وطن- اعتبر حسابٌ شهير بموقع “تويتر” يهتم بالقضايا الساخنة في السعودية والإمارات، أن توجيه التهمة لثلاثة أشخاص محسوبين على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان باستخدام موقع تويتر للتجسس على حسابات معارضة للنظام السعودي “حدث كبير بالمقاييس الأمريكية”، مهما حاول الإعلام السعودي والمحسوب عليه تجاهله.
ويُشير حساب “محمد الأحمد” في ذلك الى اتهام أمريكا اثنين من الموظفين السابقين في تويتر ومسؤولاً سعودياً سابقاً بالتجسس لصالح المملكة من خلال البحث عن بيانات خاصة بمستخدمين وتقديمها لمسؤولين سعوديين مقابل مكافآت.
ووفقاً للشكوى التي قُدمت، الأربعاء 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، يواجه (علي الزبارة وأحمد أبوعمو)، اللذان كانا يعملان في تويتر، وأحمد المطيري، الذي كان يعمل آنذاك لدى العائلة المالكة السعودية، تهماً بالعمل لصالح المملكة دون تسجيل أنفسهم كعملاء أجانب.
وأرجع الحساب الشهير خطورة الحدث لعدة أسباب، أولها: ” ممارسة التجسس داخل أمريكا، ومن خلال أجهزة ومعدات أمريكية، وعلى أشخاص في أمريكا وخارجها، بحد ذاته جريمة كبيرة في الحسابات الأمريكية، سواءً بالمعنى القانوني أو بالمعنى الأخلاقي، فهو قانونيًا؛ جريمة كبيرة وعقوبتها قاسية، وأخلاقيًا؛ عمل قبيح وعدائي للوطن قبل الحكومة”.
ثانيًا: “استخدام الموقع الحساس في الشركات التي تمتلك المعلومات، وتصل إلى خصوصيات الناس لانتزاع هذه المعلومات وإيصالها لمن يستخدمها لضررهم جريمة أكبر، خاصة وأن هؤلاء الموظفين لا يمارسون عملهم إلا بعد تعهدات صارمة بعدم خرق خصوصية المعلومات، وهذه الانتهازية خيانة قبيحة للوظيفة”.
مفاجأة غير متوقعة .. فضيحة جواسيس السعودية في “تويتر” تطال الملك سلمان .. كيف حدث ذلك؟
ثالثًا: “أن الذين وُجهت لهم الإدانة على صلة مباشرة بمدير المكتب الخاص لابن سلمان، وهو بدر العساكر، مما يجعل الإدانة موجهة لابن سلمان نفسه، سواءً من الناحية القانونية، أو من الناحية الأخلاقية وسمعة الحكومة الأمريكية، لأنها بذلك تتعامل مع سلطة تستغل ثقتها وتجسس باستخدام تسهيلاتها”.
رابعًا: أن ابن سلمان “بعير سقط وكثرت سكاكينه” في الإعلام الأمريكي بعد حادثة خاشقجي، ولا يكاد يمر يوم إلا وتنشر مقالة سوداء عنه في الصحافة الأمريكية، ثم تأتي هذه الفضيحة فتكون ضربة على هامته، تنهي الباقي من سمعته في أمريكا، وتضع مزيدًا من الحرج على ترامب في حمايته والدفاع عنه.
خامسًا: أن شركة تويتر بعد تعرضها لهذا الحرج، مضطرة أن تبالغ في تبرئة نفسها من مجاملة السعودية، وربما تزيد من جرعة محاربة الذباب الإلكتروني والحسابات الوهمية، وهي خطوة بدأت فعلاً قبل أن يتناول الإعلام الأمريكي هذه الفضيحة، ويتوقع أن تتضاعف بعد ذلك حتى تبيّض الشركة صفحتها.
سادسًا: ستكون المؤسسات الأخرى في وسائل التواصل في حالة إنذار لكشف أي تدخل سعودي أو إماراتي، وخاصة اليوتيوب والفيسبوك التي يتردد أن عملاء السعودية والإمارات لهم دور في توجيه سياستها في الشرق الأوسط، وبذلك سيتسبب الجهد التجسسي لابن سلمان مع تويتر مفعولا معاكسًا لما أراد.
سابعًا: هذا الخبر يكشف طبع المجازفة والتهور عند ابن سلمان الذي لا يتعلم من ورطاته، فمن حرب اليمن إلى حصار قطر واحتجاز الحريري، وقتل خاشقجي، ثم هذا التجسس، إضافة لتهوره في الداخل في قتل الفغم، وسجن أمير عتيبة، وتخشى الإدارة الأمريكية أن تكون الخطوة التالية كارثية يستحيل احتوائها.
ثامنًا: الخبر يكشف حماقة ابن سلمان الذي ربط الجواسيس بمكتبه مباشرة، على خلاف الجاسوسية التقليدية التي تبتعد تمامًا عن العلاقة بالسلطة السياسية، وعلى كلٍ؛ هذا التصرف ليس غريبًا عليه، فقد ربط عملية قتل خاشقجي بذراعه الأيمن سعود القحطاني، وها هو يربط هذه العملية بمدير مكتبه الخاص.
تاسعًا: ارتبطت عملية التجسس هذه بمؤسسة مسك “الخيرية” التي أراد لها ابن سلمان أن تكون أعظم مؤسسة خيرية في العالم، فإذا بها مظلة للتجسس على أمريكا، وهذا من حماقته وسوء تدبيره حين يورط مشروعًا يريد له مصداقية عالمية، بعملية تجسس قبيحة وفاشلة وفضائحية.
وختم بالقول، إنه للأسباب آنفة الذكر فالحدث كبير مهما حاول الإعلام السعودي والمحسوب عليه أن يتجاهله.
ولم يستبعد أن يكون أحد أسباب زيارة رئيسة الاستخبارات الأمريكية جينا هاسبل للمملكة، لمححاولة إقناع العائلة الحاكمة بكبح جماح “الصبي المتهور” –بن سلمان- حتى لا يوقع أمريكا في ورطة كبيرة في مجازفة قادمة.