بعد خلوة روحية غير مسبوقة .. بابا الفاتيكان يقبّل أقدام زعماء جنوب السودان
وطن- ركع البابا فرانشيسكو بعد خلوة روحية غير مسبوقة في الفاتيكان، لتقبيل أقدام زعماء جنوب السودان المتحاربين السابقين، وحثهم على عدم العودة إلى الحرب الأهلية.
وحث البابا رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت ونائبه السابق الذي تحول إلى زعيم للمتمردين رياك مشار وثلاثة نواب آخرين للرئيس، على احترام الهدنة والالتزام بتشكيل حكومة وحدة الشهر المقبل.
وقال في كلمة مرتجلة “أطلب منكم كأخ أن تبقوا في سلام.. أنا أطلب منكم من قلبي.. دعونا نمضي قدما.. ستكون هناك العديد من المشكلات لكنها لن تتغلب علينا.. حلوا مشاكلكم”.
رقص وعُري أمام بابا الفاتيكان ثم دعوة لتقديم مساعدات عاجلة للجياع في جنوب السودان “شاهد”
ويبدو أن القادة انتابتهم الدهشة لأن البابا (82 عاما) الذي يعاني من ألم مزمن في الساق، كان يعاونه مساعدوه وهو يركع بصعوبة لتقبيل أقدام الزعيمين الخصمين وعدة أشخاص آخرين في الغرفة.
وأصبحت دعوته أكثر إلحاحا مع تزايد القلق في جنوب السودان من أن تتسبب الإطاحة بنظام عمر البشير اليوم الخميس في السودان المجاور، في تقويض اتفاق السلام الهش الذي أنهى الحرب الأهلية التي استمرت لخمس سنوات في جنوب السودان.
وجمع الفاتيكان زعماء جنوب السودان على مدى 24 ساعة من الصلاة والوعظ في مقر إقامة البابا، في محاولة لرأب الانقسامات المريرة قبل التشكيل المقرر لحكومة وحدة.
وقال البابا باللغة الإيطالية بينما كان أحد مساعديه يترجم حديثه إلى الإنجليزية “ستكون هناك صراعات وخلافات فيما بينكم، ولكن احتفظوا بها بينكم، داخل المكتب، إذا جاز التعبير.. لكن أمام الناس، ضعوا أيديكم في أيدي بعض لتأكيد الوحدة.. لذا، كمواطنين بسطاء، ستصبحون آباء للأمة”.
وبعد عامين من انفصال جنوب السودان عن شماله عام 2011 اندلعت فيه حرب أهلية عندما أقال الرئيس سلفاكير (قبيلة الدينكا) نائبه مشار (قبيلة النوير) من منصبه.
وقُتل نحو 400 ألف شخص ونزح نحو ثلث سكان البلاد البالغ عددهم 12 مليون نسمة، مما تسبب في اندلاع أسوأ أزمة لاجئين بأفريقيا منذ الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.
محمد بن زايد يقبل قدم البابا والبابا يقبل رجل سيلفاكير.
ضاعت هيبة الإسلام