وطن- كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أن زعيم تنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي، يتفادى الأجهزة الإلكترونية إلى أقصى حد ممكن، ويفضل نقل رسائله عن طريق أشخاص يتولون المهام بكل دقة.
وأكد مسؤولون عراقيون للصحيفة الأميركية أن البغدادي يتحرك في سيارة واحدة فقط حتى لا يسترعي تنقله أي انتباه، ولا يثق سوى في دائرة محدودة من المساعدين الأمر يجعل اصطياده أمرا معقداً.
ورصدت واشنطن مكافأة قدرها 25 مليون دولار لكل من يدلي بمعلومات عنه.
وحرص البغدادي على التواري عن الإعلام، فمنذ الخطبة التي ألقاها في مسجد النوري، لم يعد إلى الظهور بشكل مصور حتى لا يقدم أي خيط لأعدائه.
وبسبب هذا الحذر من التكنلوجيا، لم يستطع البغدادي أن يواكب عمليات التنظيم الإرهابي بشكل يومي، لأنه غير قادر على الاتصال بشكل دائم، وبالتالي، فإن اعتقاله أو مقتله، لن يؤديا إلى تحول كبير.
داعش فاجئ الجميع.. “17” مفخخة و”300″ مقاتل استطاعوا تهريب أبو بكر البغدادي من الموصل
وتبعا لهذا، يرى الجنرال في الجيش الأميركي جوزيف فوتيل، أنه لا ينبغي أن يُولى أبوبكر البغدادي قدرا كبيرا جدا من الأهمية، فـ”بدلا من التركيز على الأفراد، يتوجب استهداف المنظومة بكاملها”.
وفي كل الحالات، يرى المصدر أن مقتل البغدادي سيكون محطة فارقة في مسار التنظيم، كما أنه سيؤدي إلى طرح أسئلة شائكة حول مستقبل المتشددين الذين تكبدوا أسوأ خسائرهم مؤخرا في سوريا جراء فقدان جيب منطقة الباغوز في محافظة دير الزور، شمال شرقي سوريا، قبل أيام.
وبعد انهيار “داعش” على الأرض وفقدانه الأراضي التي كان يسيطر عليها ويجني منها العائدات المالية، تحوم الأسئلة في الوقت الحالي حول الطريقة التي سينشط بها عناصر التنظيم في كل من العراق وسوريا.
وتتراوح خيارات “داعش” بين محاولته رص الصفوف حتى يبسط سيطرته مجددا على بعض الجيوب، لا سيما أن الوضع الأمني لم يستقر بعد في سوريا والعراق، أما السيناريو الآخر فهو أن يكتفي المتشددون بأساليب حرب العصابات، بهجمات انتحارية أو اشتباكات من حين لآخر.