شبكة “NBC” الأمريكية تكشف تفاصيل صادمة.. هذا ما فعله ابن سلمان بمنافسيه في “الريتز كارلتون”
شارك الموضوع:
مع حلول الذكرى السنوية الأولى لاحتجاز ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للمئات من رجال الأعمال والمسؤولين السابقين والأمراء في فندق “الريتز كارلتون” بالرياض في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كشفت شبكة “إن بي سي” الأمريكية عما تعرض له المحتجزين من ابتزاز وتعذيب جسدي ونفسي خلال فترة احتجازهم.
وقالت الشبكة الأمريكية في تقرير لها نقلا عن مسؤولين أمريكيين مطلعين على مجريات ما حدث آنذاك، إنه تم الطلب من المحتجزين التوقيع على تنازل عن حصصٍ كبيرة من أصولهم المالية مقابل إطلاق سراحهم، موضحة أن هذا الأمر سمح لـ”ابن سلمان” بتشديد قبضته على الأمور وبعثت رسالة صادمة للنخب في المملكة.
ونقلت الشبكة عن مسؤول أمريكي سابق كان في منصبه في ذلك الوقت وصفه للعملية بأنها “ابتزاز” أراد منها “ابن سلمان” توطيد قوته وهيمنته على الحكم، وتذكيرهم ابأن ثروتهم ورفاهيتهم ستعتمد عليه وليس أي شيء آخر.
واعتبرت “ان بي سي” في تقريرها أنه بعد مرور عام، اكتسبت واقعة الريتز كارلتون زخما وأهمية أكبر عقب وفاة الكاتب السعودي جمال خاشقجي، الذي قُتل بعد دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين أول الماضي .
وأوضحت الشبكة الأمريكية أنه “إذا نجا بن سلمان من تداعيات مقتل خاشقجي، فسيكون ذلك جزئيًا بسبب ما حدث في فندق الريتز، عندما سحق منافسيه وخصومه المحتملين الذين كان من بينهم أفراد بالعائلة المالكة ومسؤولين سابقين كانوا مرتبطين بالملك الراحل عبد الله، الذي توفي عام 2015 والذين لا يثقون بالدائرة المحيطة بالملك سلمان، الذي يسيطر الآن على العرش.
وأشار تقرير “ان بي سي” إلى إن حملة القمع التي قام بها ابن سلمان أثارت استياءً عميقاً داخل أسرة آل سعود، وفق ما قاله العديد من أعداء ولي العهد والخبراء والمسؤولين السابقين أن “ولي العهد قد يواجه مزيداً من المقاومة من قبل خصومه داخل المملكة”.
وأوضح التقرير أن بن سلمان، الذي كان يدرك تمامَ الإدراك أن الملك السعودي فيصل قد قتل على يد ابن أخ غير شقيق عام 1975، دفعه لتكريس الانتباهَ إلى أمنه الشخصي، بحسب أحد ضباط المخابرات الأميركية السابقين شبكة إن بي سي نيوز.
وتطرقت “ان بي سي” إلى تفاصيل ما حدث للمحتجزين في “الريتز” والذي لا يزال محاطا بالسرية، كذلك مصير الذين ما زالوا محتجزين غير الواضح حتى الآن.
وقالت إنه عندما فاض فندق ريتز كارلتون بالمحتجزين، تم استخدام فندق آخر (كورتيارد باي ماريوت)، الواقع في الجهة المقابلة له، كمركز احتجازٍ متطور وتم إغلاق كلا الفندقين أمام الجمهور خلال فترة الاعتقال.
وأكد مسؤول استخباراتي أمريكي ومسؤولان سابقان كبيران في حكومة الولايات المتحدة لشبكة إن بي سي (شريطة عدم الكشف عن هويتهم) إن المحتجزين تعرضوا للإكراه والإيذاء والتعذيب دون الكشف عن التفاصيل، التي كانت متضمنة في تقارير استخبارية سرية.
وحُرم المعتقلون من النوم، وضُربوا واستُجوبوا برؤوسهم حيث تم نقل سبعة عشر إلى المستشفى، وفق تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.
اللواء علي القحطاني
وذكر التقرير أن أحد المحتجزين، ضابط سعودي كبير، هو اللواء علي القحطاني الذي كان أحد كبار مساعدي الأمير متعب بن عبد الله توفي في الحجز, ولم تقدم السلطات السعودية بعد تفسيرا رسميا في القضية.
وأشارت “ان بي سي” إلى تأييد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ذلك الوقت حملة القمع حيث قال في تغريدة: “لدي ثقة كبيرة في الملك سلمان وولي عهد المملكة العربية السعودية، إنهم يعرفون بالضبط ما يفعلونه. معتبرا أن بعض المعتقلين والذين كانوا يعاملون بقسوة كانوا “يحلبون” بلدهم لسنوات!
وجاءت تغريدة ترامب في السادس من نوفمبر، بعد يومين من حملة القمع وتبعها في اليوم التالي بيان لوزارة الخارجية الأميركية تطالب فيه بمحاكمة عادلة وشفافة للمعتقلين.
ونوهت “ان بي سي” إلى أن موافقة ترامب الواضحة على العملية تثير تساؤلات حول ما إذا كانت واشنطن قد أضاعت فرصة لتذكير ولي العهد في العام الماضي أنه بحاجة إلى التخفيف من الإجراءات الاستبدادية وإلا فإنه يخاطر برد فعل أمريكي، حسبما قال مسؤول حكومي سابق رفيع المستوى له خبرة في منطقة الشرق الأوسط.
وقال المسؤول السابق “كان يجب أن يكون هذا بمثابة تحذير لنا من اين كان ذلك”.
وكان من بين المعتقلين البالغ عددهم نحو 400 معتقل الأمير الوليد بن طلال، وهو رجل أعمال بارز له استثمارات في سيتي جروب وأبل، تقدر قيمته بأكثر من 17 مليار دولار.
واستدعي الوليد إلى البلاط الملكي في الساعات الأولى من صباح يوم 4 نوفمبر، قبل أن يعلم أن ولي العهد قد أطلق حملة اعتقالات شملت أقوى الشخصيات في البلاد وأكثرها ثراءً.
وقال ألن بندر، وهو رجل أعمال كندي ومحام له علاقات بالعائلة المالكة السعودية، لشبكة إن بي سي نيوز إنه يمثل زوجة سابقة للوليد والتي تعرضت للمعاملة السيئة من قبل الملياردير.
وقبل اعتقالات نوفمبر، كان بندر يضغط على محامي الوليد كي يدفع لموكلته تسوية مالية لكن بعد اعتقال الوليد، تم نقله إلى الرياض لتقديم “شهادة” ضد الأمير الثري.
وذكر بندر أنه فعل ذلك عبر محادثة فيديو، حيث قرأ سيناريو الادعاءات، بينما جلس الوليد في مكان غير معلوم على الطرف الآخر.. مضيفا “يبدو أن الوليد كان في غرفة تشبه زنزانة سجن بدلاً من جناح فندقي”. وقال أيضا إن الوليد بدا وكأنه في حالة صعبة، ومرهق، وغير حليق الذقن، بدا وكأنه لم ينم من فترة”.
وقال ألن بندر إن أحد كبار مستشاري ولي العهد، سعود القحطاني (الذي عٌزل من منصبه على خلفية مقتل خاشقجي): “تفاخر أمامي بأنه صفع وعلَق بعض المحتجزين رأساً على عقب”.
وبعد انتهاء حملة الاعتقال في فندق ريتز كارلتون، تم نقل معظم المُعتقلين المُتبقين إلى سجن الحائر، حسب ما قاله مسؤولون أمريكيون سابقون.
وأوضح المسؤولون أن بعض المحتجزين السابقين وضعوا رهن الإقامة الجبرية في منازلهم، وتم إلزامهم بارتداء أطواق مراقبة إلكترونية في كواحل أقدامهم، أو منعهم من السفر إلى خارج البلاد.
وقال مكتب المدعي العام السعودي في بيان في يناير الماضي إن 381 شخصاً قد تم “استدعاءهم” في قضايا فساد وأن 56 سيظلون رهن الاحتجاز لأنهم “يرفضون التسوية” أو أنهم يخضعون لقضايا جنائية أخرى معلقة، فيما أفرج عن الأمير متعب بن عبد الله، ابن الملك الراحل عبد الله ورئيس الحرس الوطني، بعد ثلاثة أسابيع من الاحتجاز وبعد أن وافق على دفع أكثر من مليار دولار.
وقال المسؤولون الأميركيون السابقون إن شقيقه الأمير تركي بن عبد الله، المحافظ السابق لمحافظة الرياض، لا يزال قيد الاحتجاز.
الأمير تركي بن عبد الله
وصوّرت الحكومة السعودية حملة القمع بأكملها باعتبارها محاولة ناجحة لتطهير الفساد. وقالت إنها وصلت إلى تسويات بقيمة 106 مليارات دولار. ولم توضح ما إذا كان هذا المبلغ على شكل نقود، أو عقارات أو ممتلكات أخرى، والتي قد تستغرق شهورًا أو سنوات لتحويلها إلى سيولة.
وذكر تقرير “ان بي سي” أيضا أن السلطات السعودية استولت على إدارة بعض الشركات، بما في ذلك مجموعة بن لادن، شركة البناء العملاقة التي أسسها والد أسامة بن لادن. والتي كان رئيسها بكر بن لادن، من بين المعتقلين.
وحتى قبل الاعتقال في فندق ريتز، تسببت وسائل اندفاع ولي العهد في إثارة التوتر بين المستثمرين الأجانب والنخبة الغنية في البلاد. وتراجع الاستثمار الأجنبي المباشر في العامين الماضيين، وحرك السعوديون الأموال والأصول خارج البلاد بمعدل دراماتيكي كما عززت الاعتقالات المخاوف بالنسبة للشركات التي تبحث في السوق السعودي.
وقال الصحافي فيليب كورنيل، عضو مجلس الخبراء بالمجلس الأطلسي (مؤسسة بحثية غير حزبية مؤثرة في مجال الشؤون الدولية) ومستشار سابق في شركة النفط العملاقة المملوكة للدولة السعودية أرامكو “إن ولي العهد متسرع ومتقلب المزاج فإذا صادفته في الموقف الخطأ فإن استثماراتك وصفقاتك قد تكون في خطر. هذه رسالة تقشعر لها الأبدان”.
وعمل على التحقيق ثلاثة من الصحفيين المحترفين وهم دان دي لوس وهو مراسل في قسم التحقيقات الاستقصائية في ان بي سي نيوز؛ وكين ديلانيان وهو مراسل أمن قومي في وحدة إن بي سي للأبحاث؛ روبرت ويندرمو هو مراسل ومنتج تحقيقات ومتخصص في الأمن الدولي في ان بي سي نيوز
المصدر: ترجمة العرب القطرية
لله درك يامحمد بن سلمان حكمت فعدلت فأمنت