بعد صلاة فجر يوم الرابع من أبريل/ نيسان 2019، في مدينة جدّة، اعتقل جهاز مباحث “أمن الدولة” السعودي، القيادي في حركة “حماس”، محمد صالح الخضري (81 عاماً).
وأبلغ “أمن الدولة” السعودي، الخضري آنذاك، أن الجهاز يريده في قضية صغيرة لفترة زمنية قصيرة، وسيتم إعادته إلى منزله، لكن القيادي الثمانيني المُصاب بمرض السرطان، وبعد مرور نحو 5 أشهر، ما زال قيد الاعتقال.
كما اعتقل الجهاز ذاته، في وقت لاحق من ذلك اليوم، نجل الخضري الأكبر “هاني”، المهندس المحاضر في جامعة “أم القرى” بمكة.
الخضري ونجله، لم يكونا الوحيديْن اللذيْن تم اعتقالهما بدون توجيه تهمة، إذ قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مقره جنيف)، في بيان أصدره يوم 6 سبتمبر/ أيلول الجاري، إن السعودية تخفي قسريا 60 فلسطينيا.
وذكر المرصد أن المعتقلين طلبة وأكاديميين ورجال أعمال وحجاج سابقين، تم عزلهم عن العالم الخارجي دون لوائح اتهام محددة أو عرض على جهة الاختصاص (النيابة)، ولم يُسمح لهم بالاتصال مع ذويهم أو التواصل مع محاميهم، كما تمت مصادرة أموالهم.
وكانت حركة “حماس”، قد أعلنت في 9 سبتمبر/أيلول الجاري، عن اعتقال “الخضري” ونجله، وقالت إنه كان مسؤولا عن إدارة “العلاقة مع المملكة على مدى عقدين من الزمان، كما تقلّد مواقع قيادية عليا في الحركة”.
وأضافت إن ذلك اعتقال يأتي “ضمن حملة طالت العديد من أبناء الشعب الفلسطيني المقيمين في السعودية”، دون مزيد من الإيضاحات.
**من هو الخضري
“الخضري”، بحسب ما قاله شقيقه عبد الماجد (70 عاما)، (يقيم في مدينة غزة) لوكالة “الأناضول”، من مواليد 1938، تخرج من جامعة القاهرة، من كلية الطب عام 1962.
عاد بعد التخرج إلى قطاع غزة، وعمل في مستشفى الشفاء الطبي، لمدة 9 شهور قبل أن يغادرها إلى الكويت.
فور وصوله للكويت، عمل “الخضري”، وفق شقيقه، في شركة طبية خاصة، ومن ثم التحق في الجيش الكويتي ليعمل فيه كطبيب.
وبعد فترة، حصل على درجة “الزمالة” من جامعة “إدنبرة” البريطانية، في تخصص أنف وأذن وحنجرة.
واصل الخضري، بعد ذلك، عمله في الجيش الكويتي، كرئيس قسم “أنف وأذن وحنجرة”، وذلك في المستشفى العسكري بالكويت.
وبعد أن غادر الفلسطينيون الكويت عام 1990 (بفعل تداعيات الغزو العراقي)، انتقل الخضري، بحسب شقيقه، إلى عمان.
ويضيف شقيقه:” عام 1992، انتقل الخضري للإقامة في المملكة العربية السعودية، وعمل آنذاك ممثلا لحركة “حماس”، بشكل علني ورسمي، وبعلم السلطات السعودية.
لكنه، غادر هذا المنصب منذ نحو 10 سنوات، بحسب الخضري.
واعتبر “عبد الماجد الخضري”، منصب شقيقه، بمثابة السفير، الذي “يجب أن يكون له احترامه في الدولة التي يقيم فيها”.
وقال إن الخضري “شارك في المقابلة التي جمعت بين الملك الراحل، عبد الله بن عبد العزيز، وزعيم الحركة آنذاك أحمد ياسين، عام 1998.
وخلال فترة تمثيله لحركة “حماس”، قال الخضري إن شقيقه كان، وبعلم من السلطات السعودية، يجمع التبرعات للفلسطينيين، كما أنه لم يكن يعمل بالخفاء.
وتابع:” من واجبه نقل صورة المعاناة لأهل السعودية وبالتالي كانوا يقوموا بجمع تبرعات لفلسطين وبعلم الحكومة”.
**الوضع الصحي
وقبل اعتقاله، كان الخضري يخضع للمتابعة الطبية، عقب إجرائه عملية جراحية، بسبب إصابته بمرض السرطان.
