في كلمة تصالحية وتعكس بداية تحول مهم في وجهة نظر الجيش للأحداث التي تعيشها البلاد وبالتزامن مع الأنباء شبه المؤكدة عن عودة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للجزائر، أكد قائد أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، على أن هناك تعاطف وتضامن ونظرة واحدة للمستقبل، تجمع بين الجيش والشعب.
وقال “صالح” في كلمة له كلمة أمام قيادات وطلاب بمدرسة عسكرية للمهندسين، بمنطقة الرويبة، بالعاصمة الجزائر:” “تجمع بين الشعب والجيش كل مقومات الود والتعاطف والتضامن، وكل مقومات النظرة المستقبلية الواحدة لجزائر الغد”.
وفي نفس السياق، أكد قائد أركان الجيش، أن “حوافز توحيد الرؤية حول مستقبل الوطن موجودة (الجيش والشعب) وتصنعها الرؤية المشتركة للتاريخ والحاضر ومستقبل الجزائر.
ولفت إلى أن الشعب يعرف خفايا عالم لا يرحم، يطبعه الغليان، ويموج بالعديد من الأحداث والمتغيرات الطاغية والمدبرة”.
وأوضح ” صالح” أن “الشعب برهن اليوم عن قدر كبير من الغيرة على وطنه، وعن قدر عالٍ من الحرص على صورته وسمعته بين الأمم”.
وتابع “إنني أعلم علم اليقين أن الشعب الجزائري الأصيل والواعي، الذي برهن في كافة الأوقات والظروف على أنه شعب مواقف، عرف وسيعرف كيف يحافظ على وطنه، ولا شك أن الجزائر محظوظة بشعبها ولا شك أن الجيش الوطني الشعبي محظوظ بشعبه”.
وتزامنت تصريحات قائد الجيش مع تصاعد لحراك شعبي ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة في انتخابات 18 أبريل/ نيسان القادم.
ومنذ إعلان ترشح بوتفليقة، في 10 فبراير/شباط الماضي، تشهد البلاد احتجاجات وتظاهرات رافضة كانت أقواها الجمعة الماضية، بمشاركة مئات الآلاف في مظاهرات غير مسبوقة وصفت بـ”المليونية” ضد ولاية خامسة لبوتفليقة.
ويعد هذا الخطاب الثالث لقائد أركان الجيش منذ بدء الحراك الرافض لولاية خامسة لبوتفليقة، حيث أخدت تصريحاته سابقا على طابع تحذيري من الظرف الذي تعيشه البلاد، لكنه لأول مرة يؤكد صراحة وجود ما أسماه “تضامنا وتعاطفا” بين الجيش والشعب..