وطن- تتكشف يوماً بعد يوم، تفاصيل جديدة في قضية التجسس المتورط فيها موظفون سابقون في “تويتر” لصالح الحكومة السعودية، والتي كان أخرها ما قاله المدعي العام الأمريكي في سان فرانسيسكو الأمريكية.
وقال المدعي العام دينيس هيريرا، إن مكتب التحقيقات الاتحادي تسلل بأمر قضائي إلى البريد الإلكتروني للمسؤول السعودي رقم واحد “بدر العساكر“، مدير المكتب الخاص لمحمد بن سلمان، والتي أظهرت “رفض تويتر المتواصل طلبات الرياض الحصول على معلومات عن حسابات بالموقع، بعد تقديم طلب عاجل لإدارة الموقع”.
وأوضح التقرير الذي أصدره المدعي العام هيريرا، أن” العساكر” كان مشغولاً “بتحركات (المستخدم رقم1 ) مجتهد ومواقعه أولاً بأول”، مشيراً إلى أن مكتب التحقيقات اطلع على تفاصيل الملاحظات التي دوَّنها، وتضمنت معلومات حصل عليها عن شخصيات من خلال التجسس على “تويتر”.
وأشار إلى أن الموظف السعودي في “تويتر”، علي الزبارة، “كان يلبي طلبات الرياض بشأن المعلومات عن الحسابات التي يرفض تويتر تلبيتها”، موضحاً أن الزبارة “كان يصل إلى الحسابات مباشرة بعد تلقي بدر العساكر الرفض”.
تزامناً مع فضيحة جواسيس “بن سلمان” بـ”تويتر”.. نجل “العودة” يكشف: هذا ما يهدّدني به نظام “آل سعود”
كما كشف المدعي العام في سان فرانسيسكو عن “كتابة الزبارة في حسابه على Apple بعض النقاط التي أراد الاستفسار عنها، ومن بينها: هل من حقه الحصول على جائزة الداخلية بقيمة 1.9 مليون دولار، والتي أعلنتها لمن يبلّغ معلومات عن مطلوبين، وكرر ذلك مرات عدة”.
كما أكد أن “الزبارة” كتب ملاحظات في السعودية على حسابه على Apple “تتضمن طلباته من الحكومة السعودية، ومنها مشاكل يواجهها والده، وكان يريد مقايضة جزء مما يفعله بحلها (باتصال صغير مع المسؤول)”.
وأضاف: “الزبارة كتب في ملاحظاته أنه يريد منصباً دائماً، وأبدى امتعاضه من عدم حصوله على الثناء اللازم، وهو أمر تكرر معه في حادث مشابه حصل قبل 11 عاماً، دون تفاصيل إضافية”.
وعن الدلائل على التسلل إلى حسابات معارضين، قال المدعي العام الأمريكي بالمدينة: “في 18 يونيو 2015، طلب بدر العساكر معلومات عن المستخدم رقم 9 (عمر عبد العزيز) المقيم في كندا، وقام (الزبارة) بالتسلل إلى حسابه في 19 يونيو و5 يوليو”، مشيراً إلى أنه كان يتسلل إلى تلك الحسابات “وهو في إجازة بالسعودية”، إضافة إلى تسلله إلى حساب “أحمد أبو عمو (المتهم الآخر) على تويتر بطلب من بدر العساكر، في 20 أغسطس 2015”.
وعن طريقة تهريب “الزبارة” من أمريكا، قالت وثائق المدعي العام إنه تم تهريبه من الولايات المتحدة “بالتنسيق بين (الزبارة) وشخص لديه سيارة رياضية بيضاء وبدر العساكر والقنصل السعودي في لوس أنجلوس”.
وأشار إلى أنه بعد شهر من وصوله إلى السعودية، “أظهرت المعلومات حصوله على إيميل من المنظمة الخيرية التي يتولى فيها بدر العساكر منصب الأمين العام، وتُظهر إيميلات لاحقة أنه جزء من فريق يضم أحمد المطيري (المتهم الثالث بالتجسس)، للتلاعب بمواقع التواصل الاجتماعي تحت إشراف (العساكر)”.
وفيما يتعلق بالموظف الأمريكي من أصل لبناني أحمد أبو عمو، أوضح المدعي العام أنه أعلن إفلاسه، كما أن لديه مشكلة مع البنك، مشيراً إلى أنه نقل نحو 60 ألف دولار من لبنان، ولا يزال لديه 140 ألفاً في حسابه هناك، و100 ألف دولار إضافية لم يذكر مكانها، مؤكداً أنه قد تكون لديه أصول في السعودية.
ويوم الخميس الماضي، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن ضلوع ثلاثة أشخاص (أمريكي وسعوديَّين) بجريمة التجسس داخل الولايات المتحدة في أثناء عمل اثنين منهم بموقع “تويتر”، وتسريبهم معلومات عن عملائه.
ونقلت الصحيفة أن وزارة العدل الأمريكية قالت إن حلقة الوصل معهم هو بدر العساكر، مدير المكتب الخاص لمحمد بن سلمان، وأحد أبرز المقربين منه.
ولاحقاً نشر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي “إف بي آي” صور متهمَين سعوديَّين بالتجسس لحساب السعودية، ضمن قائمة المطلوبين، عمِل أحدهم في “تويتر”.
وذكر موقع الـ”FBI“، في وقت متأخر من الخميس، بعض التفاصيل عن المواطنَين السعوديَّين أحمد المطيري وعلي الزبارة، بالإضافة إلى نشره صورهما، متهماً إياهما باستخدام “تويتر” لصالح السلطات في المملكة.