هذا هو الرجل الخفي الذي يقف وراء قرارات “ترامب” وأمره بنقل السفارة للقدس
شارك الموضوع:
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في تقرير لها عن الرجل الخفي المتحكم بقرارات دونالد ترامب، خاصة فيما يخص الجانب الفلسطيني وصراعه مع المحتل الغاشم الذي يدعمه هذا الرجل بقوة، مشيرة إلى أنه كان خلف قرارات “ترامب” نقل السفارة للقدس ومعاقبة الفلسطينيين بقطع الدعم.
“شيلدون أديلسون” الملياردير ملك الكازينو وزوجته الطبيبة “مريام” بحسب الصحيفة هما اللذان برزا من أهم المتبرعين للحزب الجمهوري في الانتخابات النصفية هذا الخريف.
وتقول الصحيفة إن أديلسون يتصل مباشرة مع الرئيس “ترامب” ودفع من خلال لقاءاته الخاصة ومكالماته التي يجريها مع الرئيس مرة في الشهر باتجاه نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وقطع الدعم عن الفلسطينيين حيث استجاب الرئيس للمطلبين رغم ردود الأفعال من حلفاء الولايات المتحدة.
واستطاع أديلسون تحقيق ما يريد من خلال سيطرة الجمهوريين على الكونغرس “مجلس الشيوخ والنواب”، ويعتقد أنه دفع وزوجته في الأشهر القليلة الماضية 55 مليون دولار للجماعات التي تعمل من أجل الحفاظ على الوضع في الكونغرس كما هو.
وتضع هذه التبرعات أديلسون كأكبر منفق على حملة انتخابية جمهورية وطنية وكأكبر متبرع على انتخابات فيدرالية في مجمل السياسة الأمريكية حسب الأرقام المتوفرة.
وتشير الصحيفة إلى أن العلاقة بين ترامب وأديلسون بدأت بانتقادات من ترامب عندما انتشرت شائعات أنه سيدعم منافسه على ترشيحات الحزب ماركو روبيو. وكتب تغريدة يهاجم فيها الملياردير “يعتقد أنه قادر على تشكيل نفسه من خلال دميته التامة، أتفق معه”.
وبعد انتخاب ترامب عام 2016 بكت مريام أديلسون من الفرحة، حسب أشخاص شاهدوها وهي تقول “لا أصدق ما حدث”. وعانقت ترامب في كانون الثاني (يناير) 2017 في لقاء تم في برج ترامب بعدما وعد بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.. بحسب الصحيفة الأمريكية.
وكان هذا الوعد بداية لقرارات وتغيرات شخصية من ترامب، فمع أن قرار نقل السفارة لم يكن أولوية لإدارته إلا أنه قدم انتصاراً طالما سعى إليه المحافظون اليهود مثل أديلسون.
وحضر هذا وزوجته حفل الافتتاح حيث جلسا في الصف الأول، ووصفت مريام التي تحمل الجنسية الإسرائيلية ترامب على الصفحة الأولى من الصحيفة التي تملكها “لاس فيغاس ريفيو جورنال” ” بـ “ترومان العصر”.
ويلعب “أديلسون” دوراً كبيراً في السياسة الإسرائيلية وإن من وراء الستار، فهو من المؤيدين الكبار لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومنذ عام 2007 يمول صحيفة تدعم سياسات اليمين المتطرف “إسرائيل اليوم” التي يراها البعض ناطقة باسم نتنياهو وأصبحت من أكثر الصحف الإسرائيلية توزيعاً.
وتعهد أديلسون وزوجته بدفع الملايين لتوسيع جامعة آرييل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك كلية طب تحمل اسميهما ويعتبران من الداعمين الكبار للاستيطان على أراضي الفلسطينيين.
وترى الصحيفة أن نقل السفارة والتحركات الأخرى هي جزء من رؤية أديلسون الذي يعتقد أن إسرائيل تعيش وضعاً وجودياً غير واضح.
وكان ترامب قد قطع الشهر الماضي مساعدات للفلسطينيين بـ 200 مليون دولار وعين حليف أديلسون والمتشدد ضد إيران جون بولتون مستشاراً للأمن القومي.
وحل “بولتون” محل “أتش ار ماكمستر” بعدما دعم أديلسون متردداً حملة تتهم المستشار السابق بتقويض الأمن الإسرائيلي.
ولم تصل تبرعات أديلسون إلى حملة ترامب الانتخابية إلا بعد ما تأكد من أنه سيكون المرشح للحزب الجمهوري. وهي أموال كانت حملة ترامب بحاجة ماسة إليها خاصة أن بقية المرشحين تفوقوا على ترامب.
وتؤكد الصحيفة أن دعم أديلسون لا يزال مهماً للإدارة مع أنه وترامب ليسا قريبين على المستوى الشخصي. فأديلسون وزوجته يعتقدان أن التبرعات الضخمة تؤتي ثمارها وأن ترامب قادر على اتخاذ القرارات طالما كان الكونغرس يدعمه.
وتشير الصحيفة إلى أن ترامب يحترم نجاح أديلسون كمالك نوادي كازينو وصاحب فنادق وهو ما فعله الرئيس قبل انتخابه وإن على قاعدة صغيرة. وكمالك لحصة كبيرة من لاس فيغاس ساندز كورب، فقد خاض معركة قضائية ضد موظف سابق فيما يتعلق بعمليات بماكاو والتي أدت لتحقيقات قامت بها مفوضية الأمنيات والتبادل ووزارة العدل.