كاتب قطري: هل ستربط السعودية منحة المليار دولار للعراق برفع الظلم الطائفي عن أهل السُنة ؟!
وطن- علق الكاتب القطري فيصل بن جاسم آل ثاني، على خطوة السعودية المثيرة للجلد افتتاح قنصلية لها في بغداد وتقديم منحة للعراق بقيمة مليار دولار بعد عقودا من التوتر مع بغداد.
وتساءل “آل ثاني” في تغريدة له على حسابه الرسمي بتويتر رصدتها (وطن):”هل ستربط منحة المليار دولار وغيرها برفع الظلم الطائفي عن أهل السُنة العرب وتفرض حمايتها على السُنة من القتل والإبادة”
وتابع منتقدا سياسة المملكة وابن سلمان:”هل ستتحدث عن الفظائع في حق السُنة وانتهاك حقوقهم من منظور طائفي وتعمل على رفعه، على الأقل تفعل ما تفعله إيران من فرض وصايتها وحمايتها للشيعة بما فيهم شيعة السعودية”
وكان العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وجه ببناء مدينة رياضية في العراق كهدية للشعب العراقي، إضافة إلى تقديم منحة قيمتها مليار دولار “للمساهمة في تنميته لتكون المملكة شريكا أساسيا في نهضة العراق”.
السعودية ترفع تمثيلها الدبلوماسي في سوريا والعراق.. قريباً
وفي أعقاب افتتاح القنصلية السعودية في بغداد، وقع البلدان حزمة من الاتفاقيات الاقتصادية ومذكرات التفاهم، أبرزها مذكرة ستقوم السعودية بموجبها بتزويد العراق بالطاقة الكهربائية، كما شملت عدة مجالات منها الطاقة والتعليم والصحة والتجارة وغيرها، ومن المقرر أن ينتهي العمل في منفذ عرعر الحدودي بين البلدين بعد 6 أشهر من الآن، فيما يمضي العمل قدما لبناء المدينة الرياضية.
لكن المثير في الموضوع، أن المرحلة التي قد تعتبر نقطة تحول في العلاقات بين البلدين، جاءت بعد فترة من الشد والجذب على المستوى السياسي والدبلوماسي، وصلت إلى حد تصريح مسؤول سعودي في أبريل/نيسان 2017 بأن “تعيين سفير سعودي جديد في بغداد هو أقصى ما يمكن توقعه على المدى القريب، أما الملفات الأخرى مثل فتح المنفذ الحدودي والاستثمارات وإلغاء الديون، فلا يمكن التفكير بها جديا في الوقت الحالي حتى يتم التأكد من سيطرة الحكومة العراقية على أسلحة المليشيات الطائفية وتحركاتها، وإثبات قدرتها على وضع حد للنفوذ الإيراني في العراق”.
في هذا التوقيت، كان الحديث عن تدفق الاستثمارات السعودية إلى العراق حلم يراود حكومة بغداد القابعة تحت وطأة الأزمات المالية، ولم يترجم اجتماع دبلوماسي في الرياض، حينها، إلا بمجرد اتفاق على تشكيل مجلس تنسيق مشترك والامتناع عن التصريحات العدائية المتبادلة.
ورغم أن إيران تُتهم دوما بأنها دخلت العراق من الباب الطائفي، فإن اللعب على وتر الطائفية لم يغب عن أذهان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي سعى في بداية ظهوره على الساحة إلى استقطاب بعض الشيعة العرب في العراق، والمعروفين بالاعتدال في علاقاتهم مع طهران، مثل مقتدى الصدر، الذي استقبله ابن سلمان في أواخر يوليو 2017.
لكن يبدو أن التوجه السعودي الجديد نحو العراق لم يكن وليد اللحظة، بل سبق ذلك بنحو عام، وفق تقرير نشرته مجلة “الإيكونوميست” البريطانية في مارس 2018، أكد أنه بعد عقود من القطيعة يبدو أن السعودية قررت العودة مرة أخرى من باب الاقتصاد، مدللا على ذلك بافتتاح عملاق البتروكيماويات السعودية “سابك” مكاتب في بغداد، واستئناف رحلات جوية مباشرة، فضلا عن تعهدات المملكة بمؤتمر إعمار العراق في الكويت قبلها بشهر بمليار و500 مليون دولار منح وقروض للعراق.