وطن – أعلنت قيادات حزبية وشخصيات سياسية واجتماعية وبعض مشايخ القبائل في اليمن تشكيل “مجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي”، وذلك خلال مؤتمر عقدته أمس في مدينة الغيضة، عاصمة محافظة المهرة المحاذية لسلطنة عُمان.
ومن أبرز الأهداف التي أعلنها المجلس في بيان الإشهار “السعي لوقف الحرب ورفع الحصار، وإنقاذ اليمن من حالة الانقسام والتشظي، والاستمرار في رفض كل محاولات الاقتطاع والاجتزاء لأراضي البلاد وجزره، ومنع أي استحداثات يقوم بها التحالف السعودي الإماراتي بطريقة مباشرة أو عن طريق أدواته المحلية”.
واختار المجلس بحسب “الجزيرة” وكيل محافظة المهرة السابق علي سالم الحريزي مرجعية إشرافية عليا له، فيما تم تعيين آزال عمر الجاوي أمينا عاما، وعوض محمد بن فريد رئيسا لدائرة الأمن والدفاع، وأحمد الحسن ناطقا رسميا للمجلس، فيما أرجأ المجلس تعيين رؤساء الدوائر الأخرى لحين عقد المؤتمر التأسيسي للمجلس.
ومن بين المكونات المنضوية في مجلس الإنقاذ الجنوبي، لجنة اعتصام أبناء المهرة السلمي والتحالف القبلي لأبناء أبين وتنسيقية أبناء عدن والمجلس الأهلي لأبناء شبوة، إضافة إلى عدد من الأحزاب السياسية، حيث أعلن رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بالمهرة، عامر سعد كلشات، تأييد أربعة أحزاب -هي المؤتمر والبعث العربي الاشتراكي والناصري الوحدوي والرشاد- لهذا المجلس.
مخطط إماراتي لضرب استقرار سلطنة عمان في مقتل انطلاقا من المهرة اليمنية
يقول رئيس المجلس اللواء أحمد قحطان -عضو مجلس الشورى اليمني ومدير أمن المهرة سابقا- إن الوضع السيئ الذي وصل إليه اليمن “نتيجة التدخل العسكري للتحالف السعودي الإماراتي فرض عليهم التحرك لإنشاء هذا المكون وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بعد أن أصبحت البلاد أرضا مستباحة وتم انتهاك سيادتها وتمزيق نسيجها الاجتماعي”.
أما المتحدث باسم لجنة اعتصام المهرة أحمد بلحاف فيعتبر إعلان تأسيس مجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي في المهرة “رسالة واضحة، تحمل هموم اليمنيين وأصواتهم في الجنوب وتقدمها للعالم، حيث سيعمل المجلس على حل كل ما يمكن حله في إطار الحوار السلمي بين أبناء اليمن شمالا وجنوبا”.
ويقول بلحاف للجزيرة نت، “بإمكان هذا المجلس أن يخلق فارقا ويلعب دورا فعالا على مستوى المحافظات الجنوبية واليمن ككل، خصوصا وأن فكرة تأسيسه بدأت على يد شخصيات ورموز وطنية تحظى بقبول لدى الشارع الجنوبي”.
ويضيف “كل ذلك يعطي دلالة على أن صوت أبناء المحافظات الجنوبية ليس حكرا على أي مكون أو حزب أو مجموعة، ولهذا نجد أن أي مكون سواء مجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي أو غيره -يتأسس بعيدا عن توجيهات وأطماع الخارج- سيجد قبولا عند أبناء المحافظات الجنوبية، لأنهم أدركوا مطامع التحالف السعودي الإماراتي الذي يدعم أتباعه لخلق شرخ في لحمة الشعب اليمني ووحدته بدلاً من دعم معالجة المشاكل الحاصلة”.
من جهته، يرى المحلل السياسي ياسين التميمي أن خطوة تشكيل مجلس إنقاذ جنوبي من محافظة المهرة “تعيد توجيه القوى الجنوبية نحو الأهداف الوطنية الحقيقية وترسم خارطة المشهد من جديد”.
ويضيف التميمي “أكثر ما يميز فكرة المجلس أنه جمع طيفا واسعا من التمثيل السياسي وحرص على إنتاج هوية جنوبية متصالحة، وكما يبدو أنه سيكون حريصا على أن يكون منفتحا على هوية يمنية واسعة”.