الإمارات “تتحايل” على عُمان في قضية المعتقل منذ أكثر من عام عبدالله الشامسي .. كشف معلومات جديدة

وطن- كشفت صحيفة عُمانية معلومات جديدة تخصّ الشاب العُماني عبدالله الشامسي المعتقل في سجون الإمارات منذ أكثر من عام.

وقالت صحيفة “أثير” إنه تم التحقيق ضد عبدالله من أجل أحد أقاربه الذي يعمل في دولة قطر، ويطلبون منه –حسب المعلومات – بالاعتراف بتشكيل خلية تجسس قطرية ضد الإمارات، وتم تعذيبهم جسديًا ونفسيًا من أجل الاعتراف، رغم أن عبدالله يعاني من عدة أمراض وتم نقله أكثر من مرة إلى مستشفى خليفة في أبوظبي، ثم رده إلى سجن الوثبة الذي يقضي فيه أيامه.

وقالت إن سفارة السلطنة لم تثنِ جهدًا في القضية؛ فقد خاطبت الجهات مباشرة وكانت تتسلم ردودًا عبر الإيميل مفادها “فترة التحقيق انتهت وسيتم إحالة عبدالله إلى المحكمة” لكن لم يحدث ذلك، وفي كل مرة يتكرر الموضوع عن قرب البت في الموضوع سواء بخروج عبدالله أو إحالته إلى المحكمة.

ووصفت الصحيفة ما يجري لـ”عبدالله” بـ”أيام سوداء”، يقضيها في سجن الوثبة بإمارة أبوظبي منذ أغسطس من العام الماضي، دون تهم ولم يُعرَض للقضاء حتى يبت في أن يكون مذنبًا أو بريئًا.

“قصة عبدالله”

وبدأت قصة عبدالله في يوليو من عام 2017م عندما كان فتى قاصرًا وفق القانون، حين نشرت صحيفة البيان الإمارتية خبرًا ليس لعبدالله فيه ناقة ولا جمل.

كان الخبر أحد المواضيع التي تنشرها الصحيفة الإماراتية في قضية الخلاف مع دولة قطر، أرفقت فيه بيانًا قالت بأنه صادر من الادعاء العام العماني زُج فيه باسم عبدالله بأنه مهرب مخدرات، وهو ما نفاه الادعاء العام في اليوم التالي بأن الوثيقة غير صحيحة ولم تصدر عنه.

توجه والد عبدالله بشكوى للقضاء الإماراتي يطالب بحق ابنه القاصر بعد عملية الإساءة والتشهير التي لقيها من صحيفة البيان.

واستقر الحكم الابتدائي برفض الدعوى لعدة أسباب، ثم قام والد عبدالله باستئناف الحكم لكن الإجراءات لم تنتهِ حتى تاريخ 18 أغسطس 2018م، وهو اليوم الذي خرج فيه عبدالله من مكان إقامته في إمارة العين ، لكنه لم يعد.

قامت عائلته بتقديم بلاغ للشرطة، وفتح بلاغ تغيّب لكن الرد كان بأنه لا توجد أي معلومات عنه ، وبعد حوالي شهر تفاجأت العائلة برجال الأمن يحيطون بمنزلهم ويطلبون تفتيشه، منها عرفوا بأن عبدالله معتقل لدى جهاز أمن الدولة.

حاولت العائلة التواصل مع ابنها لكن لم تستطع طوال الأشهر الأولى، وهي الأشهر التي قضاها عبدالله في السجن الانفرادي، واليوم يكمل عبدالله أكثر من 14 شهرًا وهو بدون تهمة وبدون محاكمة بالرغم من الجهود التي تقدمها سفارة السلطنة في أبوظبي.

 “يحقّقون معه حول قطر”.. معلومات صادمة للغاية عن اخفاء وتعذيب شاب عُماني في سجون الإمارات

“ناشط حقوقي إماراتي يتحدث”

وكشف الناشط الحقوقي الإماراتي عبدالله الطويل عن أنّ الشاب عبدالله الشامسي من أب عُماني وأم اماراتية حيث يقيمون في الإمارات وخرج بتاريخ 18/8/2018 من منزله ولم يعد.

وأضاف أنّ الأهل بحثوا عنه وقدموا “بلاغ تغيب” في مركز الشرطة، ولم يحصلوا على أي معلومات وبقي على هذا الحال لمدة شهر كامل دون معرفة طبيعة تغيبه.

