في تأكيد للموقف التركي على ضرورة محاسبة قتلة الصحافي المغدور جمال خاشقجي، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم، الاثنين، إن بلاده تدرك جيداً الجهات التي تنادي بحرية الإعلام، وتحاول في الوقت ذاته التستر على جريمة مقتل خاشقجي من أجل المال، مؤكداً انتهاء أنقرة من استعداداتها للذهاب نحو تحقيق دولي في الجريمة.
وأوضح “أوغلو” بحسب “الأناضول” في كلمة خلال زيارته المركز الشبابي في بلدية إسطنبول الكبرى، أن بعض الدول الغربية تحاول التستر على جريمة مقتل خاشقجي، وتركيا تدرك أسباب محاولتهم هذه.
وتابع: “تعاملنا مع القضية بمبدئية، واتخذنا خطوات استراتيجية وعقلانية، وتقاسمنا المعلومات المتوفرة لدينا مع الجميع، والذين ارتكبوا الجريمة هم الآن في السعودية”.
وأضاف: “أقولها بصراحة تامة، هناك بعض الدول الغربية (لم يسمها) تسعى للتستر على هذه القضية، والذين يدعون الدفاع عن حرية الصحافة، هم أنفسهم الذين يحاولون التستر على جريمة مقتل خاشقجي”، لافتاً إلى أن بلاده أنهت استعدادها من أجل تحقيق دولي في ملف الجريمة، وأنها ستقدم على هذه الخطوة خلال الأيام المقبلة.
ومنذ الثاني من أكتوبر الماضي، باتت قضية مقتل خاشقجي من بين الأبرز والأكثر تداولًا على الأجندة الدولية.
وبعد 18 يوماً من الإنكار، قدمت خلالها الرياض تفسيرات متضاربة للحادث، أعلنت المملكة مقتل خاشقجي، إثر “شجار” مع أشخاص سعوديين، وتوقيف 18 مواطناً في إطار التحقيقات، من دون الكشف عن مكان الجثة.
وفي منتصف نوفمبر الماضي، أعلنت النيابة العامة السعودية أن من أمر بالقتل هو رئيس فريق التفاوض معه (من دون ذكر اسمه).
وفي 3 يناير الحالي، أعلنت النيابة العامة السعودية عقد أولى جلسات محاكمة مدانين في القضية، إلا أن الأمم المتحدة اعتبرت المحاكمة غير كافية، وجددت مطالبتها بإجراء تحقيق “شفاف وشامل”.
وفي 5 ديسمبر الماضي، أصدر القضاء التركي، مذكرة توقيف بحق النائب السابق لرئيس الاستخبارات السعودية، أحمد عسيري، وسعود القحطاني، المستشار السابق لولي العهد، محمد بن سلمان، للاشتباه بضلوعهما في الجريمة.