سعود القحطاني وعد بـ”اغتصابها” ثم تقطيع جسدها.. الغارديان: ما جرى مع لجين الهذلول مرعب وصادم
تحت عنوان ” ما فعلوه كان مرعبا: الإسكات الوحشي لناشطة نسائية”، نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تحقيقاً أعدته روث ميكالسون، للحديث عن لجين الهذلول الناشطة السعودية المعتقلة في سجون ابن سلمان.
والغريب واللافت حسب تحقيق الغارديان أن الناشطة السعودية الذي جرى شيطنتها تعد في خارج بلادها رمزا للمقاومة والدفاع عن حقوق المرأة، ولكنها تعتبر في السعودية تهديدا على أمن البلاد.
ونقلت عن شقيقها وليد الهذلول الذي يعيش في كندا حيث بقي هناك لتجنب حظر السفر الذي فرض على عائلتها بعد اعتقالها العام الماضي، قال إن لجين كانت تحب طرح الأسئلة “ودائما ما أشارت إلى النفاق الذي يحيط بحظر قيادة المرأة للسيارة وحاولت فهم سبب منع المرأة من سياقة السيارة، وظلت تطرح أسئلة”.
وعندما تم توقيفها وهي تقود سيارتها في الإمارات ورحلت إلى السعودية، كان حكام السعودية قد بدأوا آخر جهودهم الوحشية لإسكاتها كما تقول ميكالسون. واحتجزت لثلاثة أيام ثم أطلق سراحها وبعد ذلك اعتقلت من بيت أهلها في الرياض. وعصبت عيناها ووضعت في صندوق السيارة وأخذت إلى مركز الاعتقال الذي وصفته بـ”مكان الرعب” وفيه عذبت وهددت بالاغتصاب والقتل، وهي معتقلة منذ أكثر من عام.
ومع لجين الهذلول اعتقلت 10 نساء أخريات في حملة استهدفت النساء الناشطات اللاتي دافعن عن حق المرأة في قيادة السيارة. وضمت الاعتقال الناشطة المخضرمة عزيزة اليوسف وإيمان النجفان. وهو ما دعا ناشطي حقوق الإنسان لوصف حملة القمع السعودية بأنها “عام العار” وتم فيه اعتقال الدعاة والصحافيين والكتاب والناشطين أيضا. وتم تقديم 11 منهن للمحكمة بتهمة “القيام بنشاط قوض أمن واستقرار والسلام الاجتماعي للمملكة” ووسط اتهامات بالتواصل مع دبلوماسيين أجانب وصحافيين. وأفرج عن سبعة منهن بكفالة إلا أن وليد الهذلول لا يتوقع نفس المعاملة لشقيقته.
ويقول المراقبون إن الهذلول حصلت على معاملة سيئة في السجن لدورها القيادي كناشطة انثوية، حيث نظر لعملها كصفعة في وجه الرواية التي تروج إليها المملكة وهي أن التغيير يأتي من القمة. ومع استمرار المحاكمة لا أحد يعرف الطريقة التي سينتهي فيها سجنها.
وتقول هالة الدوسري، الناشطة السعودية في حقوق الإنسان والباحثة في مركز حقوق الإنسان والعدالة الدولية بجامعة نيويورك، إن تقديم النساء للمحكمة هو “بمثابة ردع وتم معاملتهن لتقديم مثال لأي امرأة تفكر بعمل نفس الشيء”.
وبحسب “أمنستي إنترناشونال” فقد اعتقلت النساء لمدة شهر في مكان مجهول وتعرضن للتعذيب والصعق الكهربائي والتعذيب الجسدي والنفسي. ويقول وليد إن لجين بعد شهر من اعتقالها اتصلت بعائلتها من فندق بجدة “وكلما سأل الوالدان عن وضعها كانت ترد بأنها لا تستطيع الإجابة. وعلى ما يبدو كان هناك شخص يلقنها ما تقول”.
وترى الدوسري أن الهذلول استهدفت تحديدا من بين الناشطات و”تعرضت للتعذيب الجسدي وهي في الاحتجاز. وهو ما يكشف عن وعي الدولة بتأثيرها وما تمثله من قوة موجهة للمجتمع الذي يرتبط بها وبطموحاتها”.
ويقول وليد إن سعود القحطاني، المستشار سيء السمعة لولي العهد محمد بن سلمان زارها في المعتقل للإشراف على تعذيبها، و”حضر إحدى الجلسات وقال لها: سأقتلك وأقطعك وأرميك في مياه المجاري وقبل ذلك سأغتصبك”.
