الشنقيطي “الأكاديمي” يقتطف جملة من ثلاث مجلدات ليشن هجومه.. ما الذي يوجعه؟

By Published On: 8 يوليو، 2019

شارك الموضوع:

كريم سليمان

حالة الجدل التي صنع منها دوائر وفقاعات، الأكاديمي الدكتور محمد مختار الشنقيطي، مؤخرًا، تبعث بحيرة واستغراب شديدين، للوهلة الأولى، ليست في وجاهة ورجاحة المقولات والآراء والاستنتاجات التي يروجها، والتي تخلو من الأسس البديهية للتفكير العقلي، وأوليات المنطق البسيط، إنما في الصورة التعبوية التي يشحذ كل عناصرها، ويتنقل داخل زواياها، بنفس الخفة والليونية، التي يمارسها، وهو يتسلل بين نقيضين، كعادته، وانقلابه من حليف إلى خصم.

لكن، الشنقيطي، يظل داخل تلك “الدوائر” و”الفقاعات”، يستمد منهما الحالة المشحونة بالصخب والضجيج حوله؛ إذ يحصل في فوضويتها على شرعية علمية يفتقدها، ومكانة يقع في فراغها المزمن، ويسعى إليها عبر خصومه، وهو ينصب لهم ذلك “السيرك” الذي يختلط فيه السياسة بالأخلاق والمصلحة بالدين والعلم بالإفتراء.

مؤخراً، هاجم الشنقيطي، المفكر العربي المعروف، الدكتور عزمي بشارة، وبنفس طريقته في الخديعة وممارسة التضليل، وهي آلية تكشف عن مضمون وعيه الفكري، وأهدافه، حصل على جملة من كتابه: “الدين والعلمانية”، الذي يقع ضمن ثلاثية كاملة لبشارة.

 ومن ثم، بدأ يدشن رؤيته التلفيقية ويضع إتهاماته وافتراءاته، في الجملة المبتسرة، دون أن يعنى بفهم سياقها، أو يكشف عن الدلالة السياقية واللغوية، ويضئ على المساحة التراكمية التي جاءت من خلالها في شكلها التاريخي أو المضمون المعرفي.

غرد الشنقيطي على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “ينفي الإسلام الأول التوسط الإلهي مؤكدا أن الأنبياء بشر ومؤكدا الهوة بين الدنيوي والمتجاوز فيما عدا حالة عيسى المسيح الذي يميزه عن باقي الأنبياء” عزمي بشارة، الدين والعلمانية ١/٤١٥

-هل يستثني الإسلام المسيح عليه السلام من بشرية الأنبياء وفصل الغيب عن الشهادة أم هو #تمسيح_الإسلام؟

وفي هذه التغريدة المنقولة من كتاب: “الدين والعلمانية”، تقع على عدة أمور يمكن أن تفصح عن دلالات كثيرة، خفية ومكبوتة، أولاها، استخدام أحد مقولات المفكر وائل حلاق “تمسيح الإسلام”، ووثانيهما، اختيار الجملة المقتضبة و”المبتسرة” من الكتاب.

 وفي الحالتين تتكشف، بوضوح، مرجعية الشنقيطي الذي يتعامل مع الفكر، بصورة استهلاكية، توفر له أهدافه المؤامراتية والهجومية، لتعويض الضآلة والتواضع اللذان يعانيهما، وسعيه الدؤوب إلى الحصول على عدة جمل، تبدو، مفخخة وملتبسة، يستهدف منهما أن تربك عقل القارئ الذي يريده أن يقع في هيمنته وخديعته، وكأن النصوص بالنسبة له مجموعة تراكيب لغوية فضفاضة، مجردة ومنحوتة في الفراغ، بدون سياق أو معنى متجدد وخاص في إطار التعيين المنهجي المرتبط به.

البعض، ربما، يختلفون مع المفكر العربي الدكتور عزمي بشارة، لكن ليس على طريقة التصيد ومحاولة كسب أرض وحظوة وجماهيرية مفقودة لديهم، من خلال إهدار طاقات الآخرين وتعويض ذواتهم بها. وليس على طريقة التخوين وكتابة منشورات بسيطة وباهتة، تحمل حماسة “داعشية” أثرها يزول سريعًا. الخلاف المعرفي الجاد والرصين، يكون عبر نقاش كلي ومنهجي، وبنفس الأدوات التي بمقدورها الإضافة والتحليل والتجديد، وقدرتها على القطيعة مع الخصم، لتكريس شرعية علمية مغايرة، وبناء عمارة فكرية جديدة.

وبفحص مؤلفات صاحب: “أن تكون عربيًا في أيامنا”، ومن بينها الكتاب الذي صادف تمرير الهجوم من خلاله، يمكن أن تجد رؤيته المحضة، تنطلق من مرتكزات حضارية للعرب، والإسلام كنص اشتق منه المجتمع العربي الجديد صورة تجديدية لذاته، الفكرية والسلوكية والعقلية، قبل أن يتناوب عليه السلاطين والحكام عبر العصور، لمحاولة إهدار قيمته المعنوية ورأسماله الرمزي، لمحاصرته في السياسة والحكم. ولذا، أكد، بشارة، أن الأزمة ليست في الدين، بحد ذاته، الأمر الذي ينطبق على كل الأديان، إنما في أنماط التدين، وصور الحكم القائم على الغلبة والقهر والشمولية، والتي تحصر، بصورة قسرية، شكل معين تاريخي للدين، يفرض القمع والطاعة، ويغيب الحرية والعدالة والتنوع، وهو ما يؤدي إلى ظهور مجتمعات فيها تدين وليس فيها إيمان.

شارك هذا الموضوع

One Comment

  1. سوق الطويل-كريتر -عدن 29 يوليو، 2019 at 11:50 ص - Reply

    هل انشق الاكاديمي الشنقيطي عن نظام الحمدين وبلشتوا القصف علية ام هذا صراع ارادات داخل النظام طمنوني علشان اعرف سبب اختفائة والظهور الدائم للاردني عمر العصايرة وبدرجة اقل الدكتور البراري على شاشة الجزيرة.

Leave A Comment