الإمارات تنوي بدء عملية عسكرية على “الحديدة” والأمم المتحدة تحذر من كارثة جديدة باليمن
في خطوة كارثية ستتسبب بمأساة جديدة للمدنيين اليمنيين، قالت صحيفة “البيان” الإماراتية الرسمية، إن ثمة استعدادات لبدء عملية عسكرية بحرية وبرية باتجاه ميناء الحديدة اليمني خلال اليومين المقبلين.
وأضافت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين عسكريين، قولهم إن “ألوية العمالقة” المدعومة إماراتيا عززت من وجودها بالقرب من كيلو 16، حيث أحبطت مجدداً محاولات تسلل الحوثيين إلى مواقعها التي نصبتها في المنطقة الاستراتيجية.
وأوضحت بأن العملية العسكرية المرتقبة ستكون عبر محورين باتجاه ميناء الحديدة، بري من الجهة الغربية للمدينة، وبحري عبر شن هجوم وعملية إنزال واسعة للقطع البحرية للتحالف باتجاه الميناء بغطاء جوي لمقاتلات التحالف.
وحذّر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، من أن القتال الدائر في الحديدة بين الحوثيين وقوات الحكومة اليمنية قد يقوض القدرة على إيصال شحنات الأغذية لأكثر من 3.5 ملايين شخص بحاجة لمساعدات غذائية عاجلة.
وأوضح متحدث باسم برنامج الغذاء العالمي أن موظفي الإغاثة الإنسانية ومخازنِ الأغذية التي يستخدمها البرنامج بالحديدة تعرضوا للقصف خلال الأيام الماضية مع احتدام المواجهات المسلحة.
وكانت الأمم المتحدة قد أكدت أن مئات الآلاف من المدنيين اليمنيين يعيشون حالة من الرعب جراء القتال بمحافظة الحديدة غربي البلاد، وذلك في بيان صدر الخميس عن ليز غراندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن.
وأكد البيان أن “الوضع تدهور بشكل كبير الأيام القليلة الماضية في محافظة الحديدة بسبب القتال والقصف الجوي، وأن السكان يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة، وأن أكثر من 25% من الأطفال بالمحافظة يعانون من سوء التغذية”.
وحوى البيان تفاصيل مؤلمة عن الأوضاع في الحديدة حيث أشار إلى أن هناك 900 ألف شخص بالمحافظة يائسين من الحصول على الغذاء، في حين تعيش 90 ألف امرأة حامل في خطر كبير بسبب الأوضاع هناك، فضلا عن حاجة السكان إلى كل شيء كالمأوى والطعام والنقود والرعاية الصحية والمياه والصرف الصحي والإمدادات الطارئة والدعم المتخصص.
ومنذ الأربعاء الماضي، احتدم القتال في محافظة الحديدة بين القوات الحكومية المسنودة من التحالف السعودي الأميركي من جهة وبين مسلحي جماعة الحوثي من جهة أخرى.
وتمكنت القوات الحكومية من السيطرة على عدة مناطق، وقطعت طريق إمداد الحوثيين من صنعاء إلى الحديدة، مع بسط نفوذها على البوابة الشرقية للمدينة وذلك ضمن عملية عسكرية بدأت في 13 يونيو الماضي بدعم من التحالف.
وتشير وكالة الأناضول للأنباء إلى أن الحرب الدائرة باليمن بين القوات الحكومية والحوثيين -الذين يسيطرون على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ 2014- خلقت أوضاعًا معيشية وصحية متردية للغاية، وبات معظم سكان البلاد بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
وتعتبر أحوال اليمن الأزمة الإنسانية الأسوأ عالميا. فهناك أكثر من 22 مليونا يمثلون 75% من السكان يحتاجون لنوع من المساعدات الإنسانية والحماية من ضمنهم 8.4 لا يدرون من أين تأتي وجبتهم التالية، وفق وكالة الأنباء الألمانية.