم “داعش” المقربين منه بتولي إدارة التنظيم، بسبب تردي حالته الصحية.
وأعرب العيثاوي عن قناعته بأن البغدادي لم يكن مؤهلا لزعامة التنظيم والقيام بدور الخليفة، وهو أمسك زمام الحكم عن طريق الصدفة بعد تصفية سلفه أبو عمر البغدادي، وليس عبر كفاءته ومؤهلاته.
وقضى العيثاوي عدة أشهر في سجن التنظيم، لكن بعد خسارة “داعش” معظم الأراضي الخاضعة لسيطرته، أفرج عن جميع السجناء، فقرر عدم العودة إلى عمله وحاول الفرار إلى تركيا عبر سوريا، لكن ألقي القبض عليه هناك لعدم امتلاكه أي وثائق رسمية، وتم ترحيله إلى العراق حيث اعتقل فور نزوله من الطائرة في مطار بغداد.