يقول شقيقه في هذا الصدد:” مرضى السرطان يكونوا بحاجة إلى رعاية طبية ونفسية أيضا، وظروف الاعتقال والتعذيب الذي نسمع عنه، يؤدي بلا شك إلى تدهور وضعه الصحي”.
وحمّل الخضري، السلطات السعودية، المسؤولية عن تدهور وضع شقيقه الصحي، القيادي بحركة حماس، بسبب اعتقاله في ظل ظروف صحية صعبة.
وقال إن “التدهور الحاصل على صحته، لم يشفع له للإفراج عنه، بل تم مؤخراً نقله إلى المستشفى وهو قيد الاعتقال”.
وبيّن الخضري أن الاتصال مقطوع مع شقيقه في السعودية، ولم يتمكن أي أحد من العائلة من معرفة وضعه الصحي بشكل دقيق.
والاثنين الماضي، قال نائب حركة “حماس” في الخارج، محمد نزال، في تغريدة له على موقع تويتر:” تم نقل الخضري من سجن(ذهبان) في جدة، إلى إحدى المستشفيات الحكومية، بمكة المكرّمة، وذلك للعلاج من المرض العضال المصاب به”.
بدوره، قال المعارض السعودي سعيد بن ناصر الغامدي، في تغريدة له على موقع تويتر، الاثنين:” المعتقلون الفلسطينيون في سجون المباحث السعودية، تعرضوا منذ فترة اعتقالهم لأنواع من التعذيب لاستخراج ما لديهم من معلومات”.
وتابع:” ومنهم من سقي الماء مع ربط الأعضاء، حتّى أصيب بعضهم بفشل كلوي، ومنهم الخضري”.
وكان المرصد الأورومتوسطي، قد قال في بيانه السابق، إن المعتقلين الفلسطينيين تعرضوا للتعذيب وفق شهادات وثّقتها المنظمة الحقوقية.
**أسباب الاعتقال
يقول عبد الماجد الخضري، إن حادثة الاعتقال، كانت صادمة، لجميع أفراد العائلة حيث لم يتبعها أي إنذار مُسبق.
وأوضح أن الاعتقال تم بدون توجيه أي تُهمة للخضري ونجله.
واستكمل قائلاً:” ما رشح إلينا عن تلك الحملة، أنه تم اعتقال سيدات فلسطينيات أيضا”.
وبيّن أن عائلته تواصلت مع محامي، من أجل توكيله في محاولة للإفراج عن الخضري ونجله، لكنه يضيف:” الأمر كان معقدا، سيما وأن الاعتقال تم دون توجيه تهمة”.
ونقل “عبد الماجد”، عن ابنة الخضري، قولها:” على ما يبدو الأمور لا تتجه نحو الأفضل”.
واعتبر الخضري أن “الجنسية الفلسطينية، أو محاولة مساعدة الفلسطينيين، باتت تهمة توجه لهم”.
وقال إن حملة الاعتقالات التي تشنّها السعودية بحق الفلسطينيين “ليس لها مبرر مطلقا”، معتبراً أنها تأتي ضمن صفقة القرن، من باب الضغط على الأطراف الفلسطينية للقبول بها.
وينفي الخضري معرفته بتفاصيل التحقيق الذي يجري مع شقيقه ونجله خلال فترة الاعتقال.
وأوضح أن عائلته إلى جانب حركة “حماس”، بذلوا جهودا للإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين، لكن دون جدوى.
وبيّن أنه تم تقديم طلب “عن طريق الكونغرس الأمريكي، لمنظمات حقوق الإنسان، من قبل ابنة الخضري المقيمة في واشنطن، والحاملة للجنسية الأمريكية”.
وتابع قائلاً:” الطلب تم تقديمه مرتين، لكن دون جدوى”.
وذكر أن عائلة الخضري بفلسطين تقدّمت بطلب الإفراج، للديوان الملكي السعودي، لكن دون وجود أي استجابة.
وأشار إلى أنه تم “التواصل مع الرياض عن طريق أمير الكويت، ورئيس مجلس النواب الكويتي، وجهات أخرى”، لافتا إلى عدم وجود رد من قبل السلطات السعودية.
من غباء الدب الداشر الصهيوني وسياسته الوقحة بحبس المسلمين وتعديبهم بصور ممنهجه عدا عن الاختفاء القسري تلك سياساته الرعنة ستعجل ان شاء الله بنهايته الحتمية ….العالم الحر يراقب المعتوه الدب الداشر ويراهن علي سقوطه السريع جدا وان شاء الله حكم ال سلول الي زوال يارب العالمين…