تعقيبا على الزيارة المفاجأة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لسلطنة عمان قبل يومين، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” بأن الزيارة جاءت ثمرة مفاوضات استمرت أربعة أشهر، لافتة إلى أن إسرائيل تأمل من أن تؤدي هذه الزيارة إلى عودة نوع من التمثيل الدبلوماسي بين البلدين.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، إن بنيامين نتنياهو يعتبر أن تحسين العلاقات مع عمان يمكن أن يوفر قناة خلفية للتواصل مع بعض أعداء إسرائيل في المنطقة. فقد نجحت السلطنة في الحفاظ على علاقات ودية مع الدول المتخاصمة، مثل إيران والمملكة العربية السعودية.
وقد استضافت المحادثات السرية بين إيران والولايات المتحدة في عام 2013، والتي مهدت الطريق لإجراء مفاوضات أوسع للحد من طموحات إيران النووية، مشيرة إلى تكهنات في إسرائيل، بأن عمان يمكن أن تكون بمثابة قناة خلفية بين إسرائيل وإيران.
وبحسب تقرير الصحيفة الأمريكية، فإن استضافة سلطنة عمان لـ”نتنياهو” يمكن أن تجلب عليها رضا البيت الأبيض، الذي اتخذ موقفاً حزبيًا قويًا تجاه دعم إسرائيل.
وجاءت الزيارة إلى عمان على خلفية تقارير تفيد بأن إدارة ترامب قد تقدم قريباً خطتها للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى على دراية بتفاصيل الزيارة، وطلب عدم الكشف عن هويته من أجل مناقشة القضايا السرية، قوله إن عُمان ينظر إليها وسيطا نزيها لجميع دول المنطقة، وهذه الصورة يمكن أن تفتح المزيد من الأبواب لإسرائيل.
ولم يستبعد المسؤول الإسرائيلي -بحسب الصحيفة- إمكانية أن تصبح عمان قناة سرية لإسرائيل ليس مع إيران فقط، بل أيضا مع سوريا. كما تحافظ عمان على علاقات جيدة مع أعداء إسرائيل الآخرين، بما في ذلك حزب الله في لبنان وحماس في غزة.
وأكد المسؤول الإسرائيلي أن الزيارة كانت ثمرة أربعة أشهر من المفاوضات، موضحا أن سلطنة عمان تظهر للغرب وجها ليبراليا وحديثا نسبيا في الخليج، ومتوافقا مع سياسات إدارة الولايات المتحدة.
ووفقا للمسؤول الإسرائيلي، فإن تل أبيب من جانبها، تأمل في أن تؤدي الزيارة، في نهاية المطاف، إلى عودة نوع من التمثيل الدبلوماسي في عمان.
وقد احتفظت إسرائيل بمكتب تجاري آخر في قطر إلى أن أُغلق أيضًا في العام 2009.
وقالت الصحيفة إنه منذ سنوات، قامت وزارة الخارجية الإسرائيلية بتشغيل حساب على تويتر وأشمته: IsraelintheGCC، في إشارة إلى مجلس التعاون الخليجي، وتصف الوزارة الحساب بأنه “القناة الرسمية للسفارة الإسرائيلية الافتراضية في دول مجلس التعاون الخليجي، المخصصة لتعزيز الحوار مع شعوب دول مجلس التعاون الخليجي”.
وجاءت زيارة نتنياهو بعد أيام من وصول الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إلى عمان. وقد عبّر السلطان قابوس عن رغبته في التوسط بين الفلسطينيين وإسرائيل. لكن إيهود يعاري، وهو باحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قال إن إسرائيل مهتمة أكثر بسلطنة عمان قناة موصلة لطهران.
ورأت الصحيفة أن الطبيعة العامة للزيارة إلى سلطنة عمان هي بمثابة انقلاب في سياسة نتنياهو، المتحفظ الذي لطالما وصف العلاقات الإسرائيلية مع الخصوم العرب السابقين بأنها جزء من المحور السني ضد إيران الشيعية.6