تفاصيل قصة الـ 5 آلاف دولار والمشروع الذي أودى بحياة خاشقجي.. هذا ما حدث قبل اغتياله بأيام

By Published On: 18 ديسمبر، 2018

شارك الموضوع:

وطن- تحدثت عدة تقارير أجنبية في أعقاب اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، عن مشروع كان يعد له الصحافي الراحل لمقاومة جيوش الذباب الإلكتروني وبذاءاتهم وأن كشف هذه الخطة من قبل ابن سلمان قبل تنفيذها كان سببا رئيسا في تصفية خاشقجي بقنصلية بلاده بإسطنبول يوم 2 أكتوبر الماضي.

انتقاما من أردوغان.. الديوان الملكي يوجه الذباب لتحريض السعوديين على مقاطعة منتجات تركيا

وفي تفاصيل جديدة لأصل القصة، كان جمال خاشقجي يشكو لمن حوله من أصدقائه، من آلاف التعليقات والرسائل المحتوية على شتائم وألفاظ بذيئة يتلقّاها على هاتفه الجوال، مستفتحاً بها صباحه كل يوم.

ولم تكن تلك الرسائل البذيئة صادرة عن أشخاص معروفي الهوية، بل كانت تصل إليه من حسابات بأسماء وهمية على موقع تويتر، وهذه ظاهرة انتشرت في السنوات الأخيرة بالعديد من الدول لأغراض مختلفة.

أما في السعودية، فقد اشتهرت الظاهرة باسم «الذباب الإلكتروني»، ومن مهام هذا الجيش التشويش على الهاشتاغات المعارضة للحكومة السعودية، بالإضافة إلى تهديد وإهانة وترهيب كل من يعارض أو ينتقد سياسات السلطة السعودية، تماماً كما كان يحصل مع جمال خاشقجي.

هذا الأذى الذي كان خاشقجي يتعرض له يومياً، هو ما دفعه للتفاعل بشكل إيجابي مع فكرة عرضها عليه صديقه عمر عبد العزيز، المعارض السعودي المقيم في مونتريال بكندا.

والفكرة كانت عبارة عن مبادرة لإنشاء جيش “النحل الإلكتروني”، الذي ستكون مهمّته مقاومة بذاءة وترهيب وتضليل «الذباب الإلكتروني» بأسلوب عقلاني وأخلاقي، كما أوضح عمر عبد العزيز، بالإضافة إلى محاولة توحيد جهود المعارضين الإصلاحيين والحقوقيين ذوي التوجّهات المختلفة.

هذا هو إذن النحل الذي وصفه جمال خاشقجي بأنه يعشق وطنه ويذود عنه.

ومؤخراً، ظهر عمر عبد العزيز في لقاء مع شبكة CNN الإخبارية، تحدث فيه عن دعم جمال خاشقجي مبادرة «النحل الإلكتروني»، حيث قام خاشقجي بتحويل مبلغ مالي إلى عبد العزيز (5 آلاف دولار)، من أجل شراء شرائح هاتف كندية (SIM Cards) وإرسالها إلى الراغبين في التطوع والعمل معهم من داخل السعودية.

والهدف من ذلك هو حماية المتطوعين مع جيش «النحل الإلكتروني» من الأذى الذي قد يتعرضون له من قِبل السلطات السعودية، التي تفرض بدورها رقابة مشددة على جميع الشرائح الهاتفية التابعة لشركات الاتصالات السعودية.

هذا التعاون بين خاشقجي وعمر والذي كشفته عمليات التجسس السعودية شكّل قلقاً للحكومة السعودية، ما دعاها إلى محاولة استدراج عمر إلى السعودية، لكنه رفض العرض الذي قُدِّم له، بالإضافة إلى أن كثيراً من المحللين والمتابعين لقضية خاشقجي باتوا يعتقدون أن تعاونهما كان أحد أهم الأسباب التي دفعت السلطات السعودية لاستدراج خاشقجي إلى إسطنبول وتصفيته.

جدير بالذكر أن السلطات السعودية كانت قد اعتقلت اثنين من أشقّاء عمر عبد العزيز، وعدد من أصدقائه قبل حادثة اغتيال جمال خاشقجي بعدة أسابيع.

هذا وأكد عمر عبد العزيز، في حديثه لـموقع «عربي بوست»، أن عمل جيش «النحل الإلكتروني» لن يتوقّف لأي سبب كان، وأن نتائج عمله إلى الآن إيجابية، على الرغم من أن المشروع لم ينطلق رسمياً بعدُ. وأضاف أنه سيسعى لإتمام المشاريع كافة التي كان بدأها مع الراحل جمال خاشقجي. وبالنسبة للمتطوّعين للعمل مع جيش «النحل الإلكتروني».

وأوضح عمر  أن النسبة الأكبر منهم يعملون من داخل السعودية، آخذين في الحسبان أقصى درجات الحيطة والحذر، نافياً أن يكون أي منهم قد تعرض للأذى خلال الفترة السابقة.

وذكر أيضاً أن الانضمام إلى «النحل الإلكتروني» تطوّعي دون أي مقابل مادي، وأن إدارة المشروع نجحت في كسب ثقة جميع المتطوّعين.

وبث موقع “بي بي سي” عربي، في يناير 2018 تقريرا يشرح فيه آلية عمل اللجان الإلكترونية أو ما يعرف بـ “الذباب الإلكتروني” التابع للحكومة السعودية والذي يديره المستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني.

وقال “بي بي سي” في تقريره إن هذه اللجان تشوش على أي معلومة حقيقية تنتقد السعودية أو تكشف حقيقة الأوضاع الداخلية وتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لمواطنيها.

ويوضح التقرير اعتماد اللجان الإلكترونية على حسابات وهمية، بصور حقيقية، وأسماء تعود لعائلات سعودية معروفة تنشر تغريدات غير حقيقية قدرت بـ 100 ألف تغريدة يوميا تصدر من المملكة.

وتعمل هذه الحسابات على إنشاء هاشتاغات ونشر تغريدات تصب في هدف واحد، وهو دعم الموقف السعودي ومهاجمة قطر.

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment