وطن- سلطت صحيفة “التايمز” البريطانية في تقرير لها الضوء، على قرار رئيس النظام السوري بشار الأسد المفاجئ بعزل الجنرال جميل الحسن، مدير المخابرات الجوية للنظام السوري الشهير بـ”جنرال البراميل المتفجرة”.
ريتشارد سبنسر، مراسل الصحيفة بالشرق الأوسط قال إن الرجل، الذي يثير اسمه الرعب في النفوس وأشرف على سلسلة من غرف التعذيب، عزل من منصبه بعدما توصل نظام بشار الأسد إلى أن وجوده بات يشكل عقبة أمام بناء جسور مع بقية العالم العربي الذي قطع علاقاته معه بعد اندلاع الحرب الأهلية عام 2011.
ولم يتم تقديم أي تفسير رسمي لعزل الحسن الذي يشرف على المخابرات الجوية منذ عام 2009، وأدار حملة البراميل المتفجرة التي قتلت آلافا من المدنيين في حمص وحماة وحلب وبقية المدن السورية.
ويبلغ الحسن من العمر 66 سنة، وكان يقترب من سن التقاعد، لكنه تعرض لانتقاد بسبب بطء الحملة العسكرية لاستعادة آخر معقل للمعارضة في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، وأكثر من هذا، فقد كان مقربا من إيران، إلا أن سمعته باعتباره “العقل المدبر للإرهاب” في النظام أصبحت عائقا أمام تطبيع العلاقات مع بقية العالم العربي، والتي تقوم روسيا بعمليات التوسط فيها.
وأشار موقع إخباري مؤيد للنظام إلى أن عزله من منصبه جاء ترضية للسعودية، وقامت الإمارات العربية المتحدة بإعادة فتح سفارتها في دمشق في ديسمبر، ويقال إن السعودية بدأت “بجس النبض”، والتقى وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبد الله الرئيس الأسد نهاية الأسبوع الماضي.
ومع أن الحسن لم يكن من ضمن الحلقة المقربة من الأسد إلا أنه يحظى بسمعة مخيفة، وكان يدير مخابرات سلاح الجو التي صعد من خلالها والد بشار، حافظ، إلى السلطة وتعد معقلا للعلويين التي ينتمي إليها الحسن مع آل الأسد.
وتدير المخابرات سجونا ووحدات تحقيق، وفي ظل إدارة الحسن اختفى آلاف من السجناء وماتوا. وكشف ناجون منها كيف ضرب السجناء وتم تجويعهم حتى الموت وعن الجثث التي كومت في المشرحة. وكان دور الحسن في المبادرة للعنف مع بداية الحرب الأهلية دافعا للاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات عليه في أيار/مايو 2011، وأضافته الأمم المتحدة إلى قائمة العقوبات بعد شهر.
وفي العام الماضي، أصدرت الأمم المتحدة أمرا باعتقاله لارتكابه “جرائم حرب دولية”، وعين مكانه الجنرال غسان إسماعيل كجزء من إعادة ترتيب الأجهزة الأمنية، ومن أهم التعيينات هو ترفيع مدير مكتب الأمن القومي علي مملوك إلى نائب مدير الشؤون الأمنية.
ويعد من أعلى الرموز السنية رتبة في النظام وهو “حلَّال” مشاكل للنظام وممثله في المهام الخارجية، فقبل الحرب، تفاوض مع الولايات المتحدة من أجل ترحيل المشتبه بهم بالانتماء للقاعدة إلى سوريا والتحقيق معهم.
وتأتي التحولات بعد إصابة أمير حرب موال للأسد يقف وراء عدد من الجرائم البشعة ضد المدنيين أثناء الحرب، كان قد أصيب إصابة بالغة عندما مرت سيارته فوق لغم في محاولة لاغتياله في محافظة اللاذقية، هو مهراج أورال (ويعرف بعلي كيالي) وينتمي للعلويين العرب في منطقة هاتاي بجنوب تركيا، وكان قد أنشأ ميليشيا موالية في شمال غربي سوريا. وفي أيار/مايو 2103، قتل حوالي 300 مدني في مذبحتين في بلدة بانياس جنوب اللاذقية. وأظهرت صور أكواما من جثث الأطفال المذبوحين.
وظهر شريط فيديو وفيه أورال يحث رجاله على “تطهير” بانياس. وأعلن ثوار إدلب مسؤوليتهم عن محاولة اغتيال أورال.