ويواصل وليد قائلا إن شقيقته لا تزال قلقة على حال المرأة في خارج السجن لا على وضعها. ويقول: “حتى في السجن ومع أنها لم تشاهد المرأة عندما سمح لها بقيادة السيارة في السعودية ظلت تسألني عن شعورهن وإن كن يستمتعن بحق القيادة”. مضيفا: “كانت تفكر فيهن رغم كونها في السجن وهو مكان لا تفكر فيه بالآخرين” و”لم تتخل عن مبادئها، حيث اعتبرت أنه حق أساسي، وهي هناك تفكر بالآخرين.
وهذه هي شخصيتها، فهي تهتم بالآخرين أكثر من اهتمامها بنفسها”.
وتقول روزة خان، الصديقة التي التقت لجين في جامعة بريتش كولومبيا بفانكوفر، إنها “كانت دائما صريحة بضحكة المسكرة التي تجعل الرؤوس تدور. وهي دائما واثقة من نفسها ومطلعة جدا. ولم تخش إبداء رأيها، وكان امرا مثيرا أن تكوني صديقة مع شخص مثلها”.
وقامت عروبة جمال، التي عملت مع خان على الدفاع عن الناشطة السعودية ضمن مجموعة “أصدقاء لجين” والمطالبة بالإفراج عنها، بنشر تغريدة وصورة لها في المناسبة التي عقدت في جامعة بريتش كولومبيا عام 2012 وعلقت على الصورة: ” كما هو الحال، فهي في المركز”.
وقالت خان إن الهذلول كانت تقود السيارة في أي مكان وهي في كندا وعادة ما عرضت على زميلاتها اخذهن في نزهة بالسيارة: ” بالنسبة للجميع فهي (السيارة) حاجة ضرورية أما لشخص جاء من السعودية فهي نوع من الرفاه وأن تكوني قادرة على قيادة السيارة”.
وواصلت لجين الهذلول بناء حضورها على الإنترنت وعززت من سمعتها كناقدة للقوانين التي تعطي الذكور الحق بالوصاية على المرأة. وهي القوانين التي تحظر على المرأة السفر أو القيام بعمل مستقل دون إذن من وليها.
وتؤكد خان: “رغم كونها ناقدة صريحة وامرأة متحررة، إلا أنها كانت وطنية، ولن تسمعها وهي تنتقد ثقافتها أو حكومتها بطريقة أو بأخرى”، مضيفة أن “السعودية وثقافتها هي جزء منها وكل ما كانت تطالب به هو إصلاحات ثانوية تقودهن (النساء) للعالم الحديث”.
ويقول وليد إن شقيقته لم تكن راضية للدفاع عن حقوق المرأة في السعودية من على بعد. وظهرت لجين في الأخبار عام 2013 عندما سجل والدها فيديو وهي تسوق السيارة من المطار إلى البيت كجزء من حركة “يجب على المرأة قيادة السيارة” وهي حركة أدت لحملة قمع من الشرطة.
وبعد عام قادت سيارتها من الإمارات إلى الحدود السعودية حيث احتجزت لـ73 يوما خلف القضبان. وهي تجربة وصفتها بالثرية. وتقول الدوسري إنها أعجبت بالهذلول عندما التقت فيها بمؤتمر عقد في الولايات المتحدة “وشعرت أن هذه شخصية يجب دعمها كأيقونة وفاعل تغيير”. وتضيف: “بالنسبة لي كانت مثالا مبهرا عن شخص لديه كل شيء ليعيش برفاهية ولكنها مستعدة للمخاطرة من أجل الناس”. وأشارت الدوسري للهذلول عدة مرات بـ”الأيقونة” قائلة إنها أشعلت الخوف في قلب السلطة الحاكمة لأنها “كانت صوتا لم تقوه الدولة”.
وتنتظر عائلتها مكالمتها كل أحد من زنزانتها التي خلت الآن بعد الإفراج عن زميلاتها. ويخشى المدافعون أن تتعرض مرة أخرى للتعذيب، ولكنها لن تقلق عائلتها، فهي كما يقول وليد “مصدومة ولا تفكر بطريقة جيدة” و”لأنهم دمروا سمعتها ومن الأفضل أن تظل في السجن لأن ما فعلوه بي كان مرعبا”.
ولكن سمعة شقيقته لم تدمر، فقد حصلت هي والنفجان ونوف عبد العزيز على جائرة منظمة بن/ باربي للحرية في أمريكا هذه السنة. وفي نيسان (إبريل) وضعتها مجلة “تايم” ضمن 100 شخصية مؤثرة في عام 2019.
كما أن زيادة سمعة الهذلول الدولة كناشطة أنثوية ملهمة هو بمثابة تحقيق لحلم أمها. وتتذكر خان كيف أخبرتها لجين أن أمها شاهدت صورة سيدة أعمال على غلاف مجلة وجمعت بناتها وقالت لهن إنها تريدهن مثل تلك المرأة في المجلة وأن “يعرفن ما يفعلن، وطلبت منهن عدم الخوف واتخاذ القيادة والعمل على تحقيق الطموحات مهما احتاج الأمر”.