وطن- لم ينقطع مسلسل الهجوم الإماراتي على سلطنة عمان ورموزها، وتسخير “عيال زايد” ملايين الدولارات من الثروة النفطية لضرب استقرارها كما أثبت المخطط الانقلابي الذي كشفته السلطنة في 2011 وتم احتواء الموقف بوساطة خليجية وافقت عليها السلطنة لمنع انفراط العقد الخليجي.
كيف علّق البروفيسور العُماني “حيدر اللواتي” على مذبحة الاطفال في افغانستان؟!
وضمن المحاولات الإعلامية لتشويه رموز السلطنة، خرجت صحيفة “إرم” التابعة للأمن الإماراتي تهاجم الأكاديمي والباحث العُماني المعروف الدكتور حيدر اللواتي، وتزعم تناقضه وتغير مواقفه من تطبيع الدول العربية مع إسرائيل عندما زار نتنياهو للسلطنة الشهر الماضي.
وزعمت الصحيفة المخابراتية أن “اللواتي” وضع نفسه في موقف محرج بعد سنوات من التعليقات التي تضمَّنت تهجُّمًا على السعودية، وتأييدًا لحزب الله وإيران ورفض التطبيع مع إسرائيل”
وحاولت الصحيفة بـ”فبركة” خبيثة الربط بين تنديد الباحث العماني الدائم بالتطبيع ودفاعه عن فلسطين وقضيتها وقرارات السلطنة الأخيرة تجاه الاحتلال، بدءًا بزيارة نتنياهو لمسقط، وانتهاءً بإعلان تل أبيب أمس الاثنين السماح للطائرات الإسرائيلية بالتحليق في الأجواء العمانية.
واستشهدت الصحيفة بتعليقات هزيلة لفرق الذباب الإلكتروني التي يحركها سعود القحطاني، لتزعم أن صمت اللواتي عن مواقف السلطنة تجاه إسرائيل أثار استهجان معلقين بمواقع التواصل سخروا من تناقض مواقفه.
كما استشهدت “إرم” بتغريدة للإعلامي العراقي المتصهين سفيان السامرائي، رئيس تحرير موقع “بغداد بوست” المعروف بولائه لإسرائيل ـ متبعا خط السياسة السعودية ـ ومهاجمته الدائمة للفلسطينيين وحركة المقاومة حماس.
وكان “السامرائي” قال في التغريدة التي استشهدت بها الصحيفة الإماراتية مهاجما الدكتور اللواتي أثناء زيارة نتنياهو لمسقط أكتوبر الماضي: “ياترى أين المقاوم حيدر اللواتي -قدس الله سره- الذي كان يرفع شعار محور المقاومة والممانعة لن يتمتع مع #أسرائيل ؟ هل هو من ضمن المستقبلين؟ الم نقل لكم إن كل هذه الشعارات فاشوشية وتجارتكم بالقضية كان مجرد مدخل لضرب دول التحالف العربية السنية التى تقودها #السعودية . قال مقاوم قال”.
https://twitter.com/SufianSamarrai/status/1055860416662904832
ومعروف عن “السامرائي” أنه يتبع نفس سياسة الكاتب الجزائري أنور مالك، حيث لفت نشطاء إلى تحولهم المفاجئ لمهاجمة قطر بعد الأزمة الخليجية، مؤكدين أن سفيان السامرائي هو الآخر يمثل في موقعه الإخباري وتغريداته وجهة نظر السعودية التي تدعمه بسخاء لمهاجمة خصوم المملكة وتشويه صورتهم.
وبدا واضحا في الفترة الأخيرة الدفاع المستميت لأمثال “مالك” و”السامرائي” عن المملكة العربية السعودية لدرجة أثارت الاستغراب لدى الكثير من المغردين الذين أكدوا أنهم قد حقق رقما قياسيا في النفاق ينافسون فيه “آل سعود” أنفسهم، في حين اعتبر مغردون أنهم كسعوديين يخجلون من أن “يطبلوا” لبلدهم بهذه الطريقة، موضحين بأن “الرز” يجعلهم يقولون ويفعلون أكثر من ذلك.
ويسعى إعلام ابن زايد المخابراتي وأقلام السعودية المأجورة، للاصطياد في الماء العكر وتشبيه مساعي السلطنة لخدمة الفلسطينيين وقضيتهم، بالتطبيع العلني الفاضح الذي تمارسه السعودية والإمارات والزيارات السرية لتل أبيب من قبل ابن زايد وابن سلمان والعلاقة الحميمية بينهم التي وصفها نتنياهو بأنها غير مسبوقة وغير متوقعة وأنه لم يكن يتخيلها بيوم من الأيام.
وكان يوسف بن علوي الوزير العُماني المسؤول عن الشؤون الخارجية، قد صرح في أواخر أكتوبر الماضي بأن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو من أبدى رغبةً في أن يزور السلطنة، وأن يعرض على السلطان قابوس بن سعيد، رؤيته “لما يُصلح حال الشرق الأوسط وبالأخص الخلاف الفلسطيني – الإسرائيلي”، وهذا هو سبب زيارته للسلطنة.
وأضاف أن هناك “قدر من الرغبة بين الطرفين الاسرائيلي و الفلسطيني، للتحرك من جديد في المفاوضات بينهما، لكي يحققا لشعبيهما الاستقرار”.بحسب الوزير العُمانيّ
وعن توقيت الزيارة، قال “بن علوي” إنه لا غرابة في التوقيت، مشدداً على أن الزيارة جاءت في إطارها الثنائي.
وعبّر “بن علوي” عن رؤية وتطلع السلطنة، لإيجاد حلّ للقضية الفلسطينية، وأن يحصل الفلسطينيون على دولتهم المستقلة، وأن يبدأوا رحلةً جديدةً من أجل المستقبل ودعم الدولة الفلسطينية”، وهو ما يتوجب على دول العالم أن تدفع باتجاهه.
وقال الوزير العمانيّ إنّ بلاده ليست وسيطاً في كثيرٍ من القضايا التي تتدخل فيها، إنّما تلعب دور “المُيسّر” لكثير من الحالات التي قد تساعد في اقناع الاطراف المتعارضة للوصول الى اتفاق.