في تصريحات أثارت جدلا واسعا بمواقع التواصل أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قرب الانتهاء من التحضيرات اللازمة لمعركة شرق الفرات ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
الرئيس التركي قال في كلمة له أمام حزب “العدالة والتنمية” الحاكم اليوم، الثلاثاء، إن تركيا ستبدأ قريبًا جدًا التحرك ضد “التنظيمات الإرهابية” في الأراضي السورية.
وأضاف أردوغان أن التحضيرات الجارية لإطلاق حملة على شرق الفرات أوشكت على الانتهاء، مضيفا: “رغم توصلنا إلى اتفاق واضح مع ترامب (بشأن شرق الفرات) إلا أن هناك أصوات مختلفة بدأت تصدر من إدارته”.
وتابع أردوغان قائلا: “تركيا هي التي تحملت العبء الأكبر للأزمة الإنسانية الحاصلة في سوريا, وهي الدولة التي تكافح الإرهاب بشكل حقيقي”.
وزاد: “بفضل جهود جنودنا الأبطال في القضاء على داعش، دخلت سوريا مرحلة التخلص من بلاء هذا التنظيم بسرعة، ولكن لا يمكننا قبول الرسالة التي بعثها بولتون من إسرائيل”.
وأكد أردوغان على أن “ادعاءات استهداف الأكراد (من قبل تركيا) هو افتراء دنيء”.
واضطر مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون بولتون لمغادرة أنقرة بعد أن رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استقباله بالمجمع الرئاسي.
وفي تصريحات له اليوم انتقد أردوغان تصريحات بولتون قائلاً إنه ارتكب خطأ جسيماً في تصريحاته بشأن سوريا، وإن تركيا لن تقدم تنازلات في موضوع مكافحة الإرهاب.
وكان بولتون قد عقد لقاء اليوم مع المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن.
وفي تصريحات أدلى بها أردوغان للصحفيين عقب انتهاء كلمته قال إن بولتون والوفد المرافق له قد قابل بالفعل متحدث الرئاسة التركية ونائب رئيس الأمن والسياسات الخارجية إبراهيم قالن. وإن قالن هو نظير بولتون واللقاء بينهما قد تم بالفعل.
وكان الرئيس أردوغان أعلن، منتصف الشهر الماضي، بدء عملية عسكرية شرق الفرات ضد الوحدات الكردية، “خلال أيام قليلة”.
وعقب الإعلان أرسل الجيش التركي تعزيزات عسكرية إلى طول الحدود السورية- التركية، كما طلبت أنقرة من فصائل “الجيش الوطني” الاستعداد للمشاركة في العملية العسكرية.
لكن قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بسحب القوات الأمريكية من شمالي شرق سوريا، دفع أردوغان إلى التريث قليلًا وتأجيل العملية العسكرية.
وطرحت تساؤلات كثيرة حول الطرف الذي سيملأ الفراغ الذي ستتركه القوات الأمريكية، وسط تلميحات روسية بسيطرة قوات الأسد عليها.
وتعتبر تركيا أن “الوحدات” امتداد لـ “حزب العمال الكردستاني” المحظور والمصنف إرهابيًا، وهو ما تنفيه “الوحدات” رسميًا.
وتشهد منطقة شرق الفرات ترقبًا لما ستؤول إليه تطورات الفترة المقبلة، بعد التهديدات التركية بشن عملية عسكرية واسعة في المنطقة.