وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء الأحد، إلى سلطنة عُمان، في زيارةٍ تستغرق ثلاثة أيام يلتقي خلالها بالسلطان قابوس بن سعيد.
وتكتسب زيارة الرئيس الفلسطيني إلى السلطنة أهميةً خاصة؛ نظرا للعلاقات المتطورة التي تربط بين البلدين في كافة المجالات، ودور السلطنة في دعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، وكذلك تضامنها مع الشعب الفلسطيني من أجل إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
كما أن الزيارة تكتسب طابعًا خاصًا لأن الرئيس الفلسطيني سيلتقي فيها مع السلطان قابوس الذي عُرف عنه اهتمامه الكبير بالقضية الفلسطينية سواء في مواقفه أو خطاباته أو أحاديثه السياسية، ودعوته إلى إنشاء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف.
ومن تلك المواقف للسلطان قابوس ما صرح به في حديث لصحيفة ” أخبار الخليج ” البحرينية في سنة 1988 أن السلطنة مع قيام دولة فلسطينية و “مع أي حلٍّ يراه الأخوة في المنظمة لها”.
فالسلطنة كانت – ولا زالت – تؤمن بأهمية الحل السلمي للقضية الفلسطينية بعيدًا عن المواقف المتشنجة التي لا تؤدي إلا إلى جر الويلات على الشعب الفلسطيني وعلى المنطقة، والقضية الفلسطينية تُشكل أحد ثوابت السياسية الخارجية العمانية، ولذلك كانت السلطنة تدعو دائما إلى الجلوس على طاولة المفاوضات بما يضمن إقامة دولتين تعيشان جنبًا إلى جنب بعيدًا عن الحروب التي كلفت العرب خسائر بشرية ومالية جسيمة كان الأولى أن تُستغل لمشاريع التنمية في العالم العربي.
كما اكتسبت العلاقات العمانية – الفلسطينية أهميتها من خلال استراتيجية السلطنة ومواقفها الثابتة في دعم القضية الفلسطينية وحقها الثابت في تأسيس دولتها المستقلة وعاصمتها القدس، ولذلك تحرص الدولتان على استمرار المشاورات السياسية بين البلدين في القضايا المختلفة وفي صدارتها القضية الفلسطينية.
وتأتي هذه الزيارة – وكذلك الزيارات السابقة – ضمن هذا الإطار، وهذا ما يؤكده الساسة الفلسطينيون في تصريحاتهم وأحاديثهم الصحافية في المناسبات المختلفة.
والعلاقات العمانية – الفلسطينية لا تنحصر فقط في الزيارات واللقاءات والمشاورات السياسية الرسمية؛ وإنما هي عميقة الجذور بين الشعبين الشقيقين.
ففي بادرة عميقة الدلالة على الاهتمام البالغ الذي توليه السلطنة لدعم الشعب الفلسطيني بشتى المجالات والوسائل، زار السلطنة في يوليو الماضي وفد من أطفال فلسطين من أبناء الشهداء والأسرى وقد تعرفوا خلال الزيارة على أبرز وأهم المعالم والأماكن السياحية والتراثية التي تزخر بها السلطنة، كما التقوا مع عدد من المسؤولين في السلطنة.
إن السلطنة وفلسطين تُدركان جيدًا أهمية العلاقات الثنائية المتطورة بين البلدين الشقيقين؛ ولذا تحرصان دائما على استمرار المشاورات السياسية بينهما في القضايا المختلفة، ومنها دفع عملية السلام في المنطقة إلى الأمام بما يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.