الرئيسية » الهدهد » هكذا عبّر حفيظ دراجي عن غضبه من تطاول الجماهير العراقية على شهداء الجزائر

هكذا عبّر حفيظ دراجي عن غضبه من تطاول الجماهير العراقية على شهداء الجزائر

عبر الإعلامي الجزائري والمعلق الرياضي بشبكة قنوات “بي إن سبورتس” حفيظ دراجي عن غضبه من تطاول الجماهير العراقية على شهداء الجزائر في أعقاب الأزمة التي رافقت انسحاب نادي فريق القوة الجوية العراقي من مباراة مع نظيره اتحاد العاصمة الجزائري تحت مزاعم تطاول جماهير الفريق الجزائري عليهم لهتافه للرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

 

وقال “دراجي” في مقال له نشرته صحيفة “القدس العربي” اللندنية بعنوان:” صدام حسين يوقف مباراة كرة قدم في الجزائر”، إن ما حدث خلال المباراة هو “أمر مؤسف بكل جزئياته وحيثياته، سواء تعلق بتصرف أنصار الفريق الجزائري أو ردود فعل مسيري النادي العراقي، أو حتى ردود الفعل هنا وهناك في وسائل الاعلام ووسائط التواصل الاجتماعي في البلدين”.

 

واوضح أن “جماهير الكرة في الجزائر، تعودت على جعل المدرجات منبرا للتعبير ومتنفسا لنسيان الهموم والمشاكل وفضاء للتعبير الحر وانتقاد النظام الجزائري والشخصيات الوطنية في كل ملاعب الكرة، لكن جمعاً من جمهور اتحاد العاصمة تجاوز الحدود، ولم يحترم خصوصيات عراق اليوم الذي لم يعد في غالبيته يعتبر صدام حسين زعيما ورمزا من رموز الوطن، وخصوصيات عراق يتميز بطوائفه العديدة لكنه يتحسس كثيرا من النعرات الطائفية التي يعاني منها الويلات، وهو من حقه طبعا ولا أحد بإمكانه أن يعارض ذلك أو يتدخل فيه من خارج العراق”.

 

وانتقد “دراجي” ردود فعل الفريق العراقي ومسؤوليه قائلا:”مسيرو الفريق العراقي من جهتهم بالغوا في رد فعلهم عندما قرروا مغادرة أرضية الميدان والادلاء بتصريحات فيها الكثير من المغالطات، عوض احتواء الحادث وتجاوزه مثلما تجاوز العراقيون محناً أكبر مرت على شعبهم عبر التاريخ، وكان بإمكانهم تطويق الحادث لو واصلوا اللعب ثم الاحتجاج بعد ذلك لدى الاتحاد العربي الذي سيفرض لا محالة عقوبات على الفريق الجزائري، إذا اعتبر تلك الهتافات عنصرية أو فيها حقد وكراهية وإساءة للفريق الضيف، كما تنص عليه كل لوائح الاتحادات الرياضية في العالم”.

 

وأكد على أن “بعض وسائل الإعلام في العراق تجاوز حدود اللباقة والاحترام في الرد والتعليق على الواقعة، وراح ينفخ فيها ويسيء الى الجزائر شعبا وحكومة، وكأن الجزائريين أساءوا للدولة والشعب العراقيين، وهو الأمر الذي لم يحدث عبر التاريخ. عندما تستدعي وزارة الخارجية العراقية سفير الجزائر في العراق للاستفسار أو الاحتجاج، فان الأمر يكون عاديا وطبيعيا في الأعراف الدبلوماسية، وعندما يأتي الرد الجماهيري العراقي في وسائل التواصل الاجتماعي قاسيا، فبالإمكان وضعه في نطاقه الجماهيري الذي لا يمكن الاستناد اليه في مثل هذه المواقع، لأن المشاعر والعواطف هي التي تحركه، أما أن يكون الرد عنيفا ومؤذيا في وسائل الاعلام الرسمية والخاصة المقروءة والمرئية، فهذا الذي يجب ألا يكون بين بلدين فيهما ما يكفيهما من الهموم والمشاكل والانشغالات”.

 

وأوضح “دراجي” أنه “إذا كان صدام حسين مجرما وليس بطلا في نظر العراقيين، واثارة النعرات الطائفية خط أحمر عندهم، فإن شهداء الجزائر وشعب الجزائر خطان أحمران أيضا يجب عدم تجاوزهما من أي كان في نظر الجزائريين الذين لم يرضيهم تصرف جماهير اتحاد العاصمة حتى ولو كان بحسن نية، ولم ينساقوا وراء التصعيد، بل تناولوا الواقعة من باب الدعابة، مثلما كتب أحد المدونين بقوله: «أخبروا إخواننا في العراق أننا نشتم يوميا المسؤولين عندنا لكن رغم ذلك لم ينسحبوا من مواقعهم»، وهو رد يحمل بدوره خفة دم والكثير من معاني الاستخفاف بما حدث واعتباره حدثا عابرا ومعزولا، لا يعبر عن وجهة نظر الدولة الجزائرية أو الشعب الجزائري الذي وقف زمانا مع عراق صدام بكل مكوناته ويقف اليوم مع العراق الجديد بكل آلامه وآماله”.

 

وأشار “دراجي” إلى أن “هتافات الجماهير وقناعاتهم لا تمارسها النخبة أو الساسة في الجزائر وفي غيرها من البلدان، لكن لا أحد ينكر بأنها نابعة من قناعات شباب يحتاج الى توعية وتثقيف وتنوير من طرف الأولياء وجمعيات المجتمع المدني والمساجد والمدارس ومن طرف الاعلام هنا وهناك، شباب يجب أن يوجه بالاحتواء والتأطير في كل مجتمعاتنا العربية التي لا تزال تعاني من هشاشة فكرية وأخلاقية وثقافية وسياسية تتطلب المزيد من الوعي بتحدياتنا، وضرورة احترام خصوصيات مختلف المجتمعات وحساسياتها تجاه ما يفرقها ويزيد من متاعبها”.

 

واختتم قائلا:” صدام حسين رحل والطائفية والعرقية والحقد والكراهية هموم نتمنى أن ترحل عنا وأن نتجاوزها بالحب والاحترام المتبادل في كل الظروف وكل المجالات. زلات لسان لن تغوص في عمق العلاقة بين بلدين بل شقيقان”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.