وطن- علقت صحيفة “التايمز” البريطانية، على قرار رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، بإيفاد نجله محمود ليكون الملحق العسكري في موسكو؛ في دلالة أخرى على النفوذ المتزايد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الشرق الأوسط.
ويضطلع محمود السيسي، الذي يحمل رتبة عميد، بدور مهم في جهاز المخابرات العامة المصرية؛ حيث يعمل مهندس سياسات لوالده. ويُقال إنه استبعد أجزاءً من الجهاز الأمني؛ ما يفسر خطوة التعيين هذه.
السيسي يفضل بوتين
ومع ذلك، كان السيسي يبعث بدلائل على قربه من روسيا، وتحديداً تفضيله طراز بوتين من القيادة الديكتاتورية على حالة الشك التي خلفتها السياسات الأمريكية المتغيرة نحو الشرق الأوسط. ولا تزال مصر وقيادتها العسكرية غاضبة من عدم مساندة الولايات المتحدة للرئيس الأسبق حسني مبارك خلال الاحتجاجات الشعبية عام 2011، كما تقول الصحيفة البريطانية.
وفي أعقاب تصميم الرئيس الأمريكي ترامب على «الخروج من الشرق الأوسط»، بدأت العديد من الدول الديكتاتورية تسعى لكسب رضاء روسيا.
توتر مع واشنطن وتقرب السيسي لبوتين
وخلال الأسبوع الجاري، انتقد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بشدة اتفاقية أبرمها السيسي لشراء طائرات روسية طراز «سوخوي 35» للقوات الجوية المصرية، التي تعتمد عادة على المساعدات والمقاتلات الأمريكية. ووفقاً لتقارير نشرتها وسائل الإعلام الأمريكية، أرسل بومبيو ومارك إسبر، وزير الدفاع الأمريكي، إلى الرئيس المصري يحذرانه من إتمام الصفقة.
ومنذ وصوله للرئاسة رسم السيسي لنفسه صورة واضحة بأنه قائد عسكري مختلف عمّن سبقاه، أنور السادات ومبارك، وكان كلاهما أيضاً ضابطي جيش لم يمنحا فرصة لمبادئ الديمقراطية، لكنهما سعيا لتوطيد العلاقات مع واشنطن. لكن السيسي، في المقابل، رفض مخاوف الغرب بشأن سجله الحقوقي والتمس دعم الحلفاء الإقليميين الاستبداديين، مثل السعودية والإمارات.
من يذكر اسمه يذهب مباشرة إلى السجن.. محمود السيسي قتل ريجيني والديكتاتور يجهزه لخلافته
محمود السيسي في موسكو لتنويع التحالفات العسكرية لمصر
وفي الوقت نفسه، استخدم السيسي نجله من وراء الكواليس لإدارة دفة السياسة الرسمية لمصر. وفي سبيل هذا، ترقى محمود السيسي سريعاً لرتبته الحالية، وخلال العام الحالي ترأس لجنة تشرف على التعديلات الدستورية التي تسمح لوالده بالبقاء في السلطة حتى عام 2030.
ووفقاً لما ذكره موقع «مدى مصر»، واحد من المواقع المستقلة القليلة الباقية في مصر، جاءت ترقية محمود السيسي على حساب شخصيات أخرى من جهاز المخابرات. إلا أنَّ تعيينه ملحقاً لدى روسيا يسمح له بالسعي لتحقيق واحد من أهداف والده المهمة؛ وهو تنويع التحالفات العسكرية لمصر بعيداً عن الولايات المتحدة.
واتحد السيسي مع روسيا لدعم المشير خليفة حفتر في الحرب الأهلية الليبية. إذ يساعد مرتزقة روس، ومعهم قوات جوية مصرية وإماراتية، حفتر لاستعادة السيطرة على العاصمة طرابلس من حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة.
صقل وتهيئة لمنصب قادم أهم
إلى جانب ذلك، زار سيرغي شويغو، وزير الدفاع الروسي، القاهرة الأسبوع الماضي للمشاركة في اجتماع «لجنة مشتركة للتعاون العسكري التقني». وشاركت روسيا أيضاً، ومعها الأردن الذي يبحث هو الآخر عن تحالفات جديدة، في تدريبات عسكرية في مصر.
وذكر موقع «مدى مصر» أنَّ التعيين الجديد لمحمود السيسي قضى على مصدر إحراج متزايد لوالده، وفي الوقت نفسه يؤهله لتولي منصب أهم في المستقبل، إلا أنه لا يوجد ما يشير إلى أنه يُهيأ ليخلُف والده.
وأضاف الموقع: «ربما يكون (المنصب الجديد لدى روسيا) محاولة صقل له، بمنحه فرصة ترؤس مندوبية عسكرية في دولة لها أهمية بالغة بالنسبة لمصر».