ماجد عبدالهادي يرصد آخر خطوات خاشقجي وشهادات عن اليوم الأخير قبل تقطيعه

وطن – بثت قناة “الجزيرة” تقريرا لاقى تفاعلا واسعا عن الصحافي السعودي المغدور جمال خاشقجي تزامنا مع حلول الذكرى الأولى للجريمة البشعة، وسلط الضوء على خطوات الكاتب السعودي الأخيرة في لندن حتى مفارقته الحياة ولفظه أنفاسه الأخيرة في قنصلية بلاده بإسطنبول.
التقرير الذي أعده ماجد عبدالهادي الكاتب الفلسطيني والمشرف على البرامج السياسية في قناة الجزيرة، رصد شهادات عدد من الشخصيات العامة في لندن على رأسها عزام التميمي مدير معهد الفكر الإسلامي السياسي بلندن، والكاتب البريطاني ديفيد هيرست رئيس تحرير موقع “ميدل إيست آي” البريطاني.
كما رصد التقرير آخر خطوات خاشقجي في لندن، وشهادات عن اليوم الأخير في حياته، كما وثق مراحل تطور القضية بدء من إنكار المملكة لواقعة الاغتيال ومرورا بالضغط التركي والمكالمات التي رصدتها الاستخبارات البريطانية والأمريكية وانتهاء باعتراف السلطات السعودية وتحمل ابن سلمان للمسؤولية.
تفاصيل “مثيرة” تكشف “الخطة الأصلية” لاغتيال خاشقجي.. وهذا نص الحوار بين رئيس فريق الاغتيال و”غوزان”
كما بثت شبكة “بي بي سي” تحقيقا عن حادثة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي التي هزت العالم قبل عام من الآن، وتحدثت مع حقوقيتين كانتا من القلائل الذين سمحت لهم السلطات التركية بالاستماع لتلك التسجيلات المرعبة.
وبث التحقيق الذي أعدته الصحفية جين كوربن ضمن برنامج بانوراما، وقدم تفاصيل مرعبة عن حادثة الاغتيال على لسان الحقوقيتين أنياس كالامارد مقررة الأمم المتحدة المعنية بالتحقيق في قضايا القتل خارج نطاق القانون، والمحامية البريطانية البارونة هيلينا كينيدي التي كانت ضمن فريق استمع للتسجيلات التركية بدعوة من كالامارد.
صباح الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي كانت القنصلية السعودية في إسطنبول على موعد مع حدث غير عادي، جُهّز مكتب القنصل العام للعملية، وغُطيت الأرض بطبقات من البلاستيك. ومُنح الموظفون الأتراك إجازة في هذا اليوم.
تلقى خاشقجي صباح ذلك اليوم مكالمة تطلب منه قنصلية بلاده حضوره لاستلام بعض الأوراق اللازمة لإتمام زواجه من خطيبته التركية خديجة جنكيز.
وبالتزامن مع مكالمة خاشقجي كانت أشياء كثيرة تدور داخل القنصلية، وكان فريق الاغتيال يشحذ أسلحته انتظارا للانقضاض على فريسته.
تتحدث المحامية البريطانية هيلينا كينيدي وهي تستحضر سماعها لتسجيلات عملية الاغتيال، عن برودة أعصاب الفريق السعودي وهو يضع اللمسات الأخيرة على العملية قبل مقدم خاشقجي “يمكن سماع ضحكاتهم، إنه أمر مقزز.. إنهم ينتظرون في مقر القنصلية، يعلمون أن الرجل سيدخل وسيقتلونه ثم يقطعونه”.
وفي أثناء ذلك دار حديث ضاحك بين قائد الفريق ماهر عبد العزيز المطرب والطبيب الشرعي صلاح الطبيقي، تقول كينيدي إنهما تحدثا عن عملية تشريح الجثة وكانا يضحكان.
يقول الطبيقي خلال تلك المحادثة “عادة ما أستمع إلى الموسيقى أثناء تقطيع الجثة، وأحيانا أحتسي القهوة وأدخن السيجار”.
ويثير البرنامج أمرا آخر يتعلق بحصول الأتراك على تسجيلات العملية، وهل كانت على علم سابق بما يدبر لخاشقجي، وبوجود خطر على حياته؟ وهل كان عليها تحذيره؟
وهنا ترجح كالامارد أنهم “غالبا لم يعلموا بوجود خطر على حياته. ولا يوجد دليل على أنهم كانوا يستمعون مباشرة للتسجيلات”.
وتضيف “هذا النوع من العمل المخابراتي يتم بشكل دوري، ويتم الاستماع للتسجيلات فقط في ظل وجود دافع لذلك، والدافع هنا كان اختفاء ومقتل خاشقجي”.
وتحدث البرنامج كذلك إلى ضابط مخابرات تركي سابق يُدعى ميتن إرسوز، امتد مشواره المهني لنحو 27 عاما. ويرى إرسوز أن خاشقجي تأخر “في إدراك الخطر واتخاذ الاحتياطات اللازمة”.
ويقول إن زملاءه السابقين في المخابرات استمعوا لحوالي أربعة أو خمسة آلاف ساعة من التسجيلات حتى يتمكنوا من تحديد الأيام الهامة، ثم تجهيز الدقائق الـ45 التي استمعت لها كينيدي وكالامارد.