وتابع الناشط الحقوقي كاشفاً أنّه بعد شهر كامل من تغيب عبدالله الشامسي وفي ظل رفض الجهاز الأمني تقديم أي معلومات بخصوصه، تفاجأ أهل المعتقل بمداهمة الأمن لمنزلهم وتفتيشه بالكامل، حيث صادروا هاتف نقّال ولاب توب، وحينها علم الأهل بأن ابنهم معتقل عند أمن الدولة الإماراتي ورفض الأمن اعطاءهم أي معلومات.

وقال “الطويل” إن ذوي المعتقل عبدالله الشامسي سعوا من أجل معرفة أسباب اعتقاله، إلا أن النيابة العامة أبلغتهم بأن القضية طرفهم ورفضوا التعاون مع الأهل ومنعوهم من زيارة ابنهم بحجة أنه مازال في التحقيق .

وذكر أنّ الأهل علموا بعد ذلك أن ابنهم أخفي قسرياً لمدة خمسة أشهر كاملة ثم نقل إلى سجن “الوثبة” الصحراوي حيث منع الأهل خلالها من التواصل مع ابنهم أو معرفة أي تفاصيل عن ظروف اعتقاله كما رفض التعاون مع محامٍ .

وأشار إلى انّه سمح للأهل بزيارة “عبدالله” عندما نقل الى سجن الوثبة، حيث أفاد لذويه أن التحقيق معه يدور حول قطر وتحديداً “الوثيقة المفبركة” التي نشرتها صحيفة “البيان” الإماراتية دون تقديم تفاصيل أخرى”.

وأكد الناشط الحقوقي الإماراتي أنه لم تقدم بحقّ عبدالله الشامسي لائحة اتهام منذ تاريخ اعتقاله وحتى يومنا هذا وهو معتقل ادراياً ولم يقدم للمحاكمة منذ تاريخه رغم جهود الأهل والمحامي من أجل عرضه للمحاكمة ليحصل على حكم ان كان مذنباً أو أن يحصل على براءة ان كان بريئاً وهذا لم يحصل.

وعن تفاصيل مرض عبدالله الشامسي، قال “الطويل”: “بعد اخفائه قسرياً لمدة 5 أشهر وعند نقله لسجن الوثبة تعرض عبدالله الشامسي لنوبات اضطراب [مرض نفسي] حاول عندها الإنتحار فنقل على مستشفى خليفة الطبي وبقي لعدة أسابيع داخل المستشفى وحصل الأهل على تقارير طبية تفيد بتدهور حالته الصحية”.

و بعد استقرار صحته نفسياً أعيد “الشامسي” لسجن الوثبة وبعدها تدهورت صحته مرة أخرى ليكون اشتباه بمرض خبيث فنقل على اثرها لمستشفى “المفرق” والذي أهملت فيه المعتقلة علياء عبدالنور طبيا حتى توفيت. وتم عمل صور بـ”عبدالله” على اثرها تم استئصال أحد كليتيه وهو الآن يصارع الحياة بكلية واحدة .

ولفت الناشط الحقوقي الاماراتي إلى انّ المعتقل عبدالله الشامسي كان ممنوعاً من الزيارة والإتصال لمدة خمسة أشهر “فترة الإخفاء القسري” وبعدها كما ذكر سابقا سمح لعائلته بزيارته ولكن جاءهم منع آخر منذ قرابة ثلاثة أشهر حيث منعوا من الزيارة والإتصال حتى يومنا هذا.

ولا تزال والدة الشاب العُماني عبدالله الشامسي من خلال حسابٍ دشّنته على “تويتر” تناشد للتدخل من أجل الإفراج عنه، مؤكدةً أنّه يعاني ظروفاً صحية صعبة.

وفي الوقت الذي لم يصدر حتّى الآن تعقيبٌ رسميّ من قِبل الخارجية العمانية، ولسفارة السلطنة في أبوظبي، فقد بدأت قضية الشاب العُماني عبدالله الشامسي المعتقل في سجون الإمارات تحظى بتفاعلاتٍ واسعة على مواقع التواصل الاجتماعيّ.

وطالب مغرّدون عمانيون خارجية بلادهم بسرعة التحرك في ملف المعتقل “الشامسي”، مستغربين صمتها حتّى اللحظة على القضية، خاصةً وأن المعلومات تؤكد أنّه تعرّض للتعذيب وعانى–وفقاً لما كشفته والدته- من ورم خبيث من الدرجة الرابعة وتم استئصال احدى كليتيه.

عانى من ورم خبيث واستُئصلت إحدى كليتيه.. غضب بعد الكشف عن اعتقال شاب عُماني في سجون الإمارات منذ أكثر من عام بلا تهمة

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث