وطن- تداول ناشطون بمواقع التواصل صورة صادمة للصحافي محمود حسين مراسل “الجزيرة” المعتقل في مصر أثناء سماح السلطات له بدفن والده وحضور الجنازة، حيث ظهر تغير كبير على شكل حسين وملامحه بسبب السجن الذي تخطى فيه مدة الـ3 أعوام.
وعقب تقديم الأسرة طلبا بإخراج محمود استثنائيا ليدفن أباه، خيّرت أجهزة الأمن أسرة محمود بين اصطحابه في قيوده لمنطقة مقابر العائلة لتلقي العزاء على القبر ظهرا، أو اصطحابه مساء في قيوده لتلقي العزاء بالسرادق المقام بالقرية، فاختارت العائلة المقابر، لكي يودع محمود والده الوداع الأخير الذي حُرم منه حيًّا.
وصباحا، جاءت قوات شرطية إلى منطقة المقابر لتأمينها، وتلاها موكب حراسة لمحمود خرج من قسم شرطة أبو النمرس (بمحافظة الجيزة)، قادما من سجن طرة.
وتوجهت القوات المصاحبة لمحمود حسين إلى المقابر مباشرة -لا إلى المسجد- لأسباب تأمينية، على حد تبرير أفراد القوة المصاحبة.
[شاهد] إدارة سجن “طرة” ترفض نقل مراسل “الجزيرة” محمود حسين للمستشفى رغم خطورة حالته
بينما تحرك الموكب الأمني بمحمود ووصل المقابر، كانت العائلة أنهت إجراءات الدفن بمشاركة آلاف من الأقارب والجيران وأبناء المناطق المجاورة لبلدة زاوية أبو مسلم التابعة لقسم الهرم في محافظة الجيزة، وعندما وصل أصرّ على فتح المقبرة من جديد للصلاة على والده ووداعه، وفي الأسفل أجهش بالبكاء طويلا.
مكث محمود بعض الوقت عند قبر والده يتلقى العزاء من أقاربه وأهل بلدته وأصدقائه بيده اليمنى، في حين كانت اليسرى في الأغلال التي تربط بينه وبين جندي لا يعرفه ولا يعرف لماذا يقيده، وأي تهمة هو متهم بها، وأي جناية جناها لكل هذا العنت والعناء.
ومنعت القوة الأمنية قيام أي من أفراد الأسرة أو الأصدقاء بالتصوير، وقام أفراد تابعون لها بتصوير الجنازة والمعزين.
وطلبت الأسرة من القوة المصاحبة لمحمود حسين الانتظار حتى تأتي والدته للمقابر من المنزل، وبالفعل حضرت في سيارة خاصة، وسمح الأمن لمحمود بالجلوس إلى والدته، حيث ظل يواسيها ويقبل رأسها، وهو يحاول التماسك والتصبر، لكي لا يكون حزنه ألما جديدا لوالدته المريضة.
وعقب انتهاء آخر تعزية لمحمود من المعزين، اصطحبته القوة الأمنية من جديد إلى سجنه يتيما هذه المرة، برفقة أحزانه التي ضاعفها ألم فقد الوالد.
ويقبع محمود في سجنه من دون أن يعرف لماذا هو هنالك بالتحديد، بعد أن استأنفت النيابة على قرار الإفراج عنه قبل شهور، فأعيد لمحبسه بالتهم نفسها المفرج عنه منها، وتخطى محمود حسين في مدة حبسه الأولى مدة الحبس الاحتياطي، قبل إيداعه على ذمة قضية أخرى، محروما من كافة حقوقه حتى حق إدخال الكتب.
واعتقل محمود حسين أثناء زيارة لعائلته بمصر نهاية عام 2016، وهو صاحب تاريخ ناصع في العمل بالصحافة، حيث عمل منتجا بالجزيرة، وقبل ذلك مراسلا لها في مصر، كما عمل من قبل معدا ومقدما للبرامج بإذاعة صوت العرب المصرية، ثم صحفيا ومراسلا ورئيسا للتحرير بقناة النيل للأخبار.