“ملتحون أشرار ومتخلفون”.. ابن زايد اقترح على واشنطن برنامج اغتيالات سري لتصفية قادة طالبان
شارك الموضوع:
وطن- فجر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني مفاجأة من العيار الثقيل بكشفه عن مقترح قدمه ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد لواشنطن بشأن تنظيم برنامج اغتيالات سري يستهدف كبار القيادات في طالبان.
وبحسب الموقع قدم ابن زايد مقترحه أثناء لقائه بوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في وقت مبكر من هذا العام، وتحديدا أثناء زيارة بومبيو إلى الإمارات في الثاني عشر من يناير، وسط خلافات بين الاثنين بشأن تقدم محادثات السلام بين مفاوضين من الولايات المتحدة ومن طالبان.
وبحسب مصدر توفرت لديه معلومات مفصلة عن اللقاء، أخبر ابن زايد بومبيو بأن واشنطن تخاطر بالسماح لأفغانستان بأن تسقط مرة أخرى في أيدي “الملتحين الأشرار والمتخلفين” واقترح استئجار مرتزقة لقتل زعماء الطالبان بهدف إضعاف الموقف التفاوضي للمجموعة.
وبحسب مصدر ميدل إيست آي حذر ابن زايد بومبيو كذلك من أن سحب القوات الأمريكية من أفغانستان يهدد بإعادة عقارب الساعة إلى عام 2001، إلى ما قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للإطاحة بحكومة الطالبان في كابول.
تأمل الولايات المتحدة من أن الصفقة يتم التفاوض عليها مع الطالبان، الذين يستمرون في محاربة الحكومة الأفغانية والقوات الدولية، يمكن أن تسمح لها قبل نهاية عام 2019 بالبدء في سحب ما يقرب من أربعة عشر ألف جندي مازالوا في البلاد.
بدلاً من ذلك، اقترح محمد بن زايد تنظيم وتمويل عملية على نمط عمليات “بلاكووتر” لشن حملة اغتيالات ضد قيادات الصف الأول لطالبان وذلك لمنعهم من تحقيق مطالبهم السياسية الأساسية، حسب ما قال المصدر.
السياسي الأفغاني روح الله عمر: أبوظبي طلبت اغتيال قادة طالبان
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد نشرت تقريراً في عام 2011 جاء فيه أن كتيبة تتكون من ثمانمائة مقاتل أجنبي جيء بهم إلى الإمارات العربية المتحدة.
كما أرسلت الإمارات العربية المتحدة مرتزقة أجانب للقتال كجزء من التحالف الذي تقوده السعودية داخل اليمن، حيث نفذت برنامج اغتيالات استهدف زعماء الإصلاح، الفرع المحلي لجماعة الإخوان المسلمين.
وفي أكتوبر من العام الماضي، كشف أبراهام غولان، وهو مقاول أمني يحمل جنسية إسرائيلية مجرية مزدوجة، عن تفاصيل برنامج الاغتيالات، وذلك في حديث مع موقع “بازفيد نيوز” الإخباري.
فقد وظفت الإمارات العربية المتحدة جنوداً سابقين في القوات الخاصة للقيام بمهام معينة، كما ورد في تقرير بازفيد.
ووصف المصدر في تصريحه لميدل إيس آي مقترح ابن زايد باستهداف زعماء الطالبان حتى أثناء إجراء المحادثات معهم بأنه نسخة طبق الأصل بما فعله الإماراتيون ضد زعماء الإصلاح في اليمن.
وقال: “إنه نفس التكتيك: اقتل وتحدث”.
وبحسب الموقع يبدو أن زعماء طالبان على دراية بمقترح ابن زايد القيام باغتيال القيادات العليا في الجماعة، إلا أن ناطقاً باسم طالبان في الدوحة قال إنه ليس بإمكانه التعليق على مدى صحة هذا الزعم.
وقال: “أي تهديد وابتزاز من أي نوع ومن أي مصدر سوف يُنهي الفرصة المتاحة حالياً للتوصل إلى سلام وسوف ينجم عنه حالة من عدم الثقة غير قابل للإصلاح”.
وأفاد المصدر في حديثه مع ميدل إيست آي أن محمد بن زايد انزعج كذلك من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ديسمبر أنه يرغب في سحب جميع القوات الأمريكية الموجودة في سوريا وتعدادها ألفا مقاتل.
حينما التقى بومبيو وجون بولتون، مستشار ترامب للأمن القومي، مع ولي عهد أبوظبي، كانا يشاركان في جولة في المنطقة شملت عشر بلدان لطمأنة الحلفاء والتخفيف من روعهم حيال التداعيات المحتملة للانسحاب الأمريكي المفاجئ من سوريا.
قبل ذلك بيومين، وفي كلمة رئيسية ألقاها في القاهرة، تعهد بومبيو “بطرد كل مقاتل تابع لإيران” من سوريا.
إلا أن خطابه، الذي صمم في الأساس ليشكل هجوماً على سياسات باراك أوباما في الشرق الأوسط، قرئ فيه تراجع ضمني عن إعلان ترامب في ديسمبر بأن جميع القوات الأمريكية في سوريا سيتم سحبها خلال ثلاثين يوماً، وهو الإعلان الذي نجم عنه صدام مع تركيا وكذلك استقالة ماتيس، وزير الدفاع في إدارة ترامب.
ما فعله محمد بن زايد هو التأكيد على نفس الرسالة في حديثه مع بومبيو، حيث قال لوزير الخارجية الأمريكي: “أنتم تتركون سوريا لتكون تحت هيمنة الإيرانيين والأتراك وهذا سيجلب الجميع تارة أخرى. سوف يتصرفون ضدكم وضد مصالحنا”.
ومد محمد بن زايد في يده جزرة، حينما قال إنه إذا ما تراجعت الولايات المتحدة عن قرارها فإن الإمارات العربية المتحدة ستكون على استعداد لتمويل تكلفة إبقاء القوات الأمريكية في سوريا من ميزانيتها الخاصة.
رفضت الخارجية الأمريكية التعليق حينما تواصل معها موقع ميدل إيست آي، الذي طلب أيضاً من الحكومة الإماراتية التعليق ولكن لم يصله منها رد حتى وقت النشر.
أبناء زايد تجاوزوا الكلاب في النتانــــة والكلبية التي لايشاركهم فيها غير أبناء زايد…