في انهيار تاريخي للبورصة السعودية هوت سوق الأسهم السعودية اليوم، الأحد، وسط قلق المستثمرين من تدهور العلاقات مع المجتمع الدولي في خضم تداعيات قضية الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي.
خسائر هي الأكبر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
وبعد مرور نحو ساعتين على بدء التداولات هبط مؤشر البورصة السعودي 7% مسجلا أكبر خسائره منذ ديسمبر 2014 حين انهارت أسعار النفط، قبل أن يقلص قليلا من خسائره لاحقا.
وحتى قبل إغلاق السوق تداولاته بقليل منيت أسهم 182 شركة بخسائر متفاوتة، في حين لم تنجح بالصعود سوى أربع شركات فقط.
ونزل سهم الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) أكبر منتج للبتروكيميائيات في المنطقة بنسبة تقارب 8%.
وخسر مؤشر السوق المالية السعودية في أول يوم من الأسبوع كل المكتسبات التي حققها منذ بداية العام.
وتقدر خسائر السوق المالية السعودية -وهي الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا- بنحو خمسين مليار دولار خلال جلستي الخميس واليوم الأحد، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.
ونقلت الوكالة عن محمد زيدان -من شركة “ثينك ماركتس”- قوله إن هبوط مؤشر السوق السعودية يأتي بسبب حالة هلع في البيع لأسباب سياسية واقتصادية.
وأضاف أن “هناك حالة من عدم اليقين مما يحدث بسبب اختفاء الكاتب جمال خاشقجي”.
وقال صلاح شما رئيس استثمارات المنطقة لدى فرانكلين تمبلتون للأسواق الناشئة أحد كبار مدراء الصناديق في العالم “إنه المناخ السياسي، السوق تتفاعل بالسلب مع المعنويات المرتبطة بقضية خاشقجي والضجة السياسية التي أثارتها”.
وأشار شما إلى أن الوضع الأساسي للاقتصاد السعودي لم يتأثر بعد، وفق ما أوردت رويترز.
غير أن متعاملين في المنطقة قالوا إن بعض المستثمرين المحليين أقبلوا على بيع الأسهم بهلع بسبب تكهنات بأن قضية خاشقجي قد تثني عن ضخ بعض تدفقات الاستثمار الأجنبي، وأن حالة الغضب في الكونغرس الأميركي قد تؤدي إلى فرض عقوبات أميركية على بعض الأفراد السعوديين.
واختفى خاشقجي في الثاني من أكتوبر الجاري بعد زيارته القنصلية السعودية في إسطنبول.
وتعتقد تركيا أنه قتل عمدا داخل القنصلية ثم نقلت جثته، وهو ما تنفيه الرياض.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس السبت إنه سيكون هناك “عقاب شديد” للسعودية إذا تبين أن خاشقجي قتل في القنصلية.
وقالت وكالة بلومبيرغ اليوم إن الأوضاع الجيوسياسية هبطت بالبورصة السعودية، وإن استمرار إصرار المملكة على موقفها النافي لأي علاقة لها باختفاء خاشقجي لن يكون في صالح السوق.
وانسحبت شركات إعلامية وبعض المسؤولين التنفيذيين في قطاع التكنولوجيا من مؤتمر استثماري سعودي مقرر عقده الأسبوع المقبل في الرياض بسبب تزايد الغضب من اختفاء خاشقجي.
ويعتقد مراقبون أن مؤشر البورصة السعودية قد يتكبد خسائر أخرى في حال قرر وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين عدم حضور مؤتمر الاستثمار السعودية.
وقال الوزير يوم الجمعة الماضي في تصريحات إعلامية “حتى الآن أنا أنوي الذهاب، إذا ورد المزيد من المعلومات والتغييرات يمكننا وقتها أن ننظر في ذلك الأمر”.