قوة خليجية انتشرت شرق سوريا برعاية أميركية.. هذا ما قصده ترامب في رسالته “المبطنة” إلى أردوغان

قال موقع “VOA” الإخباري الأميركي بأنَّ قافلة عسكرية كبيرة من دولةٍ عربيةٍ نُشِرَت الأسبوع الماضي في محافظة دير الزور شرقي سوريا، حيث تُقاتل القوات المدعومة من الولايات المتحدة، ضد تنظيم داعش.

 

وقال الموقع نقلاً عن المرصد السوري لحقوق الإنسان -مقره بريطانيا- إن القوة العسكرية تلك تنتمي لبلدٍ عضوٍ في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة.

 

وأكد رامي عبدالرحمن، مدير المرصد، أنه «تم رصد قافلة عسكرية عربية قُرب الضفة الشرقية لنهر الفرات، حيث يحتفظ تنظيم داعش بوجودٍ صغير هناك».

 

مشيراً إلى أنَّه لم يتمكَّن من تحديد جنسية الدولة العربية التي تتبعها القافلة، لكن «من المرجح للغاية أنَّها دولة خليجية».

 

في السياق، وبحسب الموقع الأميركي، رفض مسؤولو «قوات سوريا الديمقراطية» التعليق على المسألة، في الوقت الذي كانوا سابقاً يرحبون بفكرة وجود «قوةٍ عربيةٍ» داخل مناطق نفوذها.

 

ويقول بعض المحللين الأميركيين إنَّ الهدف من إرسال قوةٍ عربيةٍ إقليميةٍ إلى ذلك الجزء من سوريا يُمكن أن «يُخَفِّف التوترات العرقية بين الأكراد والعرب». إذ يشير يقول جوناثان سباير، المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للبحوث والدراسات الأميركي إلى أن «وجود قوة عربية أمراً مهماً للغاية لواشنطن، إذ يُنظَر إلى «سوريا الديمقراطية» على أنَّها تحت هيمنة الأكراد. وسيُسهِم وجود جنود من دولةٍ عربيةٍ في تعديل هذه الرؤية بنسبةٍ كبيرة».

 

مشيراً إلى وقوع بعض التوترات بين السلطات الحاكمة فعلياً -والتي يُسيطر عليها الأكراد- في الرقة ودير الزور والسكان العرب القاطنين في بعض أجزاء تلك المحافظات». ويُعَد شرق سوريا، وتحديداً دير الزور والرقة، منطقة ذات أغلبية عربية، بينما يُعتبر الأكراد وغيرهم من الجماعات ذات الأقلية.

 

وإلى جانب الولايات المتحدة، لطالما عارضت دول الخليج -وتحديداً المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة- الوجود الإيراني في سوريا واليمن ومناطق أخرى في الشرق الأوسط. ويرى بعض الخبراء أنَّ نشر القوة العربية «المزعوم» مؤخراً في شرق سوريا يهدف على الأرجح إلى منع إيران من بسط نفوذها في المنطقة، لذا تشير كل الترجيحات إلى أن القوة العربية التي نشرت في سوريا مؤخراً هي «خليجية».

 

إذا يشير محللون أميركيون إلى أنَّ «الولايات المتحدة تعتبر وجودها الآن في شرق سوريا جُزءاً من جهودها لاحتواء ودحر إيران، ولا تعتزم الانسحاب من المنطقة في المستقبل القريب». ومنذ أشهر، تُقاتل ميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية» ضد «داعش» في شرق سوريا بدعم من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، حيث يرتكز القتال الآن داخل عدة بلداتٍ ما زال يُسيطر عليها «داعش» على طول وادي نهر الفرات.

 

لكنَّ محللين آخرين، مثل أليكس فاتانكا الباحث بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن، يرون أنَّ مزيداً من القوات الأجنبية في سوريا ربما يُؤدِّي إلى تعقيد الأوضاع المُعقَّدة بالفعل. مضيفاً أن «إدخال قواتٍ جديدةٍ إلى اللعبة في هذا التوقيت أمرٌ غريبٌ للغاية وسيزيد من تعقيد المعادلة، مع الأخذ بعين الاعتبار حقيقة أنَّنا لا نعرف البلد الذي ينتمي إليه أولئك الجنود».

 

مشيراً إلى أن ذلك ربما يكون «رسالة لتركيا، فحواها أنَّه في حال لم يُقدِّم الأميركيون الدعم الكافي لقوات سوريا الديمقراطية، فإنَّ تلك القوات ستحصل على دعم حلفائهم من (الدول الخليجية)».

 

وتعتبر تركيا «وحدات حماية الشعب الكردية» جزءاً من «حزب العمال الكردستاني» المدرج كـ»منظمة إرهابية» في تركيا، والمُتورِّط في حربٍ مستمرة منذ ثلاثة عقودٍ ضد القوات المسلحة التركية. وفي الأسابيع الأخيرة، استهدف الجيش التركي مواقع «وحدات حماية الشعب» في مناطق حدودية عدة بين تركيا وسوريا.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث