وطن- شن “ران هلفي” المؤرخ ومدير قسم الأبحاث في المعهد الفرنسي للبحث العلمي، هجوما عنيفا على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مقال له بصحيفة “لوفيغارو” الفرنسية تحت عنوان “لا يوجد مستبد معتدل في الشرق”.
إيران ستتألم لكنها ستنجو وسوريا على شفا كارثة جديدة.. “ستراتفورت” يتنبأ بمستقبل المنطقة وهذا ما ينتظر السعودية
وأكد “هلفي” في مقاله أن محاولات الغرب التمييز بين الأنظمة الحاكمة في الشرق الأوسط لا معنى لها ولن تعطي أي نتائج، لأن جميع دول الشرق يحكمها قادة وزعماء مستبدون سواء في السعودية أو مصر أو العراق أو سوريا.
وأضاف أن الحكومات الديمقراطية في الغرب، تتجاهل طبيعة الأنظمة الديكتاتورية وتتوهم أنه بالإمكان دفع تلك الأنظمة نحو الاعتدال، وإقناعها بإجراء إصلاحات عبر الحوار أو المكاسب الإقتصادية أو حتى القوة العسكرية.
واستشهد الكاتب بما يحصل في المملكة العربية السعودية، قائلا إن ولي العهد محمد بن سلمان لم يأخذ الكثير من الوقت لاستنزاف رصيد الثقة الذي حصل عليه بعد أن كان يوصف بالإصلاحي الذي أعاد الشرطة الدينية إلى الثكنات وسمح للمرأة بقيادة السيارة، ورخص فتح دور للسينما وتنظيم معارض وحفلات عامة.
وعلى الصعيد الخارجي، قرر مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة و وتعزيز علاقات بلاده مع الولايات المتحدة وبدأ في التقارب مع إسرائيل، لكن تنفيذ بن سلمان مخططاته بوحشية صادمة؛ خلق العديد من الكوارث على الصعيد الدولي؛ مثل احتجازه لرئيس حكومة لبنان في مسعى فاشل لإضعاف حزب الله؛ وتدمير اليمن للقضاء على الحوثيين وهو ما فشل فيه؛ وحصار دولة قطر .
كما أن بن سلمان “الحداثي” استمر بتنفيذ أحكام الإعدام وتحييد المناضلين السعوديين وتعذيب المعتقلين في السجون، كما لم يستطع تحجيم دور السعودية في تصدير وتمويل السلفية حول العالم. و شكلت جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي، الذي لم يكن يشكل تهديدا للحكم، وتقطيعه وإذابة جثته في الأحماض؛ إضافة لمسلسل الرعب الذي يقوده بن سلمان دون حساب.
جريمة قتل خاشقجي لا يجب أن تمر دون محاسبة؛ ليس فقط لدوافع أخلاقية بل أيضا لأن الأنظمة التي تجنح إلى تصرفات الدولة البلطجية تهدد مصالح حلفائها
ولذلك، يقول ران هلفي، على الرغم من دور السعودية في استقرار الشرق الأوسط؛ إلا أن جريمة قتل خاشقجي لا يجب أن تمر دون محاسبة؛ ليس فقط لدوافع أخلاقية بل أيضا لأن الأنظمة التي تجنح إلى تصرفات الدولة البلطجية تهدد مصالح حلفائها.
وبحسب الكاتب لا يختلف الوضع كثيراً في سوريا المجاورة؛ حيث تفتقد الفصائل المسلحة التي تقاتل نظام بشار الأسد لميزات الديمقراطية المعتدلة؛ وقد ترك المعارضون المعتدلون المشهد منذ وقت طويل.
ويوضح هرفلي أن المأساة في سوريا دفعت العالم لنسيان صورة الرئيس الشاب بشار الأسد الحداثي المنفتح والمولع بالتقنيات الحديثة، وزوجته التي تبدو مستعدة للتضحية بكل شيء لصالح القضايا الإنسانية. حيث اتضح بعد ذلك مدى وحشية وشراسة هذا الرجل في سبيل تثبيت حكمه واستخدامه لشتى أنواع الأسلحة بما في ذلك الأسلحة الكيميائية.
واعتبر الكاتب أنه لا يمكن لأي حاكم مستبد أن يسعى لتحرير نظام حكمه دون تعريضه للخطر، إذ لا يمكن القيام بإصلاحات دون تقديم تنازلات، وخير دليل على ذلك تجربة الاتفاق النووي الإيراني، فقد توقع وزير الخارجية الأمريكي حينها جون كيري أن يعزز هذا الاتفاق التيار المعتدل في إيران، ويزيد من تأثير الطبقات المتوسطة ويفرج عن موارد مالية تسمح بتعافي الاقتصاد الإيراني، بيد أن العكس هو ما حدث؛ حيث سمح الاتفاق المنوي للحرس الثوري الإيراني بالتفرغ لتنفيذ مخططاته التخريبية في المنطقة بإمكانيات مضاعفة، وتطوير منظومة الصواريخ البالستية وتكريس الوجود العسكري الإيراني في سوريا.
لا يوجد شيء اسمه الظلم العادل؟!،الظلم هو الظلم؟!،الظلم والعدل خطان متوازيان لا يلتقيان أبدا؟!،وإذا التقيا فاعلم أن خراب العمران قد حلَ؟!.
اتحدى أن يوجد زعيم لديه شعبية مثل محمد بن سلمان وما زاد هذه الشعبية ماتتعرض له بلادنا من حملات بائسه رجعت على اصحابها بالويل والثبور