ردت الرئاسة التركية على تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب, بتدمير اقتصادها في حال اقدامها على مهاجمة الأكراد بالقول إنه “لا يمكن للإرهابيين أن يكونوا حلفاء وشركاء لواشنطن”.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، في تغريدة على حسابه في تويتر، إن “تركيا تنتظر من الولايات المتحدة الأمريكية القيام بمسؤولياتها وفقا لمقتضيات الشراكة الاستراتيجية التي تربط البلدين”
وتابع قائلا: “إلى السيد ترامب، إن وضع الأكراد مع تنظيم “بي كا كا” الإرهابي وامتداده السوري “ي ب ك/ ب ي د” في خانة واحدة، يعد خطأ قاتلا”.
وشدد متحدث الرئاسة التركية أن أنقرة “تكافح الإرهابيين وليس الأكراد، وتعمل على حماية الأكراد وباقي السوريين من تهديد الإرهاب”.
وأطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحات خطيرة وجه فيها تهديدا صريحا بتدمير الاقتصاد التركي في حال مهاجمتها للقوات الكردية في سوريا والتي تصنفهم كتنظيم إرهابي.
وقال “ترامب” في تدوينات له عبر حسابه بموقع التدوين المصغر “تويتر” رصدتها “وطن”:” إن الانسحاب الذي طال انتظاره من سوريا سيحدث أثناء القضاء على ما تبقى من تنظيم “الدولة الإسلامية” بكل قوة، ومن عدة اتجاهات”.
وأضاف :” لن نتردد في مهاجمة التنظيم من قواعد أخرى مجاورة لسوريا، إذا أعاد تشكيل نفسه”.
وتابع قائلا: “سوف نهاجم داعش من قواعدنا المجاورة.. سندمر تركيا اقتصاديا إذا ضربت الأكراد.. وسننشئ منطقة آمنة مساحتها 20 ميلا”.
وفي تدوينة أخرى توجه للأكراد قائلا:”بالمثل، لا نريد أن يستفز الأكراد تركيا”.
وأردف: “كانت روسيا وإيران والنظام السوري أكبر المستفيدين من سياسة الولايات المتحدة طويلة المدى لتدمير داعش في سوريا وهم أعداءنا الطبيعيين. نحن استفدنا أيضا من الوجود هناك ولكن حان الوقت الآن لإعادة قواتنا إلى الوطن. ووقف هذه الحرب اللانهائية!”.
يشار إلى أن واشنطن تدعم التنظيمات الكردية في سوريا بالمال والسلاح والعتاد والتدريب، وتعتبرها شريكا مهما في الحرب ضد تنظيم “الدولة”، وهو ما يغضب تركيا التي تصر على أن تلك التنظيمات الكردية إرهابية، وتهدد الأمن القومي التركي.
وفي 19 ديسمبر/كانون الأول 2018، أعلن “ترامب” أنه قرر سحب قوات بلاده من سوريا، دون أن يذكر موعدا لذلك، غير أن مسؤولين أمريكيين قالوا إن الانسحاب قد يستغرق أشهرا.
وسعى أطراف داخل الإدارة الأمريكية وحلفاء لواشنطن في المنطقة، أبرزهم دول خليجية و(إسرائيل) ومصر، إلى إقناع “ترامب” بتأخير ذلك الانسحاب، والضغط لوقف أي تحرك عسكري تركي، شمالي سوريا، باعتبار أن ذلك سيزيد بشكل غير مسبوق من قوة تركيا الإقليمية.
كما أشارت تقارير إلى بدء تفعيل خطط خليجية ومصرية لتقديم دعم عسكري وأمني للتنظيمات الكردية، شمالي سوريا، نكاية في تركيا.
وخلال الآونة الأخيرة، كثّف الجيش التركي من تعزيزاته في المنطقة الجنوبية، وسط ترقب لإطلاقه عملية عسكرية ضد التنظيمات، شمالي سوريا، وهي العملية التي أكد القادة الأتراك إصرارهم الكامل على تنفيذها.
وفي 20 يناير/كانون الثاني قبل الماضي، أطلق الجيش التركي بالتعاون مع الجيش السوري الحر، عملية “غصن الزيتون”، تم خلالها طرد تنظيمات “ي ب ك/ بي كا كا” و”الدولة الإسلامية” من عفرين.
كما تواصل القوات التركية تسيير دورياتها في المناطق الفاصلة بين منبج ومناطق درع الفرات، وذلك في إطار اتفاق خارطة الطريق التي وقعتها مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن منبج.