في أول رد من النظام السوري على رواية الأمير بندر بن سلطان، رئيس الاستخبارات السعودية السابق التي قال فيها أن الملك الراحل عبدالله عنف بشار الأسد وسبه خلال زيارة سرية للرياض في 2010، نفى برلماني تابع للنظام هذه القصة وكذب الأمير السعودي.
وكانت صحيفة “إندبندنت العربية” نشرت رواية الأمير أن الملك عبد الله التي كشف فيها استدعاء الأسد إلى الرياض لبحث تبعات تشكيل لجنة التحقيق الدولية في مقتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.
ويزعم بندر أن الملك كان غاضبا مما وصفه “خديعة بشار ومراوغاته، رغم وقوف السعودية إلى جانبه منذ اليوم الأول لتوليه الحكم”.
وتابع أن اللقاء كان بحضور الأمراء الراحلين سلطان بن عبد العزيز ونايف بن عبد العزيز -وبحضور الملك سلمان الذي كان أميراً في ذلك الوقت- وجاء الأسد ومعه وزير خارجيته فاروق الشرع.
وبعد حديث قصير من الأسد اتهم فيه اللبنانيين بأنهم يحاولون الإيقاع بينه وبين الملك، قال الأخير “بشار، أنا أعرف عمك قبل والدك، ثم عرفت والدك، ولا تستطيع أن تقول عنه أي شيء غير أنه صادق، لم يكذب أبدا. أما أنت، فكاذب ثم كاذب ثم كاذب، كذبت على بندر وكذبت عليّ، وأنا أسامح في كل شيء إلا من يكذبون عليّ”.
وتابع بندر حديثه أن بشار تفاجأ برد فعل الملك ورده، وقال مرتبكا “لكن يا جلالة الملك أنا رئيس العربية السورية.. أنا رئيس العربية السورية”. فقال عبد الله منفعلا “وإن كنت رئيس سوريا؟ أنت كاذب وليس عندي ما أضيفه. ثم قام الملك وخرج.
ويمضي الأمير السعودي “وبعد ذهابه (الأسد) ظننا جميعاً أنه سيرد ولن يرضى بما قيل له. لكن الجميع استغرب كيف ظهر القلق عليه، وثنى قدميه تحت الكرسي من القلق حين كان الملك يقول له أنت كذاب كذاب كذاب”.
ورد أمين سر مجلس الشعب السوري خالد العبود على هذه الرواية بقوله في مقال على صفحته على فيسبوك “تناقلت بعض وسائل الإعلام خبر لقاء ماض بين سيادة الرئيس بشار الأسد والملك عبد الله، استناداً لكلام صرّح به الأمير بندر بن سلطان، يزعم فيه أنّ الملك السعودي” استدعى الرئيس وقال له كلاماً شديد اللهجة، وأنّه تعامل معه تعاملا لا يرتقي لمستوى رئيس دولة.
وبعد سرد تفاصيل رد فيها على رواية بندر، خلص العبود إلى أن استعراضه لهذه التفاصيل الدقيقة جاء ليؤكد أنه لم تكن هناك زيارة في هذا التاريخ للرئيس إلى الرياض، وأن ما جاء في التفاصيل التي ذكرها الأمير مجرد “افتراء واضح وجلي”.
ويدلل العبود على كلامه بقوله إن من يتابع تفاصيل ادعاء الأمير السعودي يرى هناك كلمة مرت على لسانه، مدعيا فيها أن الرئيس الأسد قالها أكثر من مرة للملك حين كذبه الملك، والجملة هي قوله “أنا رئيس العربية السورية”.
ويوضح “من يعرف الأدبيات السياسيّة واللغة الخاصة بالأسد يدرك جيّدا أنّ هذه الجملة ليست من وعائه الثقافي، وإنما هي جملة خاصة بالمملكة وثقافة مسؤوليها، فهم الذين يقولون العربية السعودية، أما نحن فلا يستقيم لنا أن نقول: الدولة العربية السورية”.