استمرارا في تطبيله، استغل الداعية السعودي الذي حرم الخروج على ولي العهد محمد بن سلمان حتى لو ظهر يزني ويسكر على التلفاز كل يوم، عبد العزيز الريس ما جرى مع الفتاة السعودية الهاربة رهف القنون للتطبيل من جديد لولاة الأمر، معتبرا أن ما جرى مؤامرة غربية بأدوات إخوانية وليبرالية، زاعما بأن الحل لمواجهة هذه الحملة هو الإلتفاف حول ولاة الأمر، باعتباره واجبا شرعيا لا يتخلف عنه إلا إخوانيا مجرما أو ليبراليا مخذولا، على حد تعبيره.
وقال “الريس” في سلسلة تغريدات له عبر حسابه بموقع التدوين المصغر “تويتر” تعليقا على واقعة “رهف القنون”:” بين إرهابيي الأمس وبين من يدعي التحرر و الحرية. كلاهما صنعه الغرب وجعل الإخواني والليبرالي وغيرهما مجرد أدوات للنيل من دولة التوحيد وإبعاد شبابهم وبناتهم عن دينهم ووطنهم. فلابد من الحرص على تحصين المجتمع من التطرف بشتى صوره، خصوصاً في التعليم والإعلام، وبشكل عاجل!”.
وأضاف في تدوينة أخرى متناسيا حفلات الرقص والمجون التي أقيمت بالمملكة برعاية ولاة أمره:” دولتنا ولله الحمد دينية سلفية كما أسسها الملك المصلح عبدالعزيز ثم أبناؤه الملوك؛ لذا يجتهد الأعداء في إفسادها وإفساد شبابها تارة بالغلو (كالإخوان) وتارة بالانحلال (كالليبراليين وأذناب الغرب)، وما #رهف_محمد إلا من ضحاياهم ! ومِن مَكر الغرب اهتمامهم بها مع إهمال اللاجئين الآخرين !!”.
واعتبر “الريس” أن ” من أعظم سبل العلاج تحصين الشباب علمياً ودينياً بلا إفراط ولا تفريط بل على التوحيد والسنة في المدارس النظامية وغيرها ليعرف النشء الرسالة التي تحملها الدولة السعودية وتجاهد في سبيل نشرها .”
واختم “الريس” تدويناته واصفا للسعوديين طريقة مواجهة المؤامرة المزعومة قائلا:” ومن أعظم طرق إفشال مخططات ومكر دعاة الانحلال كالغربيين وأذنابهم الليبراليين ودعاة الغلو كالإخوانيين (البنائيين) وأذنابهم السروريين الالتفافُ حول ولاة أمرنا في السعودية ضد ما يحاك من مؤامرات ومكر كبّار . وهذا واجب شرعي لا يتخلف عنه إلا إخواني مجرم أو ليبرالي مخذول أو متأثر بهما .”
وكانت الشابة السعودية رهف محمد القنون التي استقطبت اهتمام العالم بعدما فرت من عائلتها إلى تايلاند، قد وصلت صباح السبت إلى مطار تورونتو حيث كانت في استقبالها وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند.
وصرحت فريلاند أمام عدد كبير من الصحافيين كانوا ينتظرون وصول القنون (18 عاما) التي ارتدت قبعة وسترة كتبت عليها كلمة “كندا” “لقد قامت برحلة طويلة جدا، إنها مرهقة وتفضل عدم الرد على الأسئلة حاليا”.
وتقول القنون إنها تعرضت للعنف الجسدي والنفسي من عائلتها التي نفت ذلك. وقد منحت حكومة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الشابة السعودية حق اللجوء.
ومع وصول الشابة إلى كندا تختتم قضية أثارت انتباه العالم بأسره منذ أسبوع بعدما عرضت الشابة وضعها على وسائل التواصل الاجتماعي بعد إنشاء حساب على تويتر.
وقد أوقفت عند وصولها إلى مطار بانكوك قادمة من الكويت حيث كانت مع عائلتها وتمكنت من الفرار منها.
واستخدمت القنون تويتر لإجبار سلطات الهجرة التايلاندية على تغيير موقفها، فسلمتها الشرطة إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بينما تابع العالم عن كثب وسم #انقذوا_رهف الذي انتشر على “تويتر”.
وفي غضون أسبوع، حظيت رهف بأكثر من 100 ألف متابع لحسابها على تويتر، ما ساعدها في تجنب مصير أعداد لا تحصى من طالبي اللجوء الذين تتم إعادتهم إلى بلادهم أو ينتهي بهم الأمر في مراكز احتجاز في بانكوك.
وقال فيل روبرتسون ممثل منظمة هيومن رايتس ووتش في آسيا “إذا أرغمت على العودة إلى بلادها فإن العواقب قد تكون دراماتيكية”، مضيفا “أنها قالت أيضا بأنها تريد التخلي عن دينها الإسلامي”.
وقبيل وصول رهف إلى مطار تورونتو أكد محاميها ثقته بأن السلطات الكندية “ستتكفل بها ماديا وأن المنظمات غير الحكومية ستقوم بما يلزم لكي تتمكن من معاودة الدراسة التي تقول إن عائلتها منعتها من متابعتها”.
وبعد أن سلط الإعلام الضوء على قضيتها سلمت تايلاند رهف إلى مفوضية اللاجئين التي قدمت طلب لجوء لها إلى عدة بلدان، بينها أستراليا.
وقالت فريلاند إن “كندا، وكما أعلن رئيس الوزراء، تعتبر الدفاع عن حقوق الإنسان في العالم قضية مقدسة، ولدينا اعتقاد راسخ بأن حقوق النساء هي حقوق الإنسان”.