ماجد عبد الهادي: ابن سلمان لا زال متوهما أنه سيدخل طهران فاتحا وأن ترامب سيفعل الأفاعيل بالمرشد مقابل الرز السعودي
شارك الموضوع:
سلط الكاتب والصحافي الفلسطيني المعروف ماجد عبد الهادي، في مقال له الضوء على العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، وتوهم حلفاء الرئيس الأمريكي بالمنطقة وعلى رأسهم “ابن سلمان” بأن ترامب سيزيل طهران من الوجود من أجل سواد عيونهم، أو قل من أجل دولاراتهم المتدفقة بالمليارات.. حسب وصفه.
وقال “عبد الهادي” في مقاله المنشور بموقع “العربي الجديد”، إن الواهمين بأنهم اشتروا الرئيس ترامب، وبأنه سيفعل بإيران ما لم يفعله الأوائل، ليريحهم من شرّها، لم يكفّوا، حتى مطلع الأسبوع الجاري، عن الحلم البائس بيومٍ تتهيّأ فيه الظروف أمام ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ليدخل طهران فاتحاً، على غرار ما فعل في الفيلم الكرتوني الخيالي الشهير الذي أنتجته “قوة الردع السعودية” قبل نحو عام.
وعن تحليله للموقف بعد إعلان أمريكا فرض عقوبات بالفعل على إيران، قال الكاتب الفلسطيني:”لن تسمح طهران بتصدير برميل نفط من الخليج، إذا غامرت واشنطن بفرض الحزمة الثانية من العقوبات عليها، ومنعتها من تصدير نفطها”، قال المسؤولون الإيرانيون، مهدّدين، مراراً وتكراراً، قبل نحو ثلاثة أشهر، ثم عملوا على إلحاق تهديداتهم برسائل عملية، كان أهمها إقدام حلفائهم الحوثيين على قصف قطع بحرية سعودية، ما أدى آنذاك إلى اتخاذ الرياض قراراً بتعليق صادراتها البترولية بضعة أيام.”
وتابع:”وإذ أثار ذلك تحليلاتٍ وتكهناتٍ متشعبةً حول احتمالات التصعيد المرتقب، فإن أحداً من العارفين بحدود اللعبة الأميركية الإيرانية وهوامشها لم يتوقع رداً عملياً من طهران، يزيد في أعلى حالاته تشدداً على تحريك مليشيات يديرها الحرس الثوري في بعض بلدان الجوار العربي، لإزعاج واشنطن أو حلفائها، وطبعاً من دون أن تضع “الجمهورية الإسلامية” يدها مباشرةً في ما قد يسمّى أعمالاً إرهابية.”
وتساءل “عبدالهادي” في نهاية مقاله:”ماذا للعرب في هذه اللعبة، إذن، سوى أن بلادهم باتت إحدى ساحاتها تتساءل، وما من حاجةٍ بك إلى جواب، وأنت ترى يومياً ما ينفي احتمال وقوعهم بسذاجةٍ في خداع أنفسهم، ليرجح احتمال قبولهم عن طيب خاطر بأن يكونوا مجرّد أدواتٍ في خدمة عدوٍّ لحساب عدوٍّ آخر”
وتابع:”إنهم الآن، أو بعضهم على الأقل، يتجاوزون فكرة التطبيع، ليقفزوا دفعةً واحدةً نحو التحالف مع إسرائيل، بذريعة مواجهة إيران، وما من أحدٍ فيهم يمكنه أن يفسّر لك مثلاً علاقة حروبهم المفترضة بانخراطهم المعلن في إنشاء خطٍّ للسكة الحديد، يصل تل أبيب بعواصم الخليج، غير أنك ستعثر ببساطةٍ على لب الحكاية، حين يتدخل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وجماعات الضغط اليهودية في أميركا، لإنقاذ محمد بن سلمان من الغرق في دماء جمال خاشقجي، باعتباره معقد رهانهم لتحقيق حلم ابتلاع المنطقة، إن ساعدوه على حلم الوصول إلى كرسي الحكم.