“ابن سلمان” يسمح لقناة “إنجيلية” أمريكية بتصوير أول فيلم وثائقي عن الآثار والكنائس بالسعودية
شارك الموضوع:
بعد أقل من شهرين من كشف تكليف النظام السعودي لشركة مصرية بناء أول كنيسة في المملكة في أعقاب إقامة أول قداس مسيحي بها، كشفت مصادر مطلعة أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وافق على تصوير فيلما وثائقيا لرصد الآثار المسيحية والكنائس في المملكة.
وقالت المصادر إن “ابن سلمان” وافق على استقبال طاقم تصوير من شبكة البث المسيحية الانجيلية الأمريكية ( سي ب ان) بغرض انجاز فيلم وثائقي حول آثار الدين المسيحي والكنائس الموجودة في السعودية، وذلك بغرض الترويج أن المملكة تؤمن بالتسامح الديني والتعايش السلمي.
وأكدت المصادر نفسها أنه تم تكليف السفارة السعودية في واشنطن بالعمل على تسهيل مهمة الفريق، وأن التاريخ المقترح لزيارة المملكة خلال هذا الشهر فبراير (شباط) أو مارس (آذار) المقبل على أن يكون الفيلم الوثائقي جاهزا قبل عيدي الفصح في 21 أبريل/ نيسان المقبل.
وكان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان ، التقى في الرياض في نوفمبر/ تشرين الماضي بمسيحيين إنجيليين أمريكيين في خطوة نادرة تأتي في ظل مساعي المملكة لإظهار نمزيد من الانفتاح على العالم وإصلاح صورتها على صعيد التسامح الديني.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي كشفت مصادر مصرية مطلعة عن قيام الحكومة السعودية بإسناد مشرع إقامة أول كنيسة في السعودية لشركة “المقاولون العرب” المصرية.
وقالت المصادر المصرية إن إسناد هذا المشروع لشركة “المقاولون العرب”، يأتي لخبرتها الطويلة في بناء وترميم دور العبادة المصرية في الداخل والخارج.
وأكدت المصادر على أنه من تقرر بناء أول كنيسة في المملكة خارج النطاق العمراني لمكة المكرمة والمدينة المنورة، وذلك في أعقاب ما تم كشفه بمحاولة “ابن سلمان” الضغط على علماء السعودية لإقناع الناس بأن مصطلح “جزيرة العرب” يقصد به “مكة والمدينة” فقط للالتفاف على الحديث النبوي الشريف “لا يجتمع دينان في جزيرة العرب”.
ووفقا للمصادر فإن الحكومة السعودية تفاضل بين العاصمة الرياض، ومدينة “نيوم”، شمال غربي المملكة، كموقع لاحتضان الكنيسة، وسط تكتم على تكلفة المشروع، وذلك وفقا لما نقله موقع “الخليج الجديد”.
يشار إلى أن السعودية لا يوجد بها أية كنائس أو دور عبادة لغير المسلمين، إذ تحظر المملكة بناءها، استنادا لآراء وفتاوى رجال الدين في البلاد.
وفي الشهر نفسه، شهدت السعودية أول قداس في المملكة، أقامه مطران مدينة شبرا الخيمة المصرية الأنبا “مرقس”، في أحد بيوت الأقباط في الرياض، وحضره عدد كبير من المسيحيين في البلاد.
وأكد راعي كنيسة العذراء المصرية في مسطرد (شمالي القاهرة)، القمص “عبدالمسيح بسيط”، في مداخلة مع إذاعة “بي بي سي” البريطانية، اقتراب بناء أول كنيسة في السعودية، ووصف هذا التطور بأنه “خطوة ما كنا نحلم بها ولم تكن على البال ولا على الخاطر”.
وفي وقت سابق، أعرب بابا الأسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية البابا “تواضروس الثاني”، في تصريحات متلفزة عن رغبته وأمنيته في إقامة كنيسة في المملكة العربية السعودية، متسائلا: “لما لا نقيم كنيسة في السعودية، ما الذي يمنع إقامتها؟”.
وكان البابا “تواضروس الثاني” قد التقى العاهل السعودي الملك “سلمان بن عبدالعزيز”، خلال زيارته للقاهرة في أبريل/نيسان 2016.
كما التقى الملك “سلمان” وولي عهده البطريرك الماروني “بشارة الراعي” بالرياض في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، في زيارة وصفت آنذاك “بالتاريخية”.
وفي مارس/آذار 2018، زار ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان”، الكاتدرائية المرقسية في العباسية، وسط القاهرة، وهو أرفع مسؤول سعودي يقوم بهذه الخطوة.
وأواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كشف “جويل روزنبرغ” أحد أشد المسيحيين الإنجيليين الأمريكيين دفاعا عن (إسرائيل)، أنه تلقى وعدا من “بن سلمان” خلال لقائه به في الرياض، بفتح كنائس في المملكة.
وأوضح “روزنبرغ” الذي ترأس وفدا مسيحيا إنجيليا لزيارة السعودية للمرة الأولى في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن “بن سلمان” أخبر الوفد أنه لا يمكن الآن السماح بفتح كنائس في بلاد الحرمين، على اعتبار وجود حديث نبوي شريف يقول: “لا يجتمع دينان في جزيرة العرب”.
غير أن ولي العهد السعودي وعد “روزنبزغ” أنه سيطلب من علماء الدين في بلاده إشاعة أن جزيرة العرب الواردة في الحديث تعني فقط “مكة والمدينة”، ما يسمح لاحقا بفتح كنائس في البلاد.