ابن زايد وابن سلمان حاصرا نفسيهما لا قطر.. الأمير تميم بجولة خارجية جديدة لزيادة مكاسب الدوحة المتنامية بفضل الأزمة

وطن- كما تأكد أن الحصار انقلب على مفتعليه وجاء بالفائدة على قطر، اتضح أيضا أن وليي عهد السعودية وأبوظبي قد حاصرا نفسيهما لا قطر، ففي الوقت الذي يغرقان فيه في مجابهة ملفات أوصلتهم للحضيض سياسيا على راسها قضية خاشقجي، ها هو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد يبدأ جولة خارجية جديدة لزيادة المكاسب القطرية التي تزايدت ونمت بفضل الحصار الجائر.

وفي مسعى لتعزيز الشراكة الاقتصادية مع عمالقة آسيا، يبدأ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني غدا، الأحد، جولة خارجية تشمل كوريا الجنوبية واليابان والصين، تجسيدا لرغبة قطر في فتح الأسواق وتعزيز النمو التجاري المتبادل مع شرق آسيا.

ورغم أن الدول الثلاث تعتمد اعتمادا رئيسيا على الغاز القطري، فإن المباحثات في الجولة ستتناول موضوعات أخرى، وستكون الشراكة الإستراتيجية في مجالات مختلفة على رأس أولويات الشيخ تميم في مباحثاته بالدول الثلاث، فضلا عن تبادل وجهات النظر بشأن مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وتبدأ الجولة بزيارة كوريا الجنوبية التي تربطها بالدوحة علاقات إستراتيجية وثيقة عمرها 45 عاما منذ تأسيس العلاقات بينهما عام 1974، حيث بلغ حجم التجارة المتبادلة بينهما 11.7 مليار دولار عام 2017، الصادرات القطرية منها تبلغ 11.2 مليار دولار.

وتزود قطر كوريا الجنوبية بـ11.5 مليون طن من الغاز الطبيعي، مما يجعل من سول أكبر وجهة لتصدير الغاز القطري، في حين تمتلك 15 شركة كورية تمثيلا في قطر، معظمها تعمل في البناء والهندسة وتشارك في 35 مشروعا مختلفا تبلغ قيمتها 12.4 مليار دولار.

ويعتقد سفير جمهورية كوريا الجنوبية لدى الدوحة تشانغ مو كيم أن زيارة أمير قطر تشكل دليلا واضحا على قوة العلاقات بين البلدين، خاصة وأنها الثانية خلال خمس سنوات، موضحا أن البلدين يتمتعان بالعديد من القواسم المشتركة، فكلاهما حقق تطورا اقتصاديا سريع الخطى في مدة قصيرة نسبيا.

المحطة الثانية

اليابان ستكون المحطة الثانية لجولة أمير قطر، ويشترك البلدان في مجالات عدة للتعاون، منها مشروع مشترك لاستخراج النفط في الولايات المتحدة المعروف بمشروع الممر الذهبي، كما يشتركان في أبحاث بيولوجية متطورة بمشروع الجينوم البشري منذ عام 2014.

ووفقا للإحصاءات الرسمية، بلغ إجمالي الصادرات القطرية لليابان نحو 11.6 مليار دولار في العام الماضي، أي بما يعادل 13.1% من إنتاج قطر من الغاز المسال، كما تشارك الشركات اليابانية في العديد من محطات تصدير الغاز في قطر مثل شركتي “ماروبيني” و”ميتسوي”.

المحطة الثالثة

أما المحطة الأخيرة للشيخ تميم فستكون الصين، التي تعد رابع أكبر شريك تجاري لقطر وثاني أكبر مصدر لوارداتها، في حين تعد قطر ثاني أكبر مصدر للغاز المسال إلى الصين، وتشهد العلاقات بينهما تطورا متسارعا، توّج بالإعلان مؤخرا عن تبادل إعفاء مواطنيهما من التأشيرة.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 10 مليارات دولار عام 2017، وهو ما يمثل 10.92% من إجمالي حجم التجارة الخارجية لدولة قطر، في ظل وجود العديد من الشركات الصينية التي تعمل في قطر، وبعضها تشارك في مشاريع إستراتيجية هامة مثل ميناء حمد ومشاريع مونديال 2022.

وتعمل في قطر حوالي 14 شركة مملوكة بالكامل للجانب الصيني، بالإضافة إلى 181 شركة تم تأسيسها بالشراكة بين الجانبين. ويعد المنتدى الاقتصادي القطري الصيني الذي عقد قبل شهرين لبنة إضافية في صرح علاقات الشراكة بين البلدين.

وتؤكد جولة أمير قطر اتساع جغرافيا العلاقات التجارية لبلاده منذ بدء الحصار عليها في يونيو 2017، كما تعد هذه الجولة الآسيوية الثانية له بعد جولته في أكتوبر 2017، والتي شملت ماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا، ووقع خلالها اتفاقيات تعاون عديدة.

وتواكب الجولة حزمة من التطورات لبيئة الاقتصاد والاستثمار في قطر بإصدار قرارات وقوانين من شأنها جذب الاستثمارات الخارجية وغيرها من التطورات التي من شأنها تعزيز العلاقات بين قطر والدول الآسيوية التي تشملها الجولة.

مسؤول قطري يكشف تفاصيل وأسرار “هجوم منتصف الليل” الذي نفذته دول الحصار على قطر

 

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث