“فايننشال تايمز”: احتجاجات الجزائر تذكر بأيام حسني مبارك الأخيرة حيث أُجبر على الاستقالة المهينة
شارك الموضوع:
وطن- قال أندرو إنغلاند الكاتب لدى “فايننشال تايمز” البريطانية في مقال له إن الرد على أسابيع من الاحتجاجات في الجزائر يماثل الكيفية التي رد بها النظام المصري في 2011 على المظاهرات الشعبية آنذاك.
ويضيف أن صدى الانتفاضات العربية 2011 يتردد حاليا بالجزائر، حيث يتشبث زعيم مسن (عبد العزيز بوتفليقة) بالسلطة بينما تنزل أعداد كبيرة من الناس إلى الشوارع مطالبين بألا يسعى الرئيس المريض لفترة أخرى.
وكان رد الزعيم البالغ 82 عاما بالقول إنه “سمع النداء العاطفي” أثناء تلقيه العلاج الطبي بجنيف -ووعد بعقد مؤتمر وطني بعد الانتخابات وتحديد موعد لانتخابات أخرى لن يشارك فيها- يذكَرنا -يقول الكاتب- بأيام حسني مبارك الأخيرة بالسلطة في مصر عام 2011 حينما حاول استرضاء المتظاهرين بالوعد بتشكيل حكومة جديدة وإكمال فترة ولايته والعمل من أجل الانتقال.
وقال الكاتب إن الوقت كان متأخرا جدا على مبارك الذي أُجبر على الاستقالة المهينة وإنهاء حكمه الذي استمر ثلاثين عاما.
مسار مماثل
وأشار إلى أن النظام الجزائري يبدو الآن وهو ينزلق في مسار مماثل، إذ فشلت تعهدات بوتفليقة في وقف الاحتجاجات في أسبوعها الثالث مع سعي النخبة الحاكمة للرد على أكبر مظاهرات منذ عقود.
ومع ذلك -يقول إنغلاند- فإن تاريخ الجزائر وثقافتها يعنيان أيضا أنها تقف بعيدا عن جيرانها. فهي الدولة العربية الوحيدة التي لا تزال تحكمها حركة تحرير سابقة (جبهة التحرير الوطني) وهي مما أبقت حرب الاستقلال الوحشية مع فرنسا التي تعاملت مع الدولة الواقعة بشمال أفريقيا كمقاطعة أكثر من كونها مستعمرة.
الجزائريون يعدون العدة لـ”جمعة الكرامة”.. “شاهد” مظاهرات طلابية حاشدة والامن يغلق محطة مترو وسط العاصمة
إن الفكرة القائلة إن الخوف من العودة إلى ماضي الجزائر العنيف سيحول دون تعبئة الجماهير قد قُضي عليها، كما أنه لا يُنظر إلى هذه الاحتجاجات على أنها مجرد هجوم شخصي ضد بوتفليقة، وإنما تعبير عن الغضب ضد النظام الاستبدادي الغامض الذي أخطأ في التقدير من خلال الاعتقاد بأنه يمكن أن يفرض رجلا عاجزا جدا للمرة الخامسة على التوالي.
كلاسيكي
ووصف الكاتب الوضع في الجزائر بأنه مثال كلاسيكي على عصبة حاكمة (الأخ الأصغر لبوتفليقة “سعيد” وقادة الجيش ورجال أعمال) يسيء قراءة المزاج العام بشكل مخيب للآمال.
وحتى الآن، كانت الاحتجاجات سلمية لحد كبير، حيث بدا أن المتظاهرين وقوات الأمن حذرون من رفع المخاطر إلى مستوى خطير. لكن الخبراء يقولون إنها لحظة فاصلة كشفت النظام المتهالك الذي كان موجودا خلف واجهة من المشهد السياسي الذي يضم عددا من الأحزاب.
تعويل على الجنرال
وذكر المقال أن من يعتقدون بإمكانية إجراء انتخابات الشهر المقبل قليلون للغاية، مشيرا إلى أن الكثير يمكن أن يعتمد على المحارب القديم الجنرال أحمد قايد صلاح رئيس أركان الجيش، وكما هو الحال في مصر: الجيش هو القوة الرئيسية وراء السياسيين.
ويختم إنغلاند مقاله بأنه من غير المعروف إن كانت للجيش خطة طوارئ، ونسب إلى الخبير بالشؤون الجزائرية هغ روبرتس قوله “إنهم يفعلون ذلك عادة” ولكن إن لم يكن “فإنهم يواجهون معضلة حقيقية”.