سفير الكويت في بيروت يحذر اللبنانيين: “اتقوا شر الحليم إذا غضب”!
شارك الموضوع:
علق سفير الكويت في لبنان، على الأزمة المشتعلة بسبب إهانة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، من قبل جريدة لبنانية، عقب تصريحات رسمية نطق بها القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان، الوزير المفوض وليد البخاري.
ورأى سفير الكويت أن “شارل أيوب (رئيس تحرير صحيفة الديار اللبنانية) لم يراع المصلحة الوطنية اللبنانية وأبسط أصول المصلحة الوطنية اللبنانية والشعب اللبناني، فالإعلام هو رسالة وأخلاق وبناء، وهو أيضا كل مفردات اللغة الجميلة ومهمته أن يجمع بين الشعوب وبين الدول”.
وكان السفير الكويتي يتحدث في وجود وفد إعلامي لبناني جاء معتذرا عن الشتائم التي طالت ولي العهد السعودي، داخل السفارة السعودية، عندما قال:”المملكة العربية السعودية هي حاضن لكل العرب وللمسلمين، وتجاوز أبسط قواعد الأخلاق في اللغة التي استخدمت إنما يدل على مستوى كاتبها وقائلها وهي لا تعيب الطرف الآخر بل الشخص نفسه، لذلك الرد من قبلكم جميعا هو مقدر ومشكور. ويجب ايضا ان ينطلق من الحفاظ على المصلحة اللبنانية العليا قبل كل شيء والمثل يقول “اتق الحليم اذا غضب”. يمكن للمرء أن يتجاوز مرة أو اثنتين ولكن إذا تجاوز الأمر حده، فسيكون هنالك موقف وإجراءات قد لا تتفق في الطبيعة مع ما نريده جميعا. لذلك نأمل أن يكون هناك حكمة ورقي واخلاق في تناول العلاقات مع الدول الشقيقة”.
وأضاف السفير أن “هذه المحاولات لن تثمر إلا مزيدا من التقارب بين المملكة العربية السعودية ولبنان الشقيق، ونحن ندرك ونعي بأن لبنان بقيادته وبشعبه وبإعلامه وببرلمانه وبكل مكوناته هو أشد حرصا منا جميعا على أفضل العلاقات وأرقاها وأوثقها مع دول الخليج ومع كافة الدول العربية. وأعتقد وأجزم بأن أصوات النشاز هذه لن تؤدي إلا لمزيد من التقارب والتماسك والتعاضد في ما بيننا”.
وتوجه وفد من نقابة الصحافة اللبنانية برئاسة النقيب عوني الكعكي، إلى مقر سفارة المملكة العربية السعودية في بيروت، أمس الأربعاء.
ووصف نقيب الصحفيين اللبناني عوني الكعكي ما حصل، بأنه “يوم أسود في تاريخ الصحافة اللبنانية”، معبرا عن “استياء الجسم الصحافي والإعلامي اللبناني.
وأضاف: “لبنان هو بلد الحريات والثقافة والعلم والأخلاق، ولم أكن أتصور في يوم من الأيام أن نصل إلى هذا الدرك وهذا الإسفاف”، وفقا لوكالة الإعلام الوطنية اللبنانية.
من جهته، ثمن البخاري حضور الوفد، وقال: “هناك خطوات دبلوماسية ستتخذ ضد هذه الصحيفة وضد من يتطاول، ففي النهاية لن نسمح بأن يكون هناك إعلام غير مسؤول يعكر صفو العلاقة بين لبنان والمملكة الحريصة على امن واستقرار ودعم وازدهار لبنان. وكذلك أصحاب السعادة السفراء كلهم يشاركوننا هذا الموقف السياسي، ولن تثمر هذه المحاولات إلا مزيدا من التقارب”.
وأشعلت كلمات الإساءة بحق ولي العهد السعودي، نار الغضب في قلوب مؤيديه من المملكة العربية السعودية وبلدان خليجية أخرى، وذلك عقب ساعات من قرار عاجل بفتح التحقيق فيها.
ودشن مؤيدو الأمير هاشتاغا بعنوان “#الا_ولي_العهد_ياسفيه_الديار”، للإعراب عن غضبهم الشديد من المقال الذي نشرته صحيفة “الديار” اللبنانية، والذي تضمن سبابا وشتائم وكلمات نابية ضد ولي العهد السعودي.
وكال النشطاء الغاضبون على وسائل التواصل، الشتائم لكاتب المقال وللصحيفة التي سمحت بنشره، مؤكدين أن ذلك ما كان لينال من هيبة وشموخ ولي العهد، الذي وصفوه بالجبل الذي تجرأ عليه “قزم سفيه” على حد أقوالهم.
وصعد “الهاشتاغ” الذي حمل كذلك أبياتا من الشعر تمدح الأمير محمد، ليتصدر قائمة الأكثر تداولا (الترند) في لبنان والمملكة العربية السعودية.
وكان وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، سليم جريصاتي، أصدر توجيها عاجلا إلى النائب العام بشأن المقال.
وبحسب وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية، وجه جريصاتي النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمود، سندا للمادة 14 من قانون أصول المحاكمات الجزائية، تحريك دعوى الحق العام بحق كل من كاتب المقال المنشور بصحيفة “الديار” تحت عنوان “دعوة من الديار الى البخاري لزيارتها”.
كما وجه بالتحقيق مع الناشر والمدير المسؤول لما تضمنه المقال المذكور من عبارات نابية وغير مألوفة في العمل الصحفي وتمس بولي العهد السعودي وتعكر صلات لبنان بالمملكة العربية السعودية، الأمر الذي ينطبق عليه وصف الجرائم المنصوص عليها في المادتين 288 و 292 عقوبات.