عن أى ثورة إسلامية تتحدثون !
سقطت شرعية مرسى بداخلى مع سقوط اول نقطة دم من قلب شهيد فى عهده ولم ينتفض للقصاص لها،وعليه الرحيل،وأتمنى ألا يضطرنا للخروج لإسقاطه حتى لا يدخل الوطن فى نفق من الفوضى، ولكن إن ظل واضعا يديه على أذنيه متجاهلا دعوات الرحيل فسنخرج وسنسقطه فقد مللنا نغمة “اعطونا فرصة”، فهو لا يستحق أن يدير مصر الثورة ولا حتى يمتلك شخصية قيادة إدارة دولة فى حجم موزمبيق، مع الاعتذار لدولة موزمبيق، ومن يريد منى أن “أكبر” لأن رئيسه ملتحِ فعليه التكبير بمفرده، فمن يريدون منى التكبير تصرفاتهم اليوم متناقضة مع تصرفاتهم الأمس ، فمع حالة الغليان التى تسيطر الآن على تصرفات شباب الاولتراس ومحاولتهم لتعطيل وسائل الموصلات لإجبار الدولة على إتخاذ خطوات ناجزة نحو قصاص عادل لحياة رفقاء طفولتهم التى ضاعت فى بورسعيد نجد بعض الأصوات تعلو لإنتقادهم بحجة أن أفعالهم ستؤدى إلى الفوضى، ولكن نفس هذه الأصوات ذهبت إلى حصار الدستورية العليا لحماية إعلان دستورى واهم، قيل أن الهدف منه هو دماء الشهداء، فكيف تنتقدون الآن من يبحثون حقا عن دماء الشهداء؟! وماذا عن حصار الدستورية الذى كرم رئيسكم رئيسها السابق ألم يكن هو قمه الفوضى؟!، نعم الكثير من تصرفات الاولتراس قد يكون غير مقبولاً، ولكن يغفر لهم نبل مقصدهم، فشباب الثورة _ومنهم الاولتراس_ هم الفصيل الوحيد الصادق فى البحث عن دماء ارتوت بها ارض وطن مجروح كبريائه، نعم تعطيل وسائل المواصلات قد يغضب الكثير، ولكن فى نفس الوقت هناك من مات غدراً ولن يستخدم تلك المواصلات مرة أخرى ولن يعود الى من ينتظره فى منزله.
ورويدا رويدا تزداد مواقفهم المتناقضة ،فقد بدأت الأصوات تعلو وتهدد وتنادى بثورة إسلامية لمواجهة بعض الدعوات التى طالبت بسقوط مرسى ،فما هذا الهراء؟ عن أى ثورة إسلامية تتحدثون؟ ثورة فى وجه هذا الشعب الاعزل!! ،ألم يكن مبارك هو الأولى بقيام هذه الثورة المباركة ضده؟ فلماذا الآن المناداة بها ضد شعب أعزل؟، ألم يكن فيكم من كان يركع فى أمن الدولة من أجل إبرام الصفقات وفى نفس الوقت يقدم نفسه لهذا الشعب المغلوب على أمره بأنه معارض من أجله، كيف الدعوة إلى ثورة إسلامية لحماية نظام تدعون أنه ثورى؟ وموقفه من الثورة فضحه عبدالجليل الشرنوبى رئيس تحرير موقع إخوان أون لاين السابق ،فقد اجتمع معه مرسى _الذى كان رئيسا لمجلس إدارة الموقع آنذاك_ يوم 23 يناير 2011 محذرا إياه من تبنى فكرة المظاهرات وأن عليه أن يتناول الأمر بحياديه إلى حد ما حتى يتبين الأمر ،ألم يكن وقتها هو أنسب الأوقات للدعوة إلى قيام الثورة الإسلامية ؟ ألم يكن فيكم من حرم الخروج على الحاكم ثم اشترك فى كتابة دستور الثورة فيما بعد باعتباره أنه كان ثوريا حتى النخاع، عن أى ثورة إسلامية تتحدثون؟؟!! وعندما يدعو إليها طارق الزمر ويمن علينا قائلا: “اننا عليها قادرون رغم اننا لها كارهون”، فلماذا لم تعلن قيامها أيها الزمر فى السجن بديلا عن المراجعات التى وقعتم عليها بالاتفاق مع أمن الدولة ؟ ، وعلى الرغم اننى أتفق مع هذه المراجعات لأنى لست مع استخدام السلاح ،ولكن مع التهديد بثوره إسلامية ضد شعب أعزل لابد علينا أن نطرح السؤال السابق، وعندما يعلن حازم أبو اسماعيل عن تهديده أنه لو تم اقتحام قصر الاتحادية سيقتحم مدينه الإنتاج الإعلامى وسيعلن قيام الثورة الإسلامية فلماذا لم يفعل ذلك ويعلنها ضد نظام مبارك عندما تم إسقاطه فى انتخابات برلمان 2005 وإنجاح آمال عثمان ؟ ولماذا لم يعلنها بعد الثورة ضد لجنة الانتخابات الرئاسية بعد استبعاده ؟ ولماذا لم يعلنها فى وجه المجلس العسكرى عندما استباح دماء الناس فى موقعه العباسية؟
لو كنتم تظنون أنكم عندما ضعفتم عن إعلانها ضد مبارك أو ضد مجلسه العسكرى فأنكم قادرون على إعلانها ضد هذا الشعب العظيم فأنتم واهمون.
نُشر فى صحيفة وطن التى تصدر فى الولايات المتحدة الامريكية فى يناير 2013.
محمد حسنى عبدالباقى