وطن – اقترح الكاتب العُماني الشهير زكريا المحرمي عقد اجتماع بين سلطنة عمان والسعودية والقوى اليمنية المختلفة لوضع “خارطة طريق لأمن اليمن ونهضته”.
وقال “المحرمي” في تغريدةٍ له على “تويتر” تابعتها “وطن”: “وفق منطق التاريخ والجغرافيا السعودية وعمان فقط هما المؤهلان لحل المشكلات اليمنية”.
وأضاف: “أما الغزاة القادمون عبر البحار فلا يتسبب وجودهم إلا في الفتنة والدمار لليمن والمنطقة، لذلك أقترح عقد اجتماع بين عمان والشقيقة الكبرى السعودية والقوى اليمنية المختلفة لوضع خارطة طريق لأمن اليمن ونهضته”.
ولاقى مقترح “المحرمي” تفاعلاً واسعاً من المغرّدين، إذ أثنى الاعلامي القطري [عادل بن عبدالله] على المقترح، واعتبر العقل العُماني “نعمة للعرب”.
ويعول المجتمع الدولي كثيرا على مسقط لتوقيف نزيف الدم اليمني عبر اقتراح خطة سياسية تصالحية يتفق عليها جميع الأطراف.
وبرز دور سلطنة عمان في الملف اليمني بشكل ملحوظ من خلال استقبال مستشفيات السلطنة جرحى يمنيين جراء القتال والغارات التي تشنها قوات التحالف السعودي – الإماراتي على المدن اليمنية.
وما زاد من مصداقية سلطنة عمان في الملف اليمني، هو حيادها التام إزاء الأزمة السعودية القطرية التي نشبت في مايو/أيار 2017.
زكريا المحرمي: الاستقبال الحافل لولي العهد السعودي في سلطنة عمان رسالة للعالم حول هذا الأمر!
وعوض أن تأخذ مسقط موقفا مساندا لطرف من الأطراف الخليجية المتنازعة، مثلما فعلت البحرين والإمارات اللتان وقفتا بجانب الرياض، بقيت مسقط محايدة، وأكثر من ذلك حاولت أن تأخذ مبادرات من أجل إنهاء الخلافات التي نشبت بين الدوحة من جهة ودول الحصار من جهة أخرى.
وإضافة إلى ذلك، تموضع سلطنة عمان الجغرافي الذي يطل على مضيق هرمز الاستراتيجي الذي تشرف عليه إيران جعل منها لاعبا دبلوماسيا محايدا في حل المشاكل التي تعاني منها الدول المجاورة كاليمن والسعودية.
ورغم استفحال الحرب في اليمن وتأجج الوضع الأمني سواء كان في السعودية التي تشتكي من هجمات الحوثيين بواسطة الصواريخ، لم تخرج مسقط عن وضعيتها المحايدة والداعمة للسلام في المنطقة.
وعلاوة على كل هذه العوامل، هناك عامل جغرافي آخر ومهم يتمثل في مشاركة سلطنة عمان مع اليمن حدودا جغرافية تمتد على مسافة تقدر بحوالي 300 كلم شرقا، الأمر الذي جعل مسقط ترفض الانحياز إلى أي طرف، خوفا من انتقال عدوى العنف إلى أراضيها.
وتملك سلطنة عمان مقومات إنهاء الحرب في اليمن بحكم أنها لا تمتلك أطماعا اقتصادية أو ترابية في هذا البلد. بل بالعكس تسعى إلى المحافظة على علاقة جيدة مع جارتها الشرقية، لأن أي تقسيم يحدث في اليمن ستكون انعكاساته سلبية على أمن واستقرار السلطنة.