والد الشقيقتين السعوديتين اللتين وجدتا جثتين مربوطتين ببعضهما في نهر بنيويورك يخرج عن صمته ويفجّر مفاجأة
وطن- في أول تعليق منه على تقرير الطب الشرعي في مدينة نيويورك، الذي دعم فرضية انتحارهما بعد الع أكتوبر / تشرين الأول الماضي، اتهم والد الفتاتين السعوديتين “تالا وروتانا الفارع” السلطات الأمريكية بالتواطؤ مع محقّق أمريكي في قسم الشرطة الذي كانوا يقطنون بجواره، بأنه على علاقة باختفاء الفتاتين وقتلهما.
ورفض والد الفتاتين ما جاء بتقرير الطب الشرعي الأمريكي الذي أعلن رسميًا الخميس الماضي، أن سبب الوفاة كان انتحارًا للشقيقتين في نهر “هدسون” في نيويورك.
وقال الوالد المكلوم إن لديه أدلة تثبت علاقة ذلك المحقق الأمريكي باختفاء الفتاتين وقتلهما.
وأضاف: “عندما أُعلن خبر وفاتهما، جاءت الشرطة إلينا وأبلغتنا باكتشاف الجثتين مربوطتين إلى وجهيهما، مؤكدين أنهما انتحرتا قبل أن يجري الطب الشرعي التحقيقات”.
وأصدرت شرطة فرجينيا بيانًا يؤكّد اختفاء الفتاتين، وبعدها بأسبوع أعلنوا وفاتهما وسط أحداث دراماتيكية ومعلومات متضاربة، بحسب الوالد المكلوم.
ونقلت صحيفة “سبق” السعودية عن الوالد شرحه لكيفية تعامل المحقق، والتهم التي وجهها للعائلة قائلًا: “في اليوم التالي اتصل بنا المحقق بالمنطقة التي نعيش بها ويدعى براندون ميلر، وأبلغنا بأنه سحب البلاغ وأودع الفتاتين في مكان آمن، وحاول استفزازنا بقوله إنه يعلم تعامل العرب السيئ مع أبنائهم ولم نرد عليه، وطالبنا برؤيتهما أو إعادتهما، ورفض ذلك مطالبًا بالتزام الهدوء، ووعد بإعادتهما خلال أسبوع”.
وتابع الأب: “بالفعل عاد إلينا بعد أسبوع، ولكن برفقة هيئة حماية الأطفال محاولًا اتهامنا بأننا عنفناهما، وتفقدت الفرقة الشقة ولم تجد أي أثر للتعنيف، بل إنهم استغربوا عدم أخذ الفتاتين أي شيءٍ من ممتلكاتهما، وبعد اقتناعهم أرسلوا إلينا تقريرًا بأن الأسرة بريئة من تهمة التعنيف”.
وقال الأب: “حاولنا التواصل بعد ذلك مع هذا المحقق لكنه رفض التجاوب، وطلب التوجه للمحكمة بحجة تحول القضية إلى هناك، وعندما ذهبنا للمحكمة لم نجد أثرًا للقضية، وكان واضحًا أن لديه سلطة قوية، وهذا واضح من تجاوزاته للقانون، حتى إننا حاولنا التواصل مع محامين في فيرجينيا؛ لرفع دعوى لكنهم يرفضون ويتهربون من قبول هذه القضية، ولا نعرف السبب مما أوقعنا في أزمة مع هذا المحقق المتسلط”.
و”بعد تصاعد الأزمة اضطر والد الفتاتين، للعودة إلى السعودية بعد أن ساءت صحته، حيث أجرى عملية قلب مفتوح، في حين واصلت الأم المكلومة البحث عن البنتين وسط اختفاء غريب لأي معلومة حولهما، وصمت مطبق للسلطات الأمريكية حول مكان وجودهما”، وفق رواية الأب.
ويعود الأب للحديث قائلًا: “حتى الضابط الآخر الذي تعاطف معنا خلال مراجعتنا قسم الشرطة اتهم المحقق بتجاوز القانون باحتفاظه بالفتاتين بهذه الطريقة، قالها لنا شفاهة ورفض طبعًا أن يكتبها في محضر التحقيقات”.
وأضاف: “لعل الصدمة التي تعرضنا لها عندما طلبنا رؤية الجثمانين في ثلاجة الأموات، وبعد تلكؤ من السلطات تم ذلك، وذُهلنا عندما وجدنا ضربات تملأ وجهَيهما، ولكمات تعرّضتا لها وبالذات الصغرى؛ ما يؤكد أنهما تعرّضتا لضرب مبرح قبل وفاتهما”.
ويستبعد الأب نظرية الانتحار متحدثًا عن دليل آخر قائلًا: “ابنتاي تخشيان البحر ولا تجيدان السباحة، والمكان التي ادعت السلطات أنهما انتحرتا فيه، وهو نهر هدسون مليء بالصخور ومستحيل أن تقفزا بتلك الطريقة، فضلًا عن الضربات المبرحة التي تعرضتا لها، ورغم ذلك قررنا أخذهما إلى السعودية حيث دفناهما هنا، ونحن في حالة يُرثى إليها من فقدان ابنتينا”.
كانت باربرا سامبوسن رئيسة مكتب الطب الشرعي قالت في بيان، إن الشقيقتين روتانا وتالا الفارع “ربطتا جسديهما ببعضهما بعضا قبل النزول إلى نهر هدسون بهدف الانتحار”، بحسب ما نقلت صحيفة “نيويورك بوست” الأمريكية.
وفي أكتوبر 2018، عثرت السلطات الأمريكية على روتانا (23 عاما) وشقيقتها تالا (16 عاما) جثتين هامدتين على ضفة نهر هدسون، فيما لم تظهر على جثتيهما أي كدمات تدل على تعرضهما للضرب.
وكانت الشابتان ترتديان ملابس سوداء، ومربوطتين من ناحية الكاحلين والخصر بشريط لاصق.
وحينئذ، رجحت الشرطة الأمريكية فرضية انتحار الشقيقتين، فيما أشارت وسائل إعلام محلية إلى احتمالية “تعرض الشقيقتين للقتل بسبب الشكل الذي ظهرت عليه جثتاهما”.
وفي إطار التحقيقات، زعمت شرطة مدينة نيويورك في نوفمبر / تشرين الثاني الماضي، تعرض الفتاتين “لسوء المعاملة من قبل أفراد العائلة”.
وقالت حينئذ، إن الشقيقتين “تفضلان إلحاق الأذى بنفسيهما عوضا عن العودة إلى السعودية”.
كما لفتت الشرطة إلى طلب الفتاتين اللجوء لدى الولايات المتحدة على خلفية الأسباب ذاتها، دون تقديم مزيد من التفاصيل، بحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.
بدورها، دحضت السفارة السعودية لدى واشنطن في نوفمبر، تقارير تتحدث عن تلقي الفتاتين أوامر بمغادرة الولايات المتحدة على خلفية طلبهما اللجوء.
وآنذاك، قالت المتحدثة باسم السفارة السعودية فاطمة باعشن على “تويتر”، إن “التقارير الأمريكية التي تحدثت عن طلب السفارة من الشقيقتين السعوديتين مغادرة الولايات المتحدة بسبب طلبهما اللجوء، خاطئة تماما”.
ووفقا لتقارير الشرطة، هربت الفتاتان من منزل عائلتهما في مدينة فيرفاكس بولاية فرجينيا جنوبي الولايات المتحدة، في 23 أغسطس / آب 2018، قبل أن تتم رؤيتهما للمرة الأخيرة في 24 أكتوبر / تشرين الأول من العام ذاته.