“هآرتس”: السعودية رتبت زيارة نتنياهو إلى سلطنة عمان وهذا ما أرغمت “جزيرة الريتويت” البحرين عليه

فجرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية قنبلة من العيار الثقيل، كاشفة عن دور السعودية في ترتيب زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى سلطنة عمان في أكتوبر/تشرين أول الماضي.

 

وقالت الصحيفة في مقال لمحلل شؤون الشرق الأوسط لديها المُستشرِق الإسرائيليّ تسفي بارئيل، إن السعوديّة عملت بجد لإتمام زيارة “نتنياهو” لسلطنة عمان واجتماعه بالسلطان قابوس بن سعيد.

 

وبحسب الصحيفة فإن دور السعودية لم يتوقف عل هذا الأمر، بل ضغطت على البحرين وفرضت عليها توجيه دعوة لوزير الاقتصاد الإسرائيلي، إيلي كوهين، لزيارتها بشكلٍ رسميٍّ للمُشاركة في مؤتمرٍ دولي.

 

وكشف “بارئيل” في مقاله بأن السعودية استغلّت حمايتها للبحرين وإرسالها قوات للتصدي للمظاهرات التي اجتاحت البحرين خلال (الربيع العربيّ)، التي قمعت المُظاهرات بقسوة وعملت بكل ما لديها من قوة لاستقرار النظام الحاكِم في المنامة لحث البحرين على استقبال الوزير الإسرائيلي.

 

وشدّدّ على أنّ التنسيق ورؤية الأمور بنفس الطريقة بين الرئيس الأمريكيّ ورئيس الوزراء الإسرائيليّ لا يحتاجان إلى أدلّةٍ، في كلّ ما يتعلّق بالشرق الأوسط، وتحديدًا بإيران والقضية الفلسطينيّة، لا يُمكِن بعد الآن إيجاد أيّ خلافٍ بين الزعيمين، إذْ يبدو أنّهما يُعيدان ويُكرّران نفس الرسائل المكتوبة من قبل المُستشارين، مُوضحًا أنّ المواقف الأخلاقيّة بعيدة عن الرجلين على الأقّل ألف سنةٍ ضوئيّةٍ ، على حدّ قوله.

 

وشدد الكاتب في مقاله على أنّ السعودية ليست حليفةً فيما أسماها الحرب على الإرهاب، إذْ أنها لم تشارِك بصورة عملية في المُواجهة ضد تنظيم (داعش)، كما أنها تُقيم علاقات مع حركة طالبان في أفغانستان، بالإضافة إلى مسؤوليتها عن قتل عشرات آلاف الأطفال والمدنيين العزل في اليمن، على حدّ قوله.

 

كما أكد المقال على السعودية فشلت فشلاً مُدّويًا في إضعاف قوّة حزب الله في لبنان، وتحديدًا عندما أمر ولي العهد محمد بن سلمان، رئيس الوزراء اللبنانيّ، سعد الحريري، بالاستقالة من منصبه لدى زيارته للرياض، كما لم تنجح في الانخراط بالمعركة في سوريا والتأثير على مصير بشّار الأسد، كما أنها أعلنت في حل من القضيّة الفلسطينيّة، طبقًا لتعبيره.

 

وأوضح “بارئيل” أن إسرائيل تسعى إلى الفوز بـ”الكأس الذهبي” الموجود في الرياض، إذْ أن إقامة علاقات دبلوماسية علنية بين الدولتين، تؤكّد أقوال نتنياهو عن التحوّل الجوهريّ الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط فيما يتعلّق بقبول إسرائيل دولةً مُعترفًا بها في المنطقة، ولكنّه أضاف أنّه حتى اللحظة لم يخرج المُخطّط الإسرائيليّ، المدعوم أمريكيًا إلى حيّز التنفيذ، وفق قوله.

 

ورأى الكاتب أيضًا أنّ استعانة ترامب بإسرائيل لصدّ الانتقادات الدوليّة ضدّه في مساعيه للحفاظ على العلاقات مع السعوديّة تُكمِل تعريف الوظيفة التي تقوم بها إسرائيل وهي مأخوذة من عالم المافيا، حيث يعمل نتنياهو لدى ترامب رئيس العصابة (Don) بمثابة المُستشار (Consigliere)، لافتًا إلى أنّ انسحاب واشنطن من الاتفاق النوويّ مع إيران ارتكزت على المصلحة الإسرائيليّة، وكذلك نقل السفارة الأمريكيّة إلى القدس ارتكزت على نفس العامِل، والآن، حقّ وليّ العهد السعوديّ في مُواصلة مشواره نحو العرش، هي أيضًا وظيفةً يقوم بها المُستشار نتنياهو، لأنّ العائلة، كما هو معروف، أهّم من كلّ شيءٍ، في إشارة واضحة إلى تصرّف المافيا الإيطاليّة، كما قال المُستشرِق بارئيل.

Exit mobile version