كثيرون صفقوا له بحرارة لانهم متعطشون للانفتاح.. ولي العهد “الشرس” يلتهم المملكة ومستقبله مرهون بمستقبل ترامب
وجه موقع “ميديا بارت” الفرنسي انتقادات حادة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان وسياساته، واصفا إياه الشخص الذي ينتقل من فشل إلى فشل، مؤكدا بأن مستقبله بات مرهون بمستقبل الرئيس الامريكي دونالد ترامب.
وقال الموقع الفرنسي الشهير في مقالة للكاتب جان بيير برين، إن مشروع “ابن سلمان” ورؤيته “المملكة 2030″ يترنحان، مشيرا إلى عملية القمع الكبيرة التي يقودها رغم توشحه بوشاح الليبرالية.
وأوضح الكاتب في مقاله الذي جاء بعنوان:” الأمير بن سلمان.. ولي العهد “الشرس” الذي يلتهم مملكته”، أن “ابن سلمان” لم يستغل كل الأوراق التي كانت متاحة له عندما تولى ولاية العهد، ففي الداخل وجد أمامه بلدا ذا ثروة نفطية هي الأولى في العالم، كما فتحت أمامه فرصة التربع على عرش المملكة لعقود متتالية، هذا فضلا عن الترحيب الذي قابله به الشباب والنساء والتكنوقراط والليبراليون السعوديون المتعطشون إلى الانفتاح.
وعلى المستوى الخارجي، أكد الكاتب على أن أقوى حلفاء المملكة رأوا في ابن سلمان “الرجل الهبة” الذي انتظرته السعودية طويلا، ولم يقتصر ذلك على دول مثل الولايات المتحدة أو فرنسا وإنما شمل أيضا روسيا والصين، بل وحتى إسرائيل، وإن كانت هذه الأخيرة لا تزال تغازله.
وأضاف قائلا:” لم تمض سوى أشهر عدة حتى أحرق ابن سلمان جل أوراقه وأهدر الكثير من رصيده واضعا بذلك حدا لصورة الأمير الشاب المتنور المنصت إلى شعبه والقادر على بث التسامح في أرجاء المملكة، فتلك هي الصورة التي صنعتها لابن سلمان -حسب الطلب- أفضل وكالات الدعاية الأميركية والأوروبية والتي ساهمت كثيرا في إنجاح زيارته لباريس وواشنطن”.
وأكد “برين” أن ابتسامة ابن سلمان وجاذبية مظهره لم تعودا تخفيان ما يثيره هذا الرجل لدى الآخرين من خوف رهيب، بل إنه يستحق وصف “المتوحش” الذي أطلق عليه الآن أكثر من أي وقت.
ونقل الكاتب عن صحفي يعمل في إحدى وسائل الإعلام السعودية قوله: “دب في المملكة جو من الخوف والرعب، فأنا أقابل العديد من رجال الأعمال، الجميع خائفون، خائفون من التحدث عبر الهاتف، خائفون من الاستثمار، خائفون من التعرض للاعتقال دون محاكمة”.
وعدد الكاتب إخفاقات “ابن سلمان” في الداخل بدءا بسحب خطة إدراج أرامكو في البورصة ومرورا بما طال أغنياء السعودية من قمع، وانتهاء بالزج في المعتقلات بسجناء الرأي من صحفيين وأساتذة جامعات وقضاة ومحامين ورجال دين.
أما على المستوى الخارجي فإن “برين” أبرز أن “ابن سلمان” انتقل من فشل إلى فشل، فحربه على اليمن أوقعت السعودية في مستنقع لا تحسد عليه، كما أضرت هذه الحرب كثيرا بصورة وسمعة المملكة على الساحة الدولية نظرا لما تميزت به من قصف عشوائي للمدن والتراث اليمني.
كما فشل “ابن سلمان” –حسب الكاتب- فشلا ذريعا في الحصار الذي ضربه على قطر بالتعاون مع الإمارات العربية المتحدة، إذ يرى الباحث والكاتب الفرنسي بيير كونزا أن قطر خرجت من هذا الحصار بأقل الخسائر، بل استفادت منه وانقلب في النهاية “السحر على الساحر” فكانت الخسارة في الطرف الذي فرض الحصار، وفقا للباحث.
وختم “برين” مقاله بالتأكيد على أن مصير “ابن سلمان” مرهون بمصير ترامب وصهره جاريد كوشنر نظرا للارتباط الوثيق بين الإدارة الأمريكية الحالية ومن يحكمون السعودية في الوقت الحالي.