الأمير الصغير غطى على الجميع.. “كارنيغي”:مقتل خاشقجي صرف أنظار العالم عن جرائم القاتل الآخر

By Published On: 5 نوفمبر، 2018

شارك الموضوع:

ذكر مركز “كارنيغي” للدراسات في مقال مطول نشر بموقع المركز الإلكتروني، ناقش فيه قضية “خاشقجي” وعلاقتها بحرب اليمن، أن استبداد ابن سلمان وجرائمه الوحشية غطت وصرفت أنظار العالم عن جرائم “شيطان العرب” محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي.

 

المقال المشترك للمحللين، ريتشارد سوكولسكي ودانيال ديبتريس، يقول أن المغامرة الإقليمية الكارثية والاستبداد الوحشي لولي العهد السعودي، جنَبا “عيال زايد” تركيز واشنطن على مسؤولية الإمارات عن المذبحة التي تعصف بالمنطقة.

 

ويتابع المقال أنه منذ مقتل جمال خاشقجي على يد فرقة سعودية في مطلع أكتوبر، كان محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، وراعي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، يشبه القطة التي ابتلعت طائر الكناري. لقد نجحت المغامرة الإقليمية الكارثية والاستبداد الوحشي في صرف أنظار واشنطن عن مسؤولية ابن زايد عن المذبحة التي تعصف بالمنطقة.

 

وأكمل: لكن لا ينبغي إعطاء الإمارات بطاقة الخروج من السجن مجاناً. إذا كان البيت الأبيض يرفض محاسبة الإمارات على تقويض مصالح الولايات المتحدة، فيجب على الكونغرس أن يستخدم سلطته الدستورية لملء فراغ القيادة.

 

طيلة فترة الحرب الأهلية في اليمن التي دامت ثلاثة أعوام ونصف، كان الإماراتيون متوحشين ومتهورين مثل السعوديين. ففي الوقت الذي تقوم فيه الطائرات السعودية بذبح مدنيين أبرياء في قاعات الأفراح والجنازات والمنازل والأسواق والمدارس والموانئ، أسهمت الإمارات، على الأرض، في الكارثة الإنسانية. لقد كان الهجوم العسكري الذي تقوده دولة الإمارات في مدينة الحديدة وحولها بمثابة كارثة: فقد نزح أكثر من 400 ألف يمني منذ يونيو الماضي ، وأدى القتال إلى تفاقم أزمة الغذاء والمجاعة في البلاد.

 

أبلغت منظمات حقوق الإنسان عن معسكرات احتجاز سرية تديرها الإمارات، حيث وقع فيها التعذيب والضرب والصدمات الكهربائية وعمليات القتل. ودفعت العائلة المالكة في الإمارات الجنود المتقاعدين (المرتزقة) في القوات الخاصة الأمريكية لتعقب واغتيال شخصيات سياسية يمنية، محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين.

 

في عدن، أنشأت الإمارات ورعت مليشيات لإثارة العنف وإحداث التصدع بالوكالة. واليمنيون الذين رأوا، أول الأمر، التدخل الإماراتي عملا بطوليا للدفاع عن سيادة بلدهم من ميليشيات متوحشة تدعمها إيران، يصورونها اليوم قول احتلال، إن لم تكن استعمارًا.

 

ويشير كاتبا المقال إلى أن الإمارات جزء من التحالف العربي، بقيادة السعودية، الذي فرض حصارًا على قطر في مايو 2017. كانت هذه الدول تحاول، من بين أمور أخرى ، إجبارها على إتباع سياسة خارجية أقل استقلالية. اتخذت دولة الإمارات موقفاً أكثر تشدداً ضد القطريين من السعوديين، جزئياً لأنها أكثر تعصباً من الرياض بشأن القضاء على أي أثر لنفوذ الإخوان المسلمين في قطر والمنطقة عموما.

 

كانت المقاطعة، التي قسمت شركاء أميركا في مجلس التعاون الخليجي، كارثة لكل من الإمارات والسعودية، مما وفر فرصاً لإيران وتركيا لتوسيع نفوذهما في الدوحة. كما إنها لم تعمل بشكل جيد بالنسبة لواشنطن التي كانت تأمل في تشكيل جبهة خليجية موحدة لاحتواء النفوذ الإيراني. لكن بالنسبة للإمارات، كان السعوديون بديلاً مفيداً للطموحات الإقليمية الضخمة. سمحت لهم العلاقة الإماراتية مع السعودية بأن يتغلبوا على حجمهم ووزنهم، وهذا ليس شيئًا جيدًا.

 

لا تختلف الإمارات عن السعودية في سجل الانتهاكات وحملات القمع، ويواجه الإماراتيون الذين تحدثوا عن قضايا حقوق الإنسان لخطر الاحتجاز التعسفي والسجن والتعذيب. ويقضي كثير منهم فترات سجن طويلة، والعديد منهم غادروا البلاد تحت الضغط.

 

ودولة الإمارات قمعية مثل السعودية، ولكن أقل خبثا وأكثر كفاءة، وفقا لتقديرات الكاتبين، وهذا ما سمح لها بالتحليق خارج شاشات الرادار في الغرب والهروب من الفحص الدقيق، وهي تتلقى الدعم الدبلوماسي والعسكري، مثل السعوديين، من واشنطن. وقد أنفقت أبو ظبي 21.3 مليون دولار في العام الماضي للتأثير في سياسة الولايات المتحدة.

 

وأثبت يوسف العتيبة، سفير الإمارات في الولايات المتحدة، أنه بارع جدا في الترويج لنفوذ بلاده، حيث يزعم أنه وضع جاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب، “في جيبه”.

 

في الواقع، كما أورد الكاتبان، يبدو أن الإمارات قد أقنعت السياسة الخارجية الأمريكية برمتها، أن مصالح الأمن القومي لدولة أبو ظبي وواشنطن متشابهة، ولا يجب عليها تحمَل مسؤولية أخطائها. والزعماء السياسيون للولايات المتحدة أكثر جُبنا من أن يُدينوا السلوك السيئ للإمارات، وهم مترددون جدا في فرض العقوبات عندما تقوض الإمارات أهداف أمريكا في المنطقة، ومتخوفون جدا من فصل أمريكا عن الحرب الطائفية والكارثة الإنسانية التي ارتكبها الإماراتيون.